سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالصور.. "البوابة نيوز" ترافق جنود مشروع الأنفاق أسفل قناة السويس..الوزير: يساهم بشكل غير مباشر في تقليل تكلفة السلع والمنتجات الصناعية.. العاملون: السيسي يتحدى العالم بالشباب
تقود الهيئة الهندسية للقوات المسلحة معركة التنمية والتعمير لربط سيناء بالوطن الأم من خلال عدة مشروعات قومية تهدف لتهيئة البيئة المناسبة للاستثمارات المستقبلية المنتظرة، خلال الفترة المقبلة، والعمل على خلق بنية تحتية قادرة على تلبية احتياجات المواطن، والتخفيف عن كاهله، خاصة أبناء سيناء، الذين عانوا تهميشا كبيرا على مدار السنوات الطويلة الماضية، نظرا لعدم وجود أفكار حقيقية ومشروعات طموحة لربط أرض الفيروز بباقى مدن ومحافظات الجمهورية. وتأتى تلك المشروعات ضمن مسيرة النهوض بمستقبل الوطن لوضعه فى مكانته التى يستحقها بين الدول فى منطقة شرق الأوسط، وذلك بفضل سواعد رجالها من ابناء القوات المسلحة التى ستظل الحصن المنيع والدرع الواقية للشعب المصرى وأرضه. البوابة قامت بزيارة مشروع انفاق الإسماعيلية أسفل قناة السويس للوقوف علي آخر المستجدات في هذه المشروعات وحجم المجهود المبذول من الرجال الذين يواصلون الليل بالنهار في ظل أجواء عصيبة وظروف مناخية متقلبة ومخاطر جمة من أجل تحقيق الهدف المنشود لبناء مصر الحديثة. داخل معسكر القرش بمحافظة الإسماعيلية تسمع تكبيرات العاملين وعبارات التحفيز والتحدي لحفر انفاق الإسماعيلية أسفل قناة السويس وللوهلة الأولى التي تدب فيها قدمك داخل المعسكر تجد أنه يشبه خليه النحل الكل يعمل في مكانه ويعرف جيدا واجبه ماكينة كبيرة تتلون بألوان علم مصر وكتب عليها عبارة "تحيا مصر" هي الماكينة الألمانية التي تم التعاقد عليها لحفر الأنفاق. ويشمل المشروع إقامة نفقين بالمنطقة تحت القناتين، مع مراعاة أن تكون مداخل ومخارج الأنفاق تحفة معمارية ومزارا سياحيا يشتمل على جميع المرافق والخدمات. أنا فخور بمشاركتي في حفر اضخم نفق في مصر يمر اسفل قناة السويس بهذه الكلمات بدأ وليد علي مسئول الرفع بالمشروع كلماته، وأضاف أتمنى أن أشرك الهيئة الهندسية للقوات المسلحة في جميع المشروعات القومية أنا وكل ما أملك فداء لتراب هذا الوطن ويكفيني فخرا أن أجدادي ضحوا بحياتهم لاسترداد أغلى أرض للوطن أرض سيناء وأنا وزملائي الآن نعمرها بكل طاقتنا. ويتابع عبد الباسط علي سائق بامب "مضخة خرسانة" على الرغم من ان العمل داخل مشروع الأنفاق شاق جدا لكنه ممتع ومتميز عن أي موقع آخر، وذلك لأننا نعمل بماكينات المانية لأول مرة في مصر وبذلك نستفيد من خبرات جديدة تؤهلنا للعمل في أي مكان اخر وتجعلنا منفردين بحفر الأنفاق كما أن العمل بمشروعات القوات المسلحة "فتح بيوت اسر كتير" وحافظ على حقوق العمالة التي عاشت سنوات مهدرة. ويضيف طاهر عبد اللطيف لحام كهرباء ان مشروع انفاق الإسماعيلية تتمتع بكافة معاير الأمان والسلامة المهنية معربا عن سعادته لما يلمسه من حرص جميع القيادات وعلى راسهم الرئيس عبد الفتاح السيسي واللواء كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة على الاطمئنان على العاملين وتلبية كافة احتياجاتهم وهو مالم نره في أي موقع عمل اخر حيث اعتدنا على تصدير صغار العاملين للأعمال الشاقة حيث تواجد المشرفين والقيادات بمكاتبهم. وأشار محمد علي أحد صغار العاملين بالمشروع إلى أن الرئيس السيسي يتحدى بالشباب في تنفيذ المشروعات القومية ليرسل رسالة إلى العالم أجمع أن