رفع الدعم تدريجيًا والطاقة المتجددة والضبعة.. مهام ضرورية على المكتب الوزير    أسعار الأضاحي 2024 في محافظة كفر الشيخ.. تجار يكشفون التفاصيل    محافظ القليوبية يتفقد منظومة النظافة والإشغالات في الخصوص وشبرا (تفاصيل)    «مصر للطيران» تسير 25 رحلة جوية لنقل الحجاج إلى الأراضي المقدسة غدا    وزير التعليم العالي: نعمل على تعزيز الأمن السيبراني لحماية بيانات الجامعات    إسرائيل.. توقعات بانسحاب جانتس السبت من حكومة الحرب    زاخاروفا: واشنطن لن تفلت من مسؤولية استهداف أوكرانيا لروسيا بأسلحة أمريكية    بايدن: حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 225 مليون دولار    الأمم المتحدة: شن هجمات على أهداف مدنية يجب أن يكون متناسبا    منسي يقود هجوم الزمالك في ودية البنك الأهلي    استبعاد كوبارسي مدافع برشلونة من قائمة إسبانيا في يورو 2024    توزيع هدايا وعيدية على الأطفال المتميزين بمسجد الميناء في الغردقة    تفاصيل العثور علي جثة فتاة عارية بالخليفة.. والخيانة كلمة السر    تطهير المجازر والسلخانات.. استعدادات صحة الإسماعيلية لعيد الأضحى    «التضامن» تكرم أبطال فيلم «رفعت عيني للسما» وتعلن التعاون معه    تعرف على موعد عزاء المخرج محمد لبيب    أمين الفتوى بدار الإفتاء يوضح أفضل أعمال عشر ذي الحجة    القيادة الأمريكية تعلن نجاح إعادة إنشاء الرصيف البحرى المؤقت فى قطاع غزة    حسابات الرئيس    متحدث الأونروا ل"القاهرة الإخبارية": أكثر من 179 منشأة للوكالة دمرت فى غزة    توريد 605 ألف طن من الذهب الأصفر لشون وصوامع الشرقية    مصابة بمرض الباراسومنيا، سيدة تتسوق أثناء النوم    "البحوث الفنية" بالقوات المسلحة توقع بروتوكول مع أكاديمية تكنولوجيا المعلومات لذوي الإعاقة    أول تعليق من وسام أبو علي بعد ظهوره الأول مع منتخب فلسطين    تشييع جنازة نادر عدلى في العاشر من رمضان اليوم والعزاء بالمعادى غداً    بدء تلقى تظلمات الشهادة الإعدادية بكفر الشيخ الأحد    أحكام الأضحية.. ما هو الأفضل: الغنم أم الاشتراك في بقرة أو جمل؟    مفتى السعودية يحذر من الحج دون تصريح    الأوقاف: افتتاح أول إدارة للدعوة بالعاصمة الإدارية الجديدة قبل نهاية الشهر الجاري    حرمة الدماء والأموال في ضوء خطبة حجة الوداع، موضوع خطبة الجمعة القادمة    «التعليم العالي»: تحالف جامعات إقليم الدلتا يُطلق قافلة تنموية شاملة لمحافظة البحيرة    وزير الزراعة يعلن فتح اسواق فنزويلا أمام البرتقال المصري    الموسيقات العسكرية تشارك في المهرجان الدولي للطبول والفنون التراثية    "الإفتاء": صيام هذه الأيام في شهر ذي الحجة حرام شرعا    ميسي يعترف: ذهبت إلى طبيب نفسي.. ولا أحب رؤيتي    الانتخابات الأوروبية.. هولندا تشهد صراع على السلطة بين اليمين المتطرف ويسار الوسط    عيد الأضحى- فئات ممنوعة من تناول الممبار    بعد تسجيل أول حالة وفاة به.. ماذا نعرف عن «H5N2» المتحور من إنفلونزا الطيور؟    