أكد د شوقى علام مفتي الجمهورية في "الأمسية الرمضانية الرابعة عشر"، من مسجد السيدة زينب (رضي الله عنها) تحت عنوان: "الصوم وعلاقته بتحقيق مقاصد الشريعة"، أن مقاصد الشريعة الإسلامية تتحقق بتقوى الله ( عز وجل) وتزكية النفس بالصيام، قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"، مشيرًا إلى أن هذه المقاصد ترمز إلى الجانب الروحي من الإنسان، لأن المرء حين يؤدي الصيام على وجهه الصحيح فإنه يشعر بزيادة درجة إيمانه، وشدة قربه وإنابته إلى الله تعالى، موضحًا أن هناك مقاصد أخرى شرعية تستقى من معالجة الصيام للجوانب الاجتماعية أو الإنسانية، منها التكافل الاجتماعي، والصبر والتجلد على أمور الطاعات. كما بيّن أن من أهم مقاصد الصيام تحقيق " التقوى"، واختتمت أول آية من آيات الصيام بالتقوى: {لعلكم تتقون}، وختم سياق الآيات كلها بالتقوى أيضًا: {لعلهم يتقون}، لتعطي إشارة إلى أن التقوى من أعظم مقاصد الصيام، وهذا يفسر لنا ختام كثير من الآيات بهذه العبادة العظيمة، مُشيرًا إلى أن تحقيق التقوى يصلح جميع شئون الحياة، كما أنه يسوس النفس ويهذبها، ومما يعين على تحقيق التقوى في القلب أن يصون الإنسان قلبه كما يصون ماله، ويغذيه بما ينفعه كما ينمي تجارته، كما يحرسه عن لصوص الوقت والخير فهم أخطر من قطاع الطريق، لأنهم يقطعون صلتك بالمنعم الكريم سبحانه ويفسدون صلتك به. كما بين أن الحق سبحانه وتعالى منح أصحاب الأعذار رخصة الإفطار، فالله (عز وجل) لا يكلف العبد ما لا يستطيع تحمله، من هنا فقد منح الله المريض رخصة الإفطار وعليه القضاء فيما بعد، مستشهدًا بقول الحق: ( فعدة من أيام آخر)، كما رخصّ للمسافر الفطر إذا بلغ مسافة القصر، وكذا الحامل والمرضع إذا خشيت الحامل على نفسها وعلى جنينها، وكذلك المرضع، والحائض والنفساء.