تذدهر العديد من المهن خلال شهر رمضان الكريم، بالرغم من وجودها طيلة أيام العام، ولكنها تشهد رواجا وإقبالا كبيرا خلال أيام الشهر الفضيل، ومن بين هذه المهن مهنة "عازف المزمار"، والذي يضفي على الأجواء الرمضانية طابع احتفالي مميز بمذاق البهحة والسرور. فوجود عازف المزمار من أهم أساسيات الليالي الرمضانية، لما يحمله من إضفاء الطابع الرمضانى القديم، الذي افتقده الكثير، نتيجة استحداث الأساليب التكنولوجية والتي غيرت كثيرا من أجواء الاحتفالات الرمضانية وأفقدته رحابه العطرة المميزة. ولعازف المزمار طابع وشكل مميز عند النظر إليه للوهلة الأولى فيرجع أساس وجود تلك المهنة لصعيد مصر، حيث يرتدى العازف الزي الصعيدى المميز من جلابية وعمة وشال، ويحمل في يده آلة المزمار النحاسية والتي تحمل شكل القمع، ويتوسطها عدة فتحات تخرج كلها منها صوت يختلف عن الآخر، ليتمكن العازف من عزف نغماته بطبقاتها المختلفة. ولا تخلو الاحتفالات أو الأفراح أو الموالد من وجود عازف المزمار، لأنه يصنع أجواء مبهجة وراقصة يتفاعل معها الكثيرون.