المصريين قادرون على الحفر في الصخر، كما استطاعوا حفر قناة السويس في عام واحد، وهم قادرون على تنفيذ الكثير من المشروعات القومية بنفس العزيمة والتحدي. وأضاف أن أبناء الشعب المصري قادرون على قهر المستحيل ومواجهة كل التحديات والصعوبات، وليس حقيقيا ما يشيعه البعض عنهم بأنهم كسالى أو لا يرغبون في العمل. ومن جانبه أكد اللواء أركان حرب كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة أن جميع الأعمال الإنشائية اللازمة لتجهيز مدخل نفق قناة السويسبالإسماعيلية انتهت بنسبة 100% والخاصة بأعمال الحوائط الخرسانية والأرضيات والمداخل، وأشار الوزير إلى أنه يتم حاليًا تركيب الحلقات الخرسانية لرفع ماكينة الحفر الألمانية للأمام تمهيدًا لبدء أعمال الحفر الفعلية في أول أيام شهر رمضان المبارك، موكدا أن العمل حاليا يسبق المعدل الزمني المستهدف للمشروع. وأوضح أنه خلال فترة قصيرة سيكون العمل منتظم ب"2" من ماكينات الحفر على أن يتم تشغيل 4 ماكينات خلال الأشهر القليلة القادمة. وتابع أن شركتي كونكورد وبتروجيت مسؤولتان عن العمل بمشروع انفاق الإسماعيلية فيما تتولى العمل بأنفاق بورسعيد شركتا أواسكوم والمقاولون العرب وهذه الشركات من أفضل الشركات المصرية التي يمكن الاعتماد عليها في تنفيذ الأنفاق بشكل ويصل طول نفق الإسماعيلية إلى 13 كيلو مترا، ومن المنتظر أن يمر النفق أسفل مجرى قناة السويس الرئيسي والمجرى الجديد على عمق 40 مترا من منسوب قاع القناة. وقال رئيس الهيئة الهندسية إن العمل يسبق المعدل الزمن المستهدف للمشروع، وسيجرى تشغيل 4 ماكينات خلال الأشهر القليلة المقبلة، ولفت إلى أن العمل داخل موقع المشروع بوجود خبراء ألمان، ويقوم بأعمال التنفيذ مهندسين وفنيين مصريين، وهو ما يكسب العمالة المصرية الخبرة اللازمة للمشاركة في مشروعات مستقبلية لشق أنفاق وتنفيذ مشروعات ضخمة. وأكد اللواء الوزير أنه لأول مرة فى العالم تعمل 4 ماكينات حفر عملاقة فى وقت واحد، مؤكدا أن الحفارات الألمانية "تي بي إم" تعمل وفق أحدث تقنيات تكنولوجية تم التوصل إليها فى العالم كله، وقادرة على رفع معدلات الإنجاز والعمل بشكل غير مسبوق، لافتا إلى أن الأنفاق الجديدة التي سيتم إنشاؤها فى الإسماعيلية وبورسعيد والسويس، سوف تسهم بشكل غير مسبوق فى دعم التنمية فى سيناء وربطها بمدن القناة ومختلف محافظات الجمهورية. وأوضح الوزير أن أحد أهداف المشروع تدريب العمالة المصرية وإكسابها الخبرات اللازمة وتصدير هذه الخبرات للخارج لتوفير فرص عمل في الدول العربية، مشيرًا الي أن هناك توجيهات من الرئيس السيسي والذي شهد مفاوضات الجانب المصري مع الشركة الألمانية الموردة لماكينات الحفر بتدريب العمالة المصرية وتأهيلها للعمل بمشروعات ضخمة على محاكاة ومراكز تدريب للعمالة المصرية على يد الخبراء الأجانب. وبيّن اللواء الوزير أن المجموعة الأولى من الأنفاق الجديدة تقع فى منطقة شمال الإسماعيلية نفقى سيارات بطول 6100 متر، منهم 4565 مترا حفر بماكينات "تي بي إن" والباقي حفر مكشوف على مداخل ومخارج النفقين، بالإضافة إلى نفق سكة حديد بطول 15 كيلو و800 متر مربع، منهم 11 كيلو و300 متر حفر من خلال ماكينات "تي بي إن" والباقي من خلال الحفر المكشوف. وأشار اللوء الوزير إلى أن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة تعاقدت على 4 ماكينات عملاقة لحفر الأنفاق، من الجانب الألمانى، وأضاف الوزير: "تم إجراء الدراسات اللازمة على كافة الشركات التى تنتج