تعد حضارة وادي النيل هي نتاج للعقل الإنساني انتقلت من عصر صيد الحيوانات إلى عصر الزراعة وعصر الاكتشافات فاخترعوا أدوات الحياكة البسيطة وطوّروها بحكم الحاجة إليها وتوصلوا إلى صناعة الأنسجة الملونة والبسط والسجاد الغنية عن الوصف عبر عصورهم المختلفة، وظهرت صناعة الأزياء منذ العصر الأول "الدولة القديمة" بين 3200 ق. م - 2420 ق. م وتطورت في عهد الدولة الوسطى الإمبراطورية 2140-1580 ق.م ووصلت أوج عظمتها في عهد الدولة الحديثة 1580-1084ق. م، وكانت تتلاءم مع معتقداتهم وعاداتهم وتقاليدهم ومناخهم في كل عصر وإلى جانب ذلك تطوروا في صياغة الحلي والمجوهرات من الفضة والذهب تطورًا بالغًا وتدل رسوم المصريين القدماء دلالة واضحة على أنهم قد بلغوا بصناعة الأزياء مبلغًا كبيرًا وكانوا يحبون الأناقة والتحلي بالزيّ مراعين باختياره الألوان ومناخهم الحار ونوع النسيج، فكانوا أصحاب ذوق رفيع في الاختيار فيختارون الملابس الملونة والمزينة بنقوش والمشغولة بالإبرة والمصنوعة من القماش السميك، والمرأة تختار الملابس الشفافة الخفيفة والمصبوغة والمحال برسوم ملونة والمطرزة التي تتفق مع الجو الحار في مصر ويتلاءم مع لون جسمها المائل إلى السمرة، وقد غلب على أزياء الرجال المصريين اللون الأبيض، وبعد القرن الأول قبل الميلاد أخذوا يصنعون ملابسهم من الصوف والحرير النادر الذي كانوا يستوردونه من البلاد المجاورة وكان قماش التيل معروفًا عندهم في صناعة الأزياء. تحولت العديد من بيوت الأزياء العالمية إلى النقوش الفرعونية في الرسومات وكذا استخدام نفس طريقة تصميم الملابس الفرعونية بشكل عصري يبرز مدى براعة الفراعنة وقدرتهم على تصميم ملابس تناسب كل العصور، فتجد العديد من الفنانين العالميين وبيوت الموضة العاليمة تفخر بتصميمها لملابس على الطراز الفرعوني. زي المرأة في الدولة القديمة كان رداء تقليديًا مكون من ثوب يحدد شكل الجسم ويربط أعلى الكتف بواسطة شريط من نفس لون ونوع قماش الثوب، وكذا تثبت حافة الشريط العليا فوق أو تحت الصدر، أما في فصل الشتاء يضعن النساء ثيابا طويلة فضفاضة بأكمام طويلة، وفي الحفلات ترتدين شباكا من خرز خزف القيشاني الملون تلف حول الجسم عند منتصف الثوب وهو نفس تصميم بيوت الأزياء الحديثة على الطراز الفرعوني. وتطور زي المرأة في الدولة الحديثة فكانت أردية النساء عبارة عن قميصًا شفافًا جدًا، وفوقه ثوب أبيض شفاف ذو ثنايات مثل ملابس الرجال يعقد على الصدر الأيسر بينما يكشف الصدر الأيمن، ويمتد مفتوحا من تحت حزام الوسط حتى القدمين، أما الأكمام فكانت مزركشة بالمخمل وتترك السواعد مكشوفة لتكشف عن جمال الأيدي الطويلة المتسقة، والأرسغ المكتظة بالأساور ذات الأشكال المختلفة. وبدأت النساء في ارتداء ملابس خارجية تماما فوق السترة، سواء كانت مستقيمة أو مضفورة، وقد كانت تثبت بدبوس في شكل زخرفي فوق الصدر، ثم أضيفت عباءات فوق الكتف، بهدب معقودة إلى الأردية.