أسعار الفاكهة اليوم الجمعة 7-6-2024 في محافظة الدقهلية    بعد غيابه عن الملاعب.. الحلفاوي يعلق على مشاركة الشناوي بمباراة بوركينا فاسو    صلاح يفوز بجائزة أفضل لاعب في موسم ليفربول    ضبط المتهمين بالشروع في قتل سائق وسرقة مركبته في كفر الشيخ    في ذكرى ميلاد محمود مرسي.. تعرف على أهم أعماله الفنية    إخماد حريق داخل محل فى حلوان دون إصابات    الأنبا باخوم يترأس قداس اليوم الثالث من تساعية القديس أنطونيوس البدواني بالظاهر    التعليم العالى: إدراج 15 جامعة مصرية فى تصنيف QS العالمى لعام 2025    يونس: أعضاء قيد "الصحفيين" لم تحدد موعدًا لاستكمال تحت التمرين والمشتغلين    ضياء السيد: حسام حسن غير طريقة لعب منتخب مصر لرغبته في إشراك كل النجوم    وزيرة الثقافة وسفير اليونان يشهدان «الباليه الوطني» في الأوبرا    علي عوف: متوسط زيادة أسعار الأدوية 25% بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج    إصابة 7 أشخاص إثر انقلاب ميكروباص بالطريق الدائري بالقليوبية    المتحدة للخدمات الإعلامية تعلن تضامنها الكامل مع الإعلامية قصواء الخلالي    محافظ أسوان: طرح كميات من الخراف والعجول البلدية بأسعار مناسبة بمقر الإرشاد الزراعي    مداهمات واقتحامات ليلية من الاحتلال الإسرائيلي لمختلف مناطق الضفة الغربية    توقعات الأبراج اليوم الجمعة 7 يونيو 2024.. ترقيه جديدة ل«الحمل» و«السرطان»يستقبل مولودًا جديدًا    مفاجأة.. دولة عربية تعلن إجازة عيد الأضحى يومين فقط    الأوقاف تفتتح 25 مساجد.. اليوم الجمعة    مجلس الزمالك يلبي طلب الطفل الفلسطيني خليل سامح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المتحدث باسم حكومة الظل السودانية ل"البوابة نيوز": الحروب الأهلية تهدد بقاء الخرطوم.. والبشير "فاشل" وأضر بوحدة البلاد.. النظام يغتال معارضيه والحريات منعدمة.. حل أزمة "سد النهضة" يتطلب تنازلات
نشر في البوابة يوم 17 - 07 - 2016


السودان ضحت كثيرا من أجل السد العالي وبحيرة ناصر
العلاقات المصرية السودانية في شد وجذب منذ عهد مبارك.. والشعبان لم يتأثرا بأية خلافات
"السودان 2026" مشروعا يهدف إلى جعل وطننا واحدا من أفضل 5 دول في أفريقيا.. ونسعى للتحالف مع مصر
سياسات البشير الخارجية حرمت السودان من كل أشكال الدعم الغربي.. وهناك عقوبات اقتصادية منعتنا من استيراد التكنولوجيا
ظهرت في الآونة الأخيرة حكومة ظل في السودان تمثل المعارضة الحقيقية لنظام الرئيس السوداني عمر البشير، الأمر الذي جعلها تحظى باهتمام شعبي كبير وخاصة في ظل الأزمات الطاحنة التي تعاني منها السودان ووجود حصار سياسي واقتصادي عليها.
"البوابة نيوز" حاورت المتحدث الرسمي للحكومة الدكتور هاني أبو القاسم الذي كشف العديد من الأسرار، ورأيه في نظام الرئيس السوداني عمر البشير، وتوقعاته لمستقبل السودان في عهده، كما كشف أيضا عن كواليس الأزمات التي تهدد العلاقات المصري السودانية موضحا رؤية حكومة الظل السودانية لحلها.. إلى نص الحوار..
متى تأسست حكومة الظل السودانية؟
حكومة الظل السودانية مبادرة بدأ طرحها في 2011 عبر عدد من الصحف والمشاورات، وفي سبتمبر 2012 تم عقد مؤتمر صحفي في الخرطوم للدعوة لقيام حكومة ظل سودانية كوسيلة جديدة للمعارضة ولتطوير الممارسة السياسية في السودان كما صاحب ذلك عدد من الندوات وحلقات النقاش والحوار الفكري والسجال حول الفكرة، وفي الرابع والعشرين من ديسمبر 2013 أعلن عن أول تشكيل وزاري لحكومة ظل سودانية في مؤتمر صحفي في الخرطوم شهد تغطية صحفية محلية وعالمية جيدة، وكانت تلك الحكومة مكونة من سبعة وزراء.
