رغم كثرة الأعمال الفنية التى ازدحمت بها شاشات الفضائيات فى شهر رمضان، إلا أن مسلسل «7 أرواح» تمكن من استقطاب جمهور لا بأس به، بعد أن حجز لنفسه مكانا على المائدة الرمضانية الممتلئة بكبار النجوم، بسبب توافر مقومات النجاح له، والتى جعلته قادرا على المنافسة. وأهمها اعتماد مؤلفه على حبكة مليئة بالتحولات والخيوط الدرامية التى تظهر مع بداية كل حلقة جديدة، لتأخذنا الخيوط كلها إلى الحدث الرئيسى، كما نجح المخرج طارق رفعت، فى تحويل السيناريو الذى كتبه المؤلف محمد سيد بشير بطريقة مبهرة، مستخدما أدواته وخبراته فى ذلك النوع من الأعمال. فكرة المسلسل تدور حول شخصية المقدم «معتز الفرماوى» التى جسدها الفنان خالد النبوى، الذى يقرر بعد نجاحه فى تسليم مجرم اتهم بقتل امرأة إلى العدالة لتقتص منه، الاستقالة وعيش حياة هادئة مع أسرته، لكنه سرعان ما يتلقى مكالمة من تلك المرأة التى اتهم المجرم بقتلها، فيسعى مجددا لإثبات براءته، لكنه يجد نفسه متهما بالقتل. سرعة وتتابع الأحداث تزامن معهما أداء تمثيلى مبهر لنجوم العمل خاصة من «خالد النبوى، إياد نصار، حمزة العيلى» الذين تباروا معا فى أداء تمثيلى استقطب المشاهدين بعد أن تفوق كل منهم على نفسه، وتجسدت براعة «النبوى» فى إتقانه لدور مريض ال«أستروسايتوم» وهو نوع من سرطان المخ، أما إياد نصار فكتب شهادة ميلاد جديدة لنفسه فى أدوار الشر من خلال شخصية «عيسى السيوفى»، وكذلك «العيلى» الذى استطاع الخروج من عباءة شخصية «مسكر» التى جسدها فى مسلسل «ابن حلال»، وكانت نقطة فاصلة فى مشواره الفنى، ليقدم شخصية «عصام أرنبة» فيضحكنا بتصرفاته ويكسب تعاطفنا بظروفه، كما أننا لا يمكننا إغفال أداء باقى فريق العمل، ومنهم «سامى مغاورى، نبيل عيسى، رانيا يوسف» فكل منهم قدم أداء أكثر من رائع. والمؤكد أن نجاح «7 أرواح» هو نجاح للدراما المصرية التى تحترم عقل المشاهد، وتقدم الأحداث مستندة إلى رؤى علمية لم تكتب بتلك الدقة من قبل، وهى شهادة تحسب أيضا للمنتج المتميز عاطف كامل، وشهادة ميلاد جديدة للسيناريست محمد سيد بشير، والمخرج طارق رفعت.