قال الشاعر محمد الشحات محمد: مازالت اغنيات العيد وتقاليده محفورة في الذاكرة.. ولست انسى "يا ليلة آنستينا"، وبعدها "العيد فرحة"، والخروج لشراء ملابس العيد. وأضاف الشحات في تصريحات خاصة، حول ذكريات العيد: بينما كانت روائح الطهي تضوع في المكان 'والأقارب والجيران في حيوية وابتسامة وتبريكات كانت التكبيرات تملأ الكون جلالا، وما إن نذهب لصلاة الفجر ومعنا "كيس التمر" حتى نصلي، وبعدها نتساءل ببراءة الأطفال "العيد فين عشان العيدية"، ويرد أبي رحمه الله "العيدية موجودة ولكن لن تأخذها إلا بعد ان تصلي العيد وتأخد هدية الخطبة". وأكمل الشحات: بعد صلاة العيد نسمع الخطبة، وحتى تنتهي ثم نعود نتساءل "اين هدية خطبة العيد"، ثم تأخذنا مشاهد الكبار والمصلين وهم يتبادلون التهاني، ويخرجون كيسا فيه عيديات من النقود الجديدة، لنفرح ونشتري اللعب، ونلهو في الحدائق والسينما، والآن نرى بعض هذه المشاهد في أبنائنا بل ونرى أنفسنا في ضحكاتهم، ولكن لا أحد ينكر تلك التغيرات في روح العيد، والفوارق بين طفولتنا وأطفال اليوم.. إذ أصبحت التهاني عبر الشبكة العنكبوتية، ولم تعد الأسرة والجيران في ترابط ومحبة بل كم نجد -أثناء العيد- حوادث إرهابية، وهدم مبان ذات طراز، وكم تغلبت السياسة والمادة على الواقع الدائم، وهو المنقوش في ذكريات وأحلام وطموحات وبراءة.. وتابع الشحات: تحولت موسيقى الأغنيات إلى مفرقعات، والمحبة صارت إرهابا وحتى البراءة اعتبرها بعضهم ضعفا، ولأن البقاء للأقوى، ولأن العنف أصبح سيد الموقف في النصوص الأدبية والأعمال الفنية ولعب الأطفال، فلقد أصبح الطفل مهددا -إلى حد ما- بافتقاد البراءة، وتركيزه كيف يكون الأقوى كاريكاتوريا، وناجحا ولو بتسريب الامتحانات، والأدهى ان العيد يأتي والآباء منقسمون مابين الاتفاق على الدروس الخصوصية، ومابين المحاكم والأقسام، ولكن على أية حال، ستظل الأعياد هي تلك الطاقة التي يحتاجها الإنسان، سيما عيد الفطر وعيد الأضحى.. جعل الله أيام العالم كلها أعياد وفرحة وسلام.