قال وفد العلماء المصريين بالخارج المتخصصين فى الهندسة الميكانيكية والطاقة النووية والذرية بكندا، المكون من أربعة أساتذة هم: المهندسة مديحة المهيلمى قطب، والدكتور مروان حسن، والدكتور عاطف مهنى، والدكتور حسام جابر، إن سعى مصر نحو تنوع مصادر الطاقة وتعزيز الاستخدامات السلمية للطاقة النووية لتحقيق الحلم المصرى لبناء وتشغيل المحطة النووية بالضبعة عمل لا بد أن يحتذى به فى جميع المشاريع القومية الأخرى، من حيث الجدية والالتزام فى تطبيق المعايير والمواصفات العالمية للأمان النووى، وأن أبناء مصر من العلماء المهاجرين لديهم رغبة شديدة فى المشاركة فى تنفيذ هذه المشروع ومشاريع أخرى إثباتا لولائهم لهذا الوطن. وأضاف الخبراء، فى تصريحات خاصة ل«البوابة»، على هامش المؤتمر الصحفى الذى عقدته السفيرة نبيلة مكرم وزير الهجرة وشئون المصريين بالخارج للترحيب بهم خلال زيارتهم للقاهرة منذ يومين، أنهم يشعرون بالفخر أن تمنح لهم هذه الفرصة لتقديم مقترحاتهم وعرضها على الحكومة المصرية بشأن إقامة أول محطة نووية لإنتاج الكهرباء فى مصر، معتمدين فى ذلك على ما اكتسبوه من خبرات علمية وعملية فى مجال الهندسة الميكانيكة الخاصة بإنشاء تصاميم وأنظمة تشغيل ومولدات البخار والضغط والتبريد داخل المفاعل النووى أو مجال الوقود النووى. وقالوا إنهم قدموا عرضًا للدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، خلال لقائهم معه، تضمن عدة مقترحات تتعلق بالأمان النووى والاختبارات المختلفة، وإجراءات السلامة والتشغيل والتدريب لكوادر المحطة النووية بالضبعة، وقد أبدوا استعدادهم ورغبتهم فى تقديم كل الدعم للمشروع المصرى فى مراحله المختلفة، وربط الخبرات المصرية بالخارج بأرض الوطن للاستفادة بتخصصاتهم الدقيقة. «المهيلمي»: جميع علماء الخارج راغبون فى المساعدة قالت المهندسة مديحة المهيلمى قطب، الرئيس السابق للجمعية الأمريكية للمهندسين الميكانيكين، وأول سيدة مصرية ورابع امرأة تترأس هذه الجمعية المكونة من 130 ألف عضو من 150 دولة حول العالم، وتأسست عام 1880، إنها كانت أول رئيس من خارج الولاياتالمتحدةالأمريكية تترأس هذه الجمعية. وأوضحت المهيلمى أنها كانت تعمل فى كندا بمنصب المفتش الأول على أنظمة الأمان والسلامة لأوعية الضغط بالمفاعلات النووية والمشاريع الأخرى فى كندا، بحسب معايير الأمان المعمول بها فى أمريكا الشمالية، موضحة أنها درست الهندسة الميكانيكية فى كندا، وحصلت على رسالة الماجيستير أيضًا، وعملت فى الحكومة الكندية فى منصب مسئول خصائص الأمان وتطبيق القوانين لسلامة أوعية الضغط الكندى للغلايات المرتبطة بالمفاعلات النووية وعدد من المشاريع الصناعية التى تستخدم فيها أوعية الضغط، والتى تحظى باهتمام بالغ فى جميع الدول، خاصة من حيث الأمن والسلامة عند الاستخدام ضد الحوادث أو الانفجار، خاصة أن وقوع حادث بها يسبب الكثير من الأضرار على نطاق واسع. وأشارت إلى أن استخدامات الأوعية الضاغطة لا تقتصر على المحطات النووية فقط، لكونها تتكون من عدد كبير منها، ولكن أوعية الضغط تستخدم فى مجالات كثيرة، لذا من الضرورة القصوى قبل استخدامها أن تكون خاضعة لأنظمة أمان وحماية محكمة. وأشارت «المهيلمى» إلى أنه خلال