الملك المظفر سيف الدين قطز قاهر التتار، ولد قطز أو الأمير محمود للأمير ممدود ابن عم وزوج أخت السلطان جلال الدين الخوارزمي ونشأ نشأة الأمراء وتدرب على فنون القتال على يد خاله جلال الدين نظرًا لاستشهاد أبيه وهو لايزال رضيعًا في حروب المسلمين الأولى ضد التتار وكان اسمه وقتها محمود ثم دارت الدائرة على مملكة جلال الدين وقضى التتار عليه وعلى ملكه وأُسر الأمير محمود وبيع عبدًا في السوق لثري من أثرياء الشام فرباه الثري وأحسن تربيته فتعلم اللغة العربية وأصولها وحفظ القران الكريم ودرس الحديث وبعد موت الثري أصبح قطز مملوكًا لابن الثري ولم يجد منه عناية وحسن تعامل فبيع قطز لثري آخر من أثرياء الشام. وكان هذا الثري هو الذي أدخله الحياة السياسية والجهاد ضد الصليبيين فهذا الثري هو ابن واحد من أكبر معاوني العالم "العز بن عبد السلام" فتربى قطز تربية جديدة وجاءت الحروب الصليبية على الشام ومن ضمنها دمشق وعندما تخلى الصالح إسماعيل عن جهاد الصليبيين وهادنهم نهض الملك الصالح نجم الدين أيوب للدفاع عن المسلمين فاشترك قطز من ضمن المدافعين من أهل دمشق مع الجيش المصري وكان له دور مع بقية أهل الشام في انتصار المسلمين على الصالح إسماعيل وأعوانه من الصليبيين. بعد ذلك طلب قطز من العز بن عبد السلام أن يبيعه إلى الملك الصالح نجم الدين أيوب ليندرج تحت سلك ممالكه ووافق سيده على بيعه وبعد أن بيع قطز إلى الملك الصالح عهد به إلى "الأمير المملوكي عز الدين أيبك" فتربى قطز مثل باقي المماليك حيث يتم الحاقهم بمدرسة المماليك ويتم تعليمهم اللغة العربية قراءة وكتابة ثم حفظ القران الكريم ومباديء الفقة الإسلامي ثم فنون القتال من الرمي بالسهام والقتال بالسيوف وركوب الخيل ووضع الخطط الحربية والتصرف في أمور الدولة وقد ساعدت التربية الإسلامية والقتالية لقطز في سن الطفولة والشباب في قصر خاله السلطان جلال الدين حيث تولى تربيته بعد وفاة أبيه في تفوق قطز على أقرانه من المماليك الذين اشتراهم الملك الصالح فقد نشأ قطز على كراهية المغول وسمع وشاهد القتال والمعارك التي قادها خاله وأبوه في بلاد الخوارزميين وارتقى قظز بسرعة حتى أصبح الساعد الأيمن لأمير جند السلطان عز الدين أيبك الذي كان له دور هام في الأحداث السياسية في مصر والبيت الأيوبي ككل. بعد ذلك جاء قطز إلى مصر وقد تكون فيها جيش قوي عظيم من المماليك البحرية الذي تصدى لكل المحاولات الخارجية لغزو مصر وأهمها الحملة الصليبية السابعة التي قادها الملك لويس التاسع وقد أظهرت معركة المنصورة قوة المماليك العسكرية والتخطيطية في إدارة المعارك ثم قدرتهم على الحكم وإدارة شئون البلاد حين قرروا التخلص من السلطان توران شاه وتنصيب شجرة الدر زوجة سيدهم الملك الصالح ملكة على مصر ثم ظهورهم على الساحة كسلاطين وحكام لمصر والشام. شارك قطز جيش الملك الصالح في صد الحملة الصليبية السابعة وتمثلت شجاعة المماليك في الانتصار الكبير الذي حققوه في معركة المنصورة عام 648 ه - 1250 والتي أُسر فيها الملك لويس التاسع قائد الحملة في دار بن لقمان بالمنصورة وكانت من أهم أحداث معركة المنصورة وفاة الملك الصالح وتنصيب توران شاه ملكًا لمصر ومن أهم نتائج المعركة وصول المماليك لحكم مصر والقضاء على الدولة الأيوبية.