سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خبير في الشئون الإسرائيلية: زيارة "نتنياهو" لأفريقيا هدفها تأمين الطريق الملاحي.. ضمان عدم تصويت الأفارقة ضد تل أبيب.. ومراقبة المد الشيعي الإيراني في القارة السمراء
أكد عمرو زكريا الخبير في الشئون الإسرائيلية، ومترجم كتاب "إسرائيل وأفريقيا"، أن زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لأفريقيا، والتي انتهت أمس، تعد أول زيارة لرئيس حكومة إسرائيل منذ آخر زيارة ل"رابين" في تسعينيات القرن الماضي. وأوضح "زكريا"، في تصريحات ل" بوابة العرب "، اليوم السبت، أن بداية اهتمام إسرائيل بأفريقيا كانت مع مؤتمر باندونج لدول عدم الانحياز عام 1955 الذي لم تتم دعوة إسرائيل لحضوره، وكان ذلك بمثابة بداية العزلة السياسية الدولية التي بدأت الدول العربية تفرضها على إسرائيل؛ مشيرًا إلى أن بن جوريون - أول رئيس حكومة لإسرائيل أعلن ضرورة كسر الحصار الذي فرضته الدول العربية، وبناء الجسور إلى الشعوب المتحررة في القارة السمراء". وأشار الخبير في الشأن الإسرائيلى، إلى أن الدول العربية كانت قد نجحت في إعاقة إسرائيل عن إقامة علاقات دبلوماسية مع كثير من الدول الآسيوية خاصة الصين والهند واليابان ومعظم الدول الآسيوية الأخرى نظرًا لارتباط مصالحها الاقتصادية بالدول العربية، فتوجهت إسرائيل إلى أفريقيا وكان لوزيرة الخارجية آنذاك جولدا مائير دور كبير في تطوير هذه العلاقات. ولفت زكريا، إلى أن اهتمام إسرائيل بأفريقيا وهدف زيارة نتنياهو كان سياسيا واقتصاديا وإستراتيجيا، مشيرا إلى أنه من الناحية السياسية رغبته في إفشال التطلعات العربية لعزل إسرائيل سياسيًا ونزع شرعيتها، لذلك وجب عليه زيارة الدول الأفريقية وإقامة علاقات صداقة معها، خاصة دول شرق أفريقيا التي تقع على حدود الدول العربية، فعمل على كسب ود هذه الدول من أجل ضمان عدم تصويت هذه الدول ضد إسرائيل في الأممالمتحدة، وابراز نجاح إسرائيل في إقامة علاقات دبلوماسية مع أكثر من 41 دولة أفريقية عضو في الأممالمتحدة حتى اليوم. وأضاف الخبير، أن لقاء نتنياهو مع رؤساء كل من أوغندا وإثيوبيا وكينيا ورواندا وجنوب السودان وتنزانيا وزامبيا وتوقيعهم على إعلان مشترك لمحاربة الإرهاب يعطي زيارة نتنياهو بعدًا سياسيًا مهمًا، خاصة في هذه المرحلة التي تعاني فيها إسرائيل من شبه عزلة. وعلى الجانب الاقتصادى، أوضح زكريا أن مرافقة وفد اقتصادي رفيع المستوى لنتنياهو، هدفه تطوير العلاقات الاقتصادية مع الدول الأفريقية ومضاعفتها، حيث تمتلك أفريقيا أكبر الموارد الطبيعية في العالم وتعتبر سوقًا واعدا للمنتجات الإسرائيلية، ولعمل الشركات الإسرائيلية الخاصة والحكومية خاصة في تطوير الزراعة والاتصالات والتكنولوجيا والبناء ورصف الطرق والصادرات الأمنية. وأكد "زكريا" أن الزيارة هدفت إلى توسيع حجم التجارة مع دول شرق أفريقيا الذي من شأنه أن يساعد ميناء إيلات وسكان منطقة النقب في إسرائيل. أما من الناحية الإستراتيجية فنجد زيارة نتنياهو لإثيوبيا وإرتريا التي تقعان على ساحل البحر الأحمر وقريبًا من باب المندب القريب جغرافيًا من ميناء إيلات المنفذ الإسرائيلي الوحيد على البحر الأحمر، هدفه تأمين الطريق الملاحي لسفنها المتوجهة لجنوب أفريقيا والشرق الأقصى، مضيفًا كما هدف نتنياهو لمراقبة التوغل الإيراني مؤخرًا في القارة الأفريقية ووجود استثمارات كبيرة لإيران في أفريقيا خاصة الدول الأفريقية المسلمة منها وعمل إيران على نشر المذهب الشيعي في تلك الدول. أما فيما يخص بتأثير الزيارة على مصر وما أثير حول رغبة إسرائيل في حصار مصر، أكد الخبير أن هذا غير صحيح، لأن هذا لن يعود عليها بالفائدة، خاصة وأن إسرائيل قامت في السنوات الأخيرة بتشييد الكثير من محطات تحلية المياه حتى أصبح لديها الاكتفاء الذاتي في هذا المجال، كما أن تل ابيب تعتبر العلاقات المصرية الإسرائيلية ثروة إستراتيجية لها، فالبلدان لم يتواجها عسكريًا منذ أكثر من أربعين عاما. وواصل، "زكريا"، أن إسرائيل تسعى دائمًا لدى الدول الأفريقية لمنع صدور قرارات ضد إسرائيل فيما يخص القضية الفلسطينية سواء في الاتحاد الأفريقي أو في الأممالمتحدة، حيث تمتلك الدول الأفريقية كتلة تصويتية لا بأس بها، لذلك تحاول إسرائيل الحفاظ دائمًا على تلك العلاقات، إضافة إلى أهدافها الإستراتيجية والاقتصادية في القارة السوداء.