اللقاءات التى عقدت مع الجانب المصرى والفريق الزائر من كندا، تمت مناقشة العديد من المقترحات بهدف عرض رؤيتنا والاستماع لمتطلبات الجانب المصرى، مشيرة إلى أن المقترحات المقدمة ذو مستوى عال من التكنولوجيا، سواء فى مشروع المحطة النووية فى الضبعة أو على مستوى المجالات الأخرى. وعن «الضبعة»، قالت: «بالنسبة لنا مشروع الضبعة هو مشروع وطنى، وهدفنا تنفيذه بأعلى مستوى مع استخدام أحدث الأكواد والتكنولوجيا النووية الحديثة، مع ضرورة الالتزام بمعايير الأمان النووية العالمية، وأمانة الجودة والإشراف عليه، والإشراف القانونى والتنفيذى وقت تشغيله، وأحد مقترحاتنا للجانب المصرى تمثلت فى أن يحتذى بمشروع الضبعة من حيث الانضباط فى تنفيذه كمثال فى تنفيذ باقى المشاريع فى مصر». ولفتت إلى أن الدعم الذى سيقدمه فريق العلماء المصريين الزائرين من كندا يتمثل فى الخبرات والعلم والوقت، وأن حضورهم إلى القاهرة لم يكن وراءه دعم من أى جهة، خاصة أن المتعارف عليه أن تقديم الدعم مرتبط بدعم دولة لدولة، ولكن الدعم الذى سنقدمه لمصر هو تقديم كل أوجه التعاون والاستفادة من خبراتنا فى مجال الطاقة النووية، مشيرة إلى أن جميع العلماء المصريين بالخارج لديهم الرغبة الحقيقية فى نقل ما اكتسبوه من خبرات وعلم وثقافة فى جميع المجالات لوطنهم، وأن ما يقال عن عدم وجود تعاون بين مصر وأبنائها من العلماء المهاجرين بسبب عدم قدرة الدولة على توفير التزاماتهم المادية والمناخ الملائم لعملهم كلام عار تمامًا من الصحة. «جابر»: عرضنا على الحكومة محطات توليد الطاقة وقال الدكتور حسام السيد جابر، أستاذ الطاقة والهندسة النووية بجامعة أونتاريو بكندا، إنه تخرج فى جامعة الإسكندرية، وحصل على الدكتوراه فى هندسة الطاقة النووية من اليابان، ثم انتقل بعد إنهاء دراسته للعمل فى كندا لتدريس الطاقة النووية والطاقة البديلة، وبعدها حصل على عضوية الجمعية الكندية العلمية للطاقة النووية، المتخصصة فى تجهيز معايير الأمان والمواصفات والنظم الدولية، التى لا بد أن يعمل من خلالها أى مفاعل نووى بكندا. وأضاف «جابر» ل«البوابة»، أنه يتمنى أن يساهم فى تنفيذ المشروع النووى المصرى بخبراته وعلمه، وأنه لمن دواعى سروره أن يكون فى القاهرة للمساهمة وتقديم الدعم فى إنشاء أول محطة نووية فى مصر لإنتاج الكهرباء. وأوضح الدكتور حسام أنه والوفد المرافق من كندا تقدموا بمقترحات خلال ورشة عمل مشتركة عقدت بمقر وزارة الإنتاج الحربى، فى حضور عدد من المسئولين بالحكومة المصرية، بعرض لإقامة دورة تدريبية مكثفة لبعض الخبراء المصريين فى مجال الطاقة النووية، تعقد بكندا، ويمكن من خلالها اطلاعهم على أحدث أنظمة التكنولوجيا النووية فى كندا من خلال زيارات متعددة لأكبر عدد من محطات الطاقة النووية القائمة فعليًا هناك، مع تطبيق أنظمة المحاكاة، فضلا عن تقديم مقترح آخر بتنفيذ تصميمات خاصة بأجهزة لتوليد الطاقة «energy generation» باستخدام تكنولوجيا حديثة ومتقدمة فى هذا المجال، موضحا أنه ما زال باب النقاش مفتوحا حول ما تقدموا به من مقترحات، خاصة حول إمكانية تصنيع أجهزة مولدات الطاقة فى مصر. وأشار أستاذ الطاقة النووية بكندا إلى أن وفد العلماء المصريين الزائر لم يلتق مع الخبراء