أجرى محمد صلاح، نجم المنتخب الوطني المحترف ضمن صفوف روما الإيطالي، حوارًا مطولاً مع صحيفة "الرياض" السعودية، جاء نصه كالتالى: *في البداية نبارك لك اختيارك أفضل لاعب في روما الموسم الماضي بحسب الاستفتاء الجماهيري الرسمي، ماذا يعني لك ذلك؟ الله يبارك فيك، هذا الاختيار يعني لي الكثير خصوصاً أنه جاء بعد أول موسم، وأنا سعيد جداً وبإذن الله يكون فاتحة خير مع روما، علاقتي رائعة بجماهير النادي، ولا أنسى استقبالهم لي في المطار أول مرة، كان الاستقبال رائعا وأنا سعيد به إلى درجة أني أكرر مقطع الفيديو باستمرار. كيف وجدت نفسك مع روما؟ وهل أنت راضٍ عن ما قدمته أم لديك الأفضل؟ الحمد لله على كل حال، هذا أول موسم معاهم، وأتمنى أن أستمر من حسن لأحسن، لا يزال لدي الأفضل، وسأسعى إلى تقديمه مستقبلاً. ما هو الفرق بين الفترة التي كان يقود روما الفرنسي غارسيا والفترة الحالية مع سبالتي؟ الفريق مع غارسيا كان يسير بشكل جيد، وسبالتي عمله الجيد حسن من أدائي بشكل كبير بفضل توجيهاته ودعمه، والمدربان لهما فضل كبير علي. قميصك يعتبر الأكثر مبيعاً في روما منذ انتقالك إليه بعد توتي، ماذا تعني لك هذه الشعبية التي صنعتها في فترة قصيرة؟ أنا سعيد جداً بهذه المحبة من جماهير روما، وهي تشعرني بأني أسير في الطريق الصحيح. انتهت إعارتك ويفترض أن تعود إلى تشيلسي، هل ستعود أم ستستمر مع روما في ظل تمسكهم بك؟ أنا موجود في روما، وسأستمر معه الموسم المقبل. دعنا نغلق صفحة روما مؤقتًا، وننتقل إلى بداياتك مع المقاولون العرب، أنت مدِين بفضل كبير لرئيس الزمالك في ذلك الوقت ممدوح عباس أليس كذلك؟ تتذكر جيداً عندما رفض عباس انضمامك للزمالك بسبب رأيه الفني فيك؟ أجاب ضاحكاً: بالتأكيد. هل نعتبر ذلك نقطة تحول في حياتك الرياضة و"الخيرة" التي أتاحت لك الاحتراف في أوروبا؟ أي لاعب مصري أقصى طموحه اللعب للأهلي أو الزمالك، شخصياً كنت أتمنى أن أحترف خارجياً، لكن كنت أحلم بالأهلي أو الزمالك أيضاً بسبب المقابل المادي والشهرة وغيرها، لكن "خيرة" من الله أن موضوع الزمالك لم يتم، تضايقت من كلام ممدوح عباس لكن كل شيء نصيب والحمد لله، وهذا خير لي إذ أعتبره نقطة تحول في مسيرتي، لو لعبت للأهلي أو الزمالك سأجد صعوبة كبيرة في الاحتراف خارجياً لأنه ليس من السهل أن يسمح أي منهما لي بالاحتراف بسبب بحثهما عن البطولات وعدم التفريط في اللاعبين. نعلم بأنك من ريف مصر.. فجأة وجدت نفسك في أوروبا مع بازل السويسري.. هل مثل لك ذلك صعوبة؟ بالتأكيد الحياة مختلفة تماماً بين مصر وسويسرا، لم أكن أعرف شيئا عن بازل ولا الدوري السويسري، اللاعبون يحلمون دائماً بفرق أوروبية معروفة، في الأسابيع الأولى كانت الصعوبة أكبر، فالأكل الحلال من الصعب أن تحصل عليه، وبطبيعتي أحب الجلوس في البيت ولا توجد قنوات مصرية، لكن استطعت أن أتأقلم وراضٍ جداً عن بداياتي في الاحتراف. ما هي أبرز الصعوبات التي واجهتك؟ وكيف تغلبت عليها؟ التأقلم على الوضع وحياتهم، وأن تبقى محترفًا بمعنى الكلمة، الفترة كانت صعبة وأخذت الموضوع على أنه لا بد أن أتعلم أكثر، وأترك العناد وأني الصح دائماً. كيف تقضي يومك خلال لعبك مع الفرق الأوروبية؟ معظم أوقاتي مع العائلة بعد انتهائي من التدريب. مع بازل سجلت في تشيلسي ثلاثة أهداف، وأصبحت عقدة للمدرب البرتغالي مورينهو وهو ما أجبره على ضمك للفريق الإنجليزي، حدِّثنا عن ذلك؟ تلقيت عرضين من ليفربول وتشيلسي، اخترت تشيلسي لأمور عدة من أهمها الجدية ومكالمة مورينهو، وتواصله معي بالجوال، ووقعت بعدها مع "البلوز" مباشرة لأن المكالمة غيرت كل شيء. وماذا دار بينكما في المكالمة؟ اتذكر كل شي فيها، قال: أريدك معي فأنت لاعب جيد ومهم لأي فريق، وأنا أحتاجك بشكل كبير وستصبح اللاعب الأول، وأنا سعيد بكلامه. لكن كنت حبيس دكة الاحتياط مع تشيلسي.. هل شعرت بالإحباط حينها؟ تضايقت من الاحتياط، لكن عرفت بأنني أحتاج أن أعمل على نفسي أكثر حتى أطور مستواي وإمكانياتي وأصبح أفضل. وكيف هي علاقتك بمورينيو؟ هو مدرب عبقري واستفدت منه كثيراً وسعيد بتعاملي معاه، علاقتي به قويه لآخر لحظة. ماذا عن رحلتك مع فيورنتينا؟ وما هو تقييمك لها؟ رحلة جيدة واستفدت منها وتوفقت فيها. تنقلت في أكثر من دوري أوروبي، ما الفرق بين الثلاثة؟ الدوري السويسري أقل من الإنجليزي والإيطالي، الأول كل الفرق لا تضمن نتائجك أمامها، الثاني فأغلب الفرق لعبها تكتيكي. *خضت تجارب عدة.. حدثنا عنها؟ مع بازل عام 2012م حصدت 3 جوائز، وهي أفضل لاعب صاعد، وأشهر لاعب في الدوري السويسري وأفضل لاعب في أفريقيا، مع تشيلسي استفدت بشكل كبير وسعيد بالتجربة لأنني طورت نفسي وشخصيتي بالملعب اختلفت كثيراً، مع فيورنتينا استفدت أيضاً على الرغم أن التجربة لم تتجاوز الأشهر الخمسة، ومع روما عشت ومازال أعيش أياًما جميلة. أنت اللاعب العربي الأول، لكن لاعب ليستر سيتي الإنجليزي الجزائري رياض محرز حقق مع فريقه الدوري الإنجليزي، هل خطف الأضواء منك؟ لم أفكر في هذا الموضوع أبداً. ما هو سبب تنقلك بين الأندية.. في فترة قصيرة لعبت لثلاثة أندية؟ الظروف هي سيدة الموقف بالإضافة إلى النصيب. ماذا عن دورك في مساعدة بعض المواهب المصرية للانتقال إلى أوروبا كما حدث مع "النني" والأرسنال؟ أنا سعيد بذلك ومستعد للوقوف إلى جانب أي موهبة مصرية، فهذا أعتبره واجبي، "النني" لاعب كبير، ويستحق ما وصل إليه. كيف ينجح اللاعب العربي في الاحتراف أوروبيًا؟ الموضوع ليس بالصعب، فقط يغير عقليته الاحترافية وسينجح في الاحتراف أوروبيًا. هل من السهولة تأقلم اللاعب العربي في أوروبا؟ هذا الأمر يعتمد على اللاعب نفسه. يحلم اللاعبون السعوديون باللعب في أوروبا لكن بالقفز مباشرة للدوريات الكبرى، هل يمكن أن يحصل ذلك؟ ليس شرطًا، أنا بدأت من الدوري السويسري ومع بازل وحين تلقيت العرض لم أكن أعرف عنه أي شيء، نصيحتي للاعبين السعوديين لو تلقيت عرضًا من نادٍ متوسط احترف وجرب نفسك، ليس شرطاً أن تنتظر ناديًا كبيرًا. هناك تجارب عربية ناجحة في الدوريات الأوروبية بمختلف تصنيفاتها على عكس اللاعب الخليجي الذي لا وجود له هناك باستثناء الحبسي.. ما أسباب ذلك برأيك؟ ليس عندي معلومة، لكن أتوقع أن السبب هو أنهم مرتاحون في بلادهم، لذلك لا يفكرون في الاحتراف، يكون مرتاحًا وسط أهله، وأتمنى أن يغيروا هذا الأمر ويختلف الوضع في المستقبل. *هل تتابع الكرة السعودية؟ بالطبع. ما هو تقييمك للمنتخب السعودي والفرق واللاعبين السعوديين؟ الدوري السعودي من خلال متابعتي له بشكل دائم في تحسن كبير خلال الآونة الأخيرة. هل اللاعب السعودي يمتلك إمكانات تمكنه من النجاح في أوروبا؟ اللاعب السعودي يمتلك الإمكانات البدنية والمهارية التي تجعله يتواجد في أوروبا، لكن عليه أن يهيئ نفسه لذلك من الناحية النفسية والمعنوية. معجب بالشلهوب وياسر.. وأجبرت الطليان على الخروج إلى المطار، هل يوجد لاعب سعودي ترى بأنه يستحق أن يكون في أوروبا؟ بالمهارات والإمكانات التي أشاهدها هناك لاعبون بإمكانهم فعل ذلك، لا أريد أن أذكر اسم واحد لأنهم كثير، ولا أريد أن أظلم البقية أو أتجاهلهم. هل تميل لناد سعودي معين؟ أجاب ضاحكاً: "لدي ميول في السعودية لكن لن أعلن عنها الآن". ماذا عن اللاعبين السعوديين الذين يعجبونك؟ أنا معجب جداً بلاعب وسط الهلال محمد الشلهوب، وزميله المهاجم ياسر القحطاني، وهناك لاعبون كثر يعجبونني. لو عرض عليك الاحتراف في السعودية هل ستوافق؟ لا أعرف ما الذي يحدث في المستقبل لكن أكيد سأوافق على الاحتراف في السعودية. لنغلق هذا الملف.. تعاملك قلّ مع الإعلام مؤخراً.. هل هو خوف أم حذر أم تجاهل؟ ليس خوفًا، لكن أنا أحاول أن أختار الوقت الذي أظهر فيه إعلامياً وهذه حرية شخصية. ما هو طموحك في المستقبل؟ في هذه الفترة كامل تركيزي مع روما الإيطالي وأطمح في خدمته وتقديم موسم أفضل من السابق. *هل ستعود للعب مع الأندية المصرية؟ الله أعلم. الملف الأخير يخص منتخب مصر.. الأعين مسلطة عليك هل تدرك مدى الآمال المعلقة بك؟ أتمنى أن نسعد ال90 مليون مصري بالوصول إلى كأس العالم 2018م وأن نقدم نتائج جيدة في كأس الأمم الأفريقية. كيف كان شعورك وأنت تلعب لأول مرة بشعار المنتخب الأول؟ كنت صغيرا حينما لعبت لأول مرة بشعار المنتخب، الموضوع مختلف أن تلعب لمنتخب بلادك وعمرك صغير، حاجة كانت كبيرة جداً، وأتمنى أكون على قدر المسؤولية وافرح الشعب المصري. متى يعود منتخب مصر إلى سابق عهده؟ أعتقد أنه في الطريق الصحيح، وبإذن الله قريب سيعود أفضل من قبل. كيف ترى حظوظ منتخب مصر في تصفيات كأس العالم خصوصًا وأنها في مجموعة قوية مع غانا والكونغو وأوغندا؟ الحظوظ قائمة والمجموعة التي وقعنا معها جيدة. ترددت أنباء كثيرة حول رفض روما مشاركتك في كأس أفريقيا 2017م أن استمررت معهم، ما هو تعليقك؟ ماعندي فكرة، فأنا في إجازة، لكن لا أتوقع بأنه صحيح. هل أثرت الكرة أثرت على تعليمك؟ يقول محمد صلاح عن خطواته الأولى في عالم كرة القدم: "كأي لاعب بدأت من اللعب في الشارع وعمري كان 7 أعوام، بدأت مع بسيون ثم مقاولون طنطا فالمقاولون العرب، علاقتي قوية بالكرة وهذا الشيء أثر على مشواري التعليمي، كنت أسافر كل يوم إلى القاهرة ورحلتي تستغرق خمس ساعات، اتنقل خلالها بين 4 سيارات، أخرج من بيتنا صباحاً ولا أعود إلا آخر الليل، كان عمري حينها 14 عاماً، الموضوع كان صعباً جداً كمصاريف وكمجهود، ودور والدي كبيراً وله فضل بعد الله في ما وصلت إليه، ويشجعني دائماً لأنه يرى بأني موهبة جيدة، وللأمانة هو من تكفل باقناع والدتي التي كانت ترفض بشدة لعبي بسبب خوفها علي بسبب تنقلي إلى القاهرة يومياً وحوادث الطرق".