لماذا تأسست تلك الحكومة؟
من الواضح أن الحركة السياسية السودانية أصبحت عاجزة عن مخاطبة مشاغل وطموحات وإشكالات المواطنين، يصدق ذلك على المعارضة كما يصدق على النظام الحاكم، فالأحزاب السياسية السودانية تعيش في مرحلة تاريخية مفارقة للعصر ومحنّطة في برامج وهياكل تنظيمية وشخصيات قيادية لعقود من الزمن نتيجة لذلك فقد اتسعت الهوّة ما بين الأحزاب السياسية والمواطن السوداني، وفي الآونة الأخيرة اشتدت حركة الرفض من قبل الجمهور والكوادر الحزبية على السواء للمنظمات الحزبية القائمة كل، ولهذا تأسست حكومة الظل السودانية بهدف أن تحول الخطاب السياسي السوداني المعارض إلى خطاب يعالج إشكالات المواطن السوداني عبر طرح برامج واقعية بعيدة عن الشعارات البراقة التي ترفعها الأحزاب (كمجانية التعليم والخدمات الصحية) دون رسم خطط حقيقية تشبه دراسات الجدوى لكيفية تطبيق هذه الشعارات على أرض الواقع.
بدأت حكومة الظل بطرح برامجها المختلفة لمختلف الوزارات وأطلقتها للرأي العام كنماذج لحلول للإشكالات التي يعيشها المواطن، ومن ثم امتد نشاطها للتعقيب على قرارات الحكومة الغير موفقة باقتراح حلول للإشكالات بدلا من الاكتفاء بالرفض والشجب والإدانة التي عادة ما تمارسها القوى السياسية دون أن تطرح حلولا بديلة للإشكالات أو رؤيتها لحل الأزمات، كما انها تبادر لإاقتراح حلول للمشاكل التي يواجهها المواطن وتقوم بالتفاعل مع أحداث الشارع على ضوء البرامج والخطط المدروسة.
من أول رئيس لتلك الحكومة ومن هو الرئيس الحالي؟
لا يوجد رئيس لحكومة الظل، جميع أعضاء حكومة الظل وجماهيرها هم ملاك للمشروع، يوجد مجموعة من الوزراء الذين تقدموا ببرامجهم المتخصصة كوزير الاستثمار ووزيرة للشباب ووزير للصحة ووزير للطاقة والتعدين على سبيل المثال، وقد أجرت حكومة الظل عددا من التغييرات الوزارية لتطوير المشروع ولإعطاء الفرصة لعدد أكبر من الناشطين والراغبين في طرح مشاريعهم لإصلاح قطاعات بعينها في السودان عبر الانخراط في حكومة الظل إضافة أن الوزارات في حكومة الظل تعمل بشكل فرق العمل، فوزارة الصحة على سبيل المثال لديها فريق عمل يعكف على تقديم التقارير واقتراح حلول لمشاكل الخدمات الصحية في السودان وهذا ينطبق على مختلف الوزارات.
كيف ترى حكومة الظل الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية الحالية في السودان؟
حكومة الظل السودانية طرحت نفسها كأحد أدوات التغيير في السودان عبر زيادة المشاركة السياسية للسودانيات والسودانيين بعد أن فشل النظام الحاكم في تلبية طموحات الشعب السوداني في حياة كريمة تؤطرها الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، الوضع في السودان حاليا مؤسف جدا، الحكومة عاجزة عن تقديم حلول لإشكالات الحروب الأهلية الدائرة في مختلف بقاع السودان، والوضع الاقتصادي ومستوى الدخل والتضخم وصل مرحلة تهدد وجود الدولة السودانية نفسها والحكومة توقفت عن توفير الخدمات الأساسية وأوقفت دعم الصحة والتعليم مما جعل كلفتهم عالية جدا على المواطن في مقابل تضخم المنصرفات الأمنية والصرف الحربي على الحروب الداخلية القائمة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وجبال النوبة.
