ترك المخرج الكبير عاطف الطيب دنيانا منذ 21 عاما، وذهب وخلد خلفه عددًا كبيرًا من الأعمال الفنية التي تجعلنا نتذكره في كل لحظة من الزمان. ولد المخرج عاطف الطيب يوم 26 ديسمبر 1947 في جزيرة الشورانية مركز المراغة محافظة سوهاج وتخرج في المعهد العالي للسينما- قسم الإخراج، وعمل أثناء الدراسة مساعدًا للإخراج مع مدحت بكير في فيلم (ثلاثة وجوه للحب 1969)، وفيلم (دعوة للحياة 1973)، كما عمل مساعدًا للمونتير كمال أبو العلا. التحق بعد تخرجه بالجيش لأداء الخدمة العسكرية، وقضى به الفترة العصيبة (1971 1975)، والتي شهدت حرب أكتوبر 1973، وخلال الفترة التي قضاها بالجيش، أخرج فيلمًا قصيرًا هو (جريدة الصباح 1972) من إنتاج المركز القومي للأفلام التسجيلية والقصيرة، وكانت فترة الجيش بالنسبة لعاطف الطيب فترة تكوين ذهني وفكري، حيث تمكن خلالها من تكثيف مشاهداته للأفلام (بمعدل 4 أفلام يوميا)، ثم عمل في عام 1973 مساعدًا للمخرج شادي عبد السلام في فيلم "جيوش الشمس". في عام 1978 أخرج فيلما قصيرا من إنتاج المركز التجريبي اسمه "المقايضة"، وفي 1979 عمل مساعد مخرج ثان مع المخرج يوسف شاهين في فيلم "إسكندرية... ليه؟"، و1981 مع المخرج محمد شبل في فيلم "أنياب". كما عمل عاطف الطيب مساعدًا للمخرج العالمي لويس جيلبرت في فيلم "الجاسوس الذي أحبني"، ومع المخرج جيلر في فيلم "جريمة على النيل"، ومع المخرج مايكل بنويل في فيلم "الصحوة"، ومع المخرج فيليب ليلوك في فيلم "توت عنخ أمون". وتختلف سينما عاطف الطيب، عن أي سينما أخرى في كونه يعمل كأنه فارس يريد أن يحارب الفساد بشتي أنواعه، ويتغلغل خلال شخصيات أولاد البلد، فأصالة المواطن المصري سمة ظاهرة في كل أفلامه، ولم يتمكن عاطف الطيب من إتمام فيلمه الأخير "جبر الخواطر" لوفاته، حيث قام المونتير أحمد متولي بمونتاج الفيلم منفردًا. توفي عاطف الطيب في 23 يونيو 1995 عن عمر ناهز ال47 عاما، على إثر أزمة قلبية حادة بعد إجراءه لعملية في القلب، وقد ترك خلفه 21 فيلما خلال 15 عامًا، هي مشوار حياته الفني، سعى فيها إلى تقديم صورة واقعية عن المواطن والمجتمع المصري.