على مدى الشهرين الماضيين شهدت محافظة المنيا أحداثًا طائفية، كان آخرها أحداث قريتى «أبويعقوب» و«طهنا الجبل» السبت والأحد الماضيين، قوات الأمن بدورها فرضت حصارًا أمنيًا على 4 قرى هى «الكرم» و«كوم اللوفى» و«أبو يعقوب» و«طهنا الجبل» منعا لتجدد الاشتباكات بين الأهالي. الكرم انطلقت شرارة الفتنة الطائفية من قرية الكرم التابعة لمركز أبوقرقاص بالمنيا، عندما حاصر عدد من مسلمى القرية منازل عائلة قبطية، وأحرقوا 5 منازل ومخزنا، ما أسفر عن إصابة شخصين بعد تردد أنباء عن تورط قبطى فى علاقة جنسية مع ربة منزل مسلمة، واقتحم الأهالى الغاضبون منزل القبطى وجردوا والدته البالغة من العمر 70 عاما من ملابسها. اللوفي انتقلت الفتنة لقرية كوم اللوفى، بمركز سمالوط، جراء تجمهر حوالى 300 شخص من مسلمى القرية، أمام منزل قيد الإنشاء، ملك لشخص يدعى أيوب خلف، 42 فلاح، مسيحى الديانة، بعد تردد أنباء عن اعتزامه استخدام المنزل كمنشأة كنسية. قام المتجمهرون بإشعال النيران فى «الشدة الخشبية» المستخدمة لصب سقف المنزل والتى امتدت لعدد 4 غرف مجاورة ملحقة بالمنزل، ملك «إبراهيم» شقيق مالك المنزل، وأثناء ذلك تساقط بعض الطوب الأبيض المستخدم فى بناء المنزل. وانتقلت قوة من المركز لمكان البلاغ وبوصولهم قام المتجمعون بقذف القوات بالطوب والحجارة ما أسفر عن كسر الزجاج الأمامى لسيارتى الشرطة التابعتين للمركز. وأشارت تحريات الأجهزة الأمنية إلى قيام عناصر سلفية بتحريض الأهالى لإشعال الفتنة بالقرية وقاموا بحرق منزل القبطى وفروا هاربين إلى الزراعات. أبو يعقوب سرعان ما انتقلت نيران الفتنة لقرية أبو يعقوب، بمركز المنيا التى شهدت اشتباكات طائفية بين مسلمى وأقباط القرية، أسفرت عن حرق منزلين للأقباط، قبل أن تصل قوات الشرطة إلى القرية وتسيطر على الأوضاع. بدأت الأحداث عندما تجمع عدد من مسلمى القرية حول منزل مملوك لقبطى أشيع تحويله لكنيسة فقاموا بإشعال النيران به وحدثت اشتباكات بعدها أسفرت عن حرق منزل آخر للأقباط. طهنا الجبل فتنة «طهنا الجبل» بمركز المنيا كانت آخر الأحداث الطائفية التى شهدتها المنيا، وكشفت تحريات الشرطة أن مشاجرة بين مسلمين وأقباط أسفرت عن سقوط قتيل و2 مصابين بينهم سيدة، بسبب مرور طفل مسلم يقود عربة كارو، وبرفقته 3 أطفال آخرين، بشارع مكتظ بالأقباط وقعت بينه وبين أطفال آخرين مسيحيين، مشادة كلامية، حيث طلب الأول من طفل صغير عمره نحو 5 سنوات إفساح الطريق للمرور بالعربة، فقام بعض المتواجدين بالشارع، بالاعتداء عليه بالضرب، وعندما شعر الصبى بأن الأهالى تكاثروا عليه، استدعى عددا من أقاربه، ووقعت اشتباكات بين الجانبين أسفرت عن سقوط قتيل يدعى فام مارى 22 سنة، وإصابة شخصين آخرين. ابحث عن الفقر قال مجدى رسلان، المحامي: «إن المنيا من المحافظات التى لها خصوصية من حيث التكوين الاقتصادى والاجتماعى حيث يوجد بها أعلى نسب الفقر والبطالة والأمية، وهو ما جعلها فى السبعينيات والثمانينيات معقلا للتطرف، بالإضافة إلى أن وجود العديد من الأشخاص والجامعات ساهم فى نشر الأفكار المتطرفة». وأكد أن نبرة الخطاب الدينى القبطى عالية فى المنيا، ويخوضون فى أمور «غير متأكدين من حقيقتها»، ويلقون بالاتهامات على المسلمين فى الأحداث الطائفية. وأضاف أن من بين الأسباب التى أدت لاشتعال الأحداث الطائفية الرفاهية الشديدة ومظاهر البذخ التى تظهر على الكنائس والمطرانيات فى الوقت الذى تعانى فيه المساجد من نقص فى الخدمات. وطالب رسلان الأقباط بتهدئة نبرة الخطاب الدينى المتشدد مذكرا إياهم بالحكمة التى قالها البابا شنودة «إن مصر ليست وطنا نعيش فيه بل وطن يعيش فينا».