المعارضة في الطرف الآخر فشلت في تطبيق الديمقراطية التي تنادي بها على الصعيد الوطني داخل مؤسساتها والأهم من ذلك أنها فشلت في طرح نفسها كبديل للنظام الحاكم كونها تكتفي بالشجب والإدانة شأنها شأن المواطن العادي، بدلا من أن تقدم مشاريعها وحلولها للمواطن ليقتنع المواطن بوجود بدائل قد تتمكن من إنتشال السودان من الإشكالات التي يعيش فيها، واكتفت بطرح شعارات فضفاضة كالديمقراطية والحرية والعدالة ومجموعة من القيم لا يستطيع المواطن البسيط ترجمتها لسعر الخبز وتكلفة العلاج أو التعليم، أدى هذا لأزمة سياسية وانسداد للإفق السياسي دفع الكثير من السياسيين والنشطاء للإنزواء بعيدا عن دائرة الفعل والتغيير ودفع المواطن للهجرة بشكل مكثف جدا أدى لانخفاض ملحوظ في الخبرات والكفاءات في السودان في مختلف المجالات وهذا بدوره يفاقم من المشكلة.
هل أنتم راضون عن عملية التقسيم التي حدثت وحولت السودان الواحد إلى دولتين؟
العالم كله حاليا يتجه للتكتلات والتوحد لأن في ذلك حماية للمصالح المشتركة، أشقائنا في الجنوب الذين تقاسمنا معهم تراب الوطن على مدى عقود منذ استقلال السودان، اختاروا الانفصال وهو حق لهم بالطبع، لكننا آسفون للطريقة التي أدارت بها الحركة السياسية كلها شمالا وجنوبا الأزمة التي أدت للانفصال ولا نستطيع أن نلوم المواطن الجنوبي لاختياره الانفصال كحل للحرب التي أنهكته وبددت موارده وقتلت الآلاف من المواطنين في أطول حرب أهلية في القارة الأفريقية.
من وراء الأزمات التي تضرب السودان حاليا؟
النظام الحاكم حاليا يتحمل الجزء الأكبر من المسئولية تجاه الأزمات الحالية التي يمر بها السودان، المعارضة أيضا تتحمل جزء من المسئولية، ففشلها في إحداث تغيير وفشلها في طرح نفسها كبديل مقبول للمواطن السوداني واكتفاءها ببيانات الشجب والإدانة لكل السياسات السلبية التي تنتهجها الحكومة، أدى لتولد شعور عام أن المعارضة ليس لديها ما تقدمها وأنها مجرد طالبة للسلطة دون وجود خطط حقيقية ومتكاملة للحلول سوى على مستوى نظام الحكم، فالمعارضة تقريبا كلها متفقة على أن السودان يجب أن يحكم بنظام حكم تعددي وتدار السلطة فيه بطريقة ديمقراطية ويحتكم فيه المتنافسون لرأي الشارع مع الاعتراف بالتنوع الديني والعرقي والإثني في السودان، وهذا شيء إيجابي جدا، لكن الإكتفاء بطرح حلول لإشكالات نظام الحكم دون التطرق لحلول إدارة شئون الدولة والمواطن أدى لتفشي شعور عام أن المعارضة هدفها السلطة وليس لديها ما تقدمه كما أسلفنا.
كيف تقيمون أداء الرئيس السوداني الحالي عمر البشير؟
نحن بشكل عام نعلق على سياسات ونطرح سياسات وحلول بديلة، تقييمنا لحكومة المؤتمر الوطني التي يرأسها البشير نمارسه بشكل يومي عبر تعليقنا على قرارات الحكومة وطرحنا للحلول البديلة، لكننا لا نتخذ الأمور بشكل شخصي.