النوويين من الجانبى المصرى والروسى، وأنه من المتوقع أن يتم ترتيب لقاء موسع، يشمل زياره لموقع المحطة النووية بالضبعة، مضيفًا أنهم حتى الآن فى انتظار تحديد موعد من قبل الحكومة المصرية لعقد هذا اللقاء. وعن أسباب تكوين الوفد الزائر من كندا من 4 علماء مصريين متخصصين فى مجال الهندسة النووية، بالرغم من وجود أكثر من عالم مصرى متخصص فى نفس المجال، وفى نفس الدولة، منهم الدكتور على مرتضى، والدكتور زاهر مسعود، والدكتور محمد صوان، والدكتور مدحت الجهورى. وقال الدكتور «حسام جابر»: «إن هناك الكثير من العلماء المصريين المتخصصين فى الهندسة النووية يرغبون فى تقديم كل سبل الدعم والتعاون، ولكنهم فى انتظار الوصول إلى القنوات الشرعية التى يمكنهم من خلالها تقديم خبراتهم فى الوقت المناسب وبشكل يكون أكثر نفعًا». «حسن»: زيارة القاهرة أول طريق التعاون ومن جانبه، قال الدكتور مروان حسن، أستاذ ورئيس برنامج الهندسة الميكانيكية بجامعة جوريلف بأنتاريو فى كندا، إنه لديه فى الجامعة الكندية أقسام لهندسيات الطاقة البديلة والمتجددة والهندسة النووية، وفرع لهندسة التصنيع النووى، وأنه تخصص فى تطوير أنظمة الأمان لمولدات البخار النووية التى تمثل جزءا هاما من تكوين المفاعل النووى. وأضاف «مروان حسن» ل«البوابة»، أنه عمل على مدار 25 سنة فى منصبه كمصمم ومطور لمولدات البخار بهيئة الطاقة النووية الكندية، التى من خلاله اكتسب المزيد من الخبرات فى مجال الهندسة النووية بالعمل داخل المحطات النووية الكندية المختلفة. وأوضح أن هذه الزيارة تمثل نواة للتواصل فى المستقبل، وتأتى جديتها فى اللقاءات التى عقدت مع مجموعة من الوزرات، ومنها لقاء وزير الكهرباء ووزير الإنتاج الحربى وويزى التعليم العالى، وقبل ذلك كان هناك تباعد بين المصريين فى الخارج ووطنهم، وما أحدث هذا الربط هو عودة وزارة الهجرة للحكومة المصرية مرة أخرى. «مهنى»: الحكومة المصرية لها حرية الاستعانة بنا وقال الدكتور عاطف مهنى، أستاذ الهندسة الميكانيكة بجامعة أونتاريو بكندا، إنه كان يعمل بهيئة الطاقة الذرية الكندية قبل الالتحاق بالتدريس فى الجامعة، وشارك فى تصميم المفاعلات النووية الكندرية «CANDU». وأضاف «مهنى» ل«البوابة»، أنه تخصص فى تصميم المولدات الحرارية بالمفاعل النووى، وفى الوقود النووى، وتطوير وتغيير أنظمة العمل داخل المفاعلات النووية الكندية المنتشرة فى أمريكاالصين وكوريا. وأوضح أستاذ الهندسة الميكانيكة بجامعة أونتاريو، أنه شارك فى تصميم نظام الطوارئ الخاص بتبريد قلب المفاعل النووى، كما شارك فى تصميم المفاعل النووى الكورى الكندى، ولديه الكثير من المشاركات فى المشروعات التى تملكها الشركة المالكة للمفاعلات النووية الكندية «CANDU». وأشار إلى أن الوفد قام بتقديم عرض خبراته على الحكومة المصرية، من خلال تقديم البيانات الكاملة التى تحتوى على تفاصيل المشروعات التى قاموا بتنفيذها أو شاركوا فيها، سواء فى كندا أو خارجها، مشيرًا إلى أن جميع أعضاء الوفد الزائر على أتم الاستعداد لتقديم كل الدعم والمساهمة للحكومة المصرية فى أى وقت فى أى مشروع حسبما يترأى لها، مع العلم أن الجانب المصرى لديه كامل الحرية فى اختيارته، والأمر كله عرض وطلب.