هل تسعون لتشكيل حكومة موازية لحكومته؟
الفكرة الأساسية هي تشكيل حكومة موازية لا تتمتع بصلاحيات تنفيذية، على غرار ما يحدث على سبيل المثال في بريطانيا، حيث يقوم الحزب الذي لم يحصل على أغلبية في الانتخابات بتشكيل حكومة ظل (كحكومة ظل حزب العمال البريطاني حاليا مثلا) والتي تقوم بعرض وجهة نظر الحزب في القضايا التفصيلية لإدارة شئون الدولة عبر وزارئها المختلفين، فوزير الصحة في حكومة الظل بحزب العمال يقترح حلول للإشكالات أو مشاريع التطوير التي لو كان حزب العمال في سدة الحكم سيحققها ويعرض مقارنات بين أداء حكومة المحافظين الحالية وبين المتوقع أو الخطط التي يرمي لها حزب العمال، هذا يعطي فكرة للناخب في الانتخابات المقبلة عن المرشح الذي سيحقق مصالحه، بالتالي يكون الولاء مبني على مصلحة الناخب وليس على ولائات عمياء يحكمها الانتماء الطائفي أو الديني أو القبلي أو الجهوي، نحن نأمل أن يشكل كل حزب سوداني حكومة ظله الخاصة ويطرح مشاريعه وحلوله للإشكالات ونسعى لإحراج الأحزاب السياسية بطرح حلولنا ومشاريعنا لندفعهم لذلك.
كيف تقيمون الحكومة التي شكلها عمر البشير وما هي معدلات نجاحها؟
النظام الحاكم في السودان حاليا فيه عيوب جوهرية تهدد وحدة البلاد ليس فقط على مستوى إدارة الدولة بل على مستوى نظام الحكم نفسه، انعدام الحريات واختفاء أبسط ملامح الديمقراطية يجعل من غير المنطقي التكهن بأي مستوى نجاح لأن الحكومة منذ الانقلاب الذي أوصلها للحكم في 1989 تسعى للبقاء في السلطة مهما كلف ذلك من ثمن، وانفصال الجنوب هو نموذج لما تستطيع حكومة المؤتمر الوطني أن تدفعه لمجرد بقاءها في السلطة كما أن الحرب الدائرة الآن في مختلف بقاع السودان التي كلفت السودان آلاف الأرواح من المدنيين العزل إضافة إلى عمليات القتل الممنهج والقمع الدموي للتظاهرات والتحركات السلمية المدنية المنادية بتحسين الأوضاع وإيقاف الحرب هي أيضا ثمن تدفعه حكومة المؤتمر الوطني للبقاء في السلطة.
كيف ترون أزمة سد النهضة الحالية وتأثيرها على مصر والسودان؟
إثيوبيا دولة جارة وصديقة، وكذلك مصر بالتساوي، نعتقد أنه من حق أي دولة أن تسعى لمصلحة شعبها، سعي الحكومة الإثيوبية لإقامة سد النهضة هو حوجة وطنية نتفهمها وقلق مصر على مستقبلها المائي أيضا نتفهمه، نحن على قناعة أنه بالإمكان التوصل لحلول بالتراضي وبتنازل جزئي من كل طرف من أجل استدامة السلم في المنطقة. عند إقامة السد العالي في جنوب مصر وسماح السودان بتشكيل بحيرة ناصر التي أدت لغرق معظم منطقة حلفا في شمال السودان الأمر الذي أدى لتهجير أعداد ضخمة جدا من النوبيين في الشمال إلى مناطق صحرواية في وسط السودان، كان السودان حكومة (حينها) وشعبا متفهم لحوجة مصر لإقامة السد، فعلاقات الجوار لا تدار بأنانية، فكل دولة يجب أن تراعي مصالح دول الجوار، لذا نعتقد أن التعامل بعقلية مفتوحة دون افتراضات مسبقة مهم جدا في هذه المرحلة. لكل دولة من الدول الثلاث مصالح، وعلى كل دولة تقديم تنازلات لتحقيق مكاسب وتقدم في هذا الملف.
كيف ترون توتر العلاقات المصرية السودانية في الفترة الحالية وخاصة بسبب جماعة الإخوان المسلمين؟
العلاقة بين مصر والسودان في شد وجذب منذ فترة طويلة، بحسب مصالح الأنظمة الحاكمة في البلدين، في منتصف التسعينات اتهم حسني مبارك نظام البشير بمحاولة اغتياله في إثيوبيا ووصل التوتر درجة عالية جدا. ما نراهن عليه هو وجود أنظمة حاكمة تمثل ارادة الشعوب بدلا من تحقيق مصالحها الذاتية الضيقة، العلاقة بين الشعبين لم تكن متوترة في أي مرحلة، مئات الآلاف من السودانيين يقيمون في مصر وآلاف المصريين مقيمين في السودان منذ عشرات السنوات ولم يحدث هناك توترات شعبية، الأنظمة الحاكمة قد تتعمد هز ركائز هذه العلاقة الشعبية الطيبة، لكنها دوما تفشل.
هل أنتم راضون عن التعاون السوداني بشكل رسمي مع الجماعة؟
ليس لدينا علم بتفاصيل التعاون بين النظام الحاكم في السودان وجماعة الإخوان المسلمين، لكن ما يعرفه كل مواطن سوداني هو أن النظام الحاكم في السودان وليد رحم الإسلام السياسي بشكل عام وجماعة الإخوان المسلمين بشكل خاص، رغم أن عراب النظام في سنواته الأولى دكتور حسن الترابي كان دائما ما يصرح بعدم وجود علاقة بين نظامه وتنظيم الإخوان المسلمين وكذلك أعلن تنظيم الإخوان المسلمين عن عدم وجود علاقة مباشرة بين التنظيم والنظام الحاكم في السودان، إلا أن المصالح تلتقي في عديد من النقاط بحكم التقارب الفكري.
نحن بشكل عام ضد أي اقصاء في السياسة، ومع الاحتكام لرأي الشارع بالأدوات الديمقراطي، فالإقصاء السياسي يولد حروب أهلية ويشكل مناخا نموذجيا لنمو الإرهاب، هذا ما مارسه نظام المؤتمر الوطني في السودان منذ انقلابه في 1989.
أزمة في الطريق بين مصر حول حلايب وشلاتين.. فهل ترون أنهما سودانيتان أم مصريتان؟
نحن نعتقد أن حلايب وشلاتين سودانيتان، اثنيا وثقافيا، فسكان المدينتان هم جزء من سكان مناطق شمال وشرق السودان.
وكيف ترون حل هذا النزاع مع مصر في ظل إيمانها هي الأخرى بمصرية حلايب وشلاتين؟
نعتقد أن أفضل الطرق لحل تنازع الدولتين حول هاتان المدينتان هو التحكيم الدولي، وكل دولة تقدم مستنداتها ويحتكمان للقانون بشكل يعبر عن الرقي في ارتضاء التحكيم الدولي، فهناك عدد من الملفات المشتركة كقضية مياه النيل، السلم والأمن في المنطقة، كلها بحاجة أن تعالج بحكمة بعيد عن أي مهاترات سياسية واستقطابات ومعارك إعلامية وهمية الهدف منها شغل مواطني الدولتين عن قضيا محلية ملحة.
هل تخشون على مستقبل العلاقات الشعبية بين الشعبين المصري والسوداني بسبب حلايب وشلاتين؟
لا، لا نعتقد ذلك، الشعب السوداني يحترم القانون وهو أيضًا شعب متسامح جدا، فرغم الانفصال الذي حدث لدولة جنوب السودان، إلا أن غالبية السودانيين يعتبرون الجنوب سودانيين أخوة طالما كان حل النزاع شرعيا وبطرق قانونية، نعتقد أن الشعب السوداني سيحترم النتيجة أيا كانت، لا نستطيع التنبؤ بردة فعل الشارع المصري، لكننا نفترض أيضًا أن الشعب المصري سيحترم نتيجة الاحتكام أيا كانت.
من ترشحون لرئاسة السودان خلفا للبشير؟
السؤال الأهم، ليس من هو.. بل كيف، هذا هو جوهر مشروعنا أن تصورنا للحكام يكون ببرامجهم وليس بشخوصهم، وأن يكون التنافس بين برامج مختلفة تلبي تطلعات الجماهير بغض النظر عن الأسماء، هناك العديد من الدول التي لا يعرف العالم من هو رئيسها كالسويد والنرويج لكنها دول ناجحة داخليا وخارجيا.
هل هناك تحركات دولية لحكومة الظل للحصول على اعترافات دولية بها؟
نحن لا ندعي شرعية حكم في السودان، ولا ندعي أننا نمثل أي أحد، مشروع حكومة الظل السودانية هو مشروع مفتوح لجميع السودانيين ليسهموا في التخطيط لمستقبل بلادهم بشكل علمي وعملي.
من يقود مخطط تقسيم السودان حاليا؟
لا نؤمن أن هناك مخططا لتقسيم السودان حاليا، لكننا على قناعة أن ما يمارسه النظام الحاكم في السودان سيؤدي إلى تفتت السودان لدويلات عديدة.
هل بالفعل السودان محروم من الدعم الأمريكي بسبب البشير؟
السودان لم يكن يستفيد من أي دعومات خارجية سوى في أوقات الكوارث البيئية، النظام الحاكم في السودان منذ اعتلائه سدة الحكم في يونيو 1989 تبنى سياسات خارجية أضرت بمصالح السودان على مختلف الأصعدة، أحد أهم أشكال الضرر الذي حدث هو العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة على السودان بمنع التعامل الاقتصادي مع السودان والذي أدخل السودان في عزلة اقتصادية والذي يدفع الثمن هو المواطن، فالسودان لا يسمح له باستيراد التكنولوجيا ونحن معزولون عن الخدمات التي تقدمها الشركات العالمية بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان وعلى أي شركة عالمية تتعامل اقتصاديا مع السودان.
هل أنتم تؤيدون تولي الصادق المهدي رئاسة البلاد، وما رأيكم في هذا الرجل؟
ما نراه هو أنه يجب على كل القوى السياسية في السودان تقديم برامجها التفصيلية لحكم البلاد وخططها للنهضة بالبلاد، خطط تفصيلية تشبه دراسات الجدوى، إذا أرد أحد ما أن يقوم بمشروع تجاري فإنه يجري دراسة يقيم فيها المخاطر والفوائد والخطة والخطوات، فما بالك بمشروع إدارة دولة كاملة. تقييمنا للأشخاص غير ذا قيمة، رغم أننا نكن كل الإحترام لشخوص جميع القيادات السودانية الوطنية، إلا أننا في العمل السياسي نسعى لنقل تفكير المواطن من اختيار شخص أيا كان، لاختيار مشروع، وأن يكون التنافس بين مشاريع لا بين أشخاص.
هل هناك محاولات للتواصل مع مصر في الفترة الحالية؟
نحن نسعى لإحداث نقلة نوعية في شكل الممارسة السياسية في السودان، حاولت العديد من الأحزاب في مختلف دول الجوار الاستفادة من التجربة، وظلت أبوابنا مفتوحة للجميع، لكن همنا الأساسي حاليا هو تغيير الممارسة السياسية في السودان عبر تقديم نماذج للكيفية التي يجب أن يكون عليها الأداء السياسي.
ما هو مشروعكم لتطوير السودان وإعادتها إلى سابق عهدها؟
نحن لا نسعى لإعادة السودان لسابق عهده، فكرة العودة من أجل التطور تسيطر على مخيلة الكثيرين، نحن نسعى لتقدم السودان دون عودته. تنص الرؤية الوطنية (السودان 2026) التي أطلقتها حكومة الظل السودانية على: نطمح إلى أن يكون السودان أحد أفضل 5 دول أفريقية بحلول العام 2026، عبر إعادة بناء الدولة الوطنية الحديثة وفق مشروع وطني متكامل يحقق التنمية المستدامة في إطار دولة المواطنة وسيادة حكم القانون بما يوفر سبل العيش الكريم واللائق للإنسان السوداني.
ونحن نضع برامج وزاراتنا وقطاعاتنا المختلفة وفق الرؤية الوطنية ونقدم خططنا في مختلف المجالات للشعب السوداني عبر حزم الإصلاحات والبرامج التي نطرحها لتحقيق ذلك.
هل تدعمون فكرة توحد مصر مع السودان؟
كما أسلفنا نحن نؤمن بالتكتلات القائمة على المصالح المشتركة، الوحدة لا نهدف إليها، لكننا نؤمن أن أي تكتل أو تحالف يجب أن يحقق مصالح وفوائد للدول والشعوب، أوروبا الآن منخرطة في اتحاد أوروبي اقتصادي سياسي، رغم تنوع اللغات والمذاهب والأديان دون الذوبان في جسد دولة واحدة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.