ماكينات حفر فى العالم، حتى وقع الاختيار على أحد الشركات الألمانية، وقد كان قرار الرئيس عبد الفتاح السيسى بضرورة شراء تلك الماكينات، خاصة أن الفترة الماضية كان يتم حفر أنفاق خطوط المترو بمعدات وحفارات أجنبية، منذ أكثر من 20 عاما، لافتا إلى أن شراء تلك الماكينات بأموال مصرية سوف يكون له أثر إيجابى على إنشاء أية مجموعات أنفاق جديدة خلال الفترة المقبلة، وسوف يكسبنا خبرات كبيرة فى هذا المجال، الذى يعتبر حديث نسبيا على العديد من الشركات. واستطرد الوزير: "أعمال الحفر بالماكينات الأجنبية سوف تنفذها شركات مصرية وطنية بالتعاون مع القوات المسلحة، بعد تذليل كافة العقبات والصعاب، وتدبير كافة الموارد بأقل الأسعار، وتوفير التدريب اللازم لها، لافتا إلى أن هناك نحو 40 مهندسا من الشركات الوطنية تم تدريبهم على ماكينات الحفر الجديدة وإكسابهم الخبرات اللازمة لتشغيلها والتعامل معها، وتوفير التأمين الفنى لها. ولفت الي ان المرحلة الاولي لنفقي السيارات، تضمنت التعاقد مع شركات عالمية تعمل لأول مرة بمصر لجلب تكنولوجيا جديدة وتحقيق قيمة مضاعفة في مجال الأنفاق، حيث تم التعاقد مع شركة ARCADIS الهولندية كمقاول باطن لأعمال التصميمات. كما تم التعاقد مع شركتي وRAZEL-BEC الفرنسية وCMC الايطالية لخبرتهم العالمية في مجال تنفيذ الأنفاق. وأكد أن طول النفق الواحد 5820 مترا، وأن عدد آبار التهوية 4 إلى 10 ممرات الهروب العرضية، وأن ميل النفق 3.3 %، واقصي عمق للنفقين من سطح الأرض هو 70 مترا، وأقصى عمق لهما من سطح مياه القناة، 40 مترا وهي المسافة بين سطح مياه القناة وقمة النفق. واشار إلى أن المسافة الفاصلة بين النفقين هي 12,6 متر، وسمك الجدار الخرساني للنفق هو 60 سم وأضاف أن الارتفاع الصافي داخل النفق 5,5 متر، وأن هناك 2 حارة مرورية بكل نفق، بعرض 3,65 متر. كما صمم جدار النفق بشكل يمنع تسرب المياه الجوفية الى داخل النفق كما أنه مقاوم للحريق، بالإضافة إلى توفير نظام تهوية لضمان نسبة نقاء قياسية للهواء داخل الأنفاق، و نظام للكشف عن حدوث الحرائق ومكافحتها، ونظام مراقبة بالكاميرات، نظام انتركم وتليفونات للطواريء، نظام تحكم عالي الدقة "SCADA" لإدارة كافة الأنظمة أتوماتيكياً، نظام إضاءة متطور لضمان رؤية مناسبة لسائقي المركبات، ماسح ضوئي بكل من مدخلي النفق للكشف عن المتفجرات. وكشف اللواء الوزير أن هناك استشاريين عالميين لمشروع أنفاق قناة السويس يعاونون القوات المسلحة، بالإضافة إلى استشاريين عالميين للشركات المدنية العاملة، لافتا إلى أن الشركة الألمانية الموردة لماكينات الحفر سوف تقوم بالإشراف على عملية التركيب، والقيادة أثناء عمليات الحفر، لمسافة 100 متر، وسوف يستمرون فى أعمال الإشراف حتى انتهاء العمل، إلا أن النفق التالى سوف يتم تنفيذه بالكامل بسواعد الشركات المصرية. وأضاف الوزير: "عند شراء الماكينات الألمانية للحفر حصلنا على خصم 25 %، إلا أن الرئيس عبد الفتاح السيسى أصر على لقاء مدير الشركة الموردة للماكينات، ووصل إلى خصم 10 % إضافية من سعر الماكينات، قائلا: "ظننا بأن الرئيس سوف يلتقى مدير الشركة الألمانية لشكره على العرض الذى قدمه لمصر ولم نفكر فى أنه نجح فى الحصول على خصم آخر بمقدار 10 %". وأضاف اللواء الوزير الأنفاق لها أهمية استراتيجية كبيرة جدًا خلال الوقت الراهن، وسوف يشعر بذلك كل من ينقلون منتجات الرخام والجبس والأسمنت والمنتجات الزراعية من سيناء إلى مدن القناة أو العكس، وسيكون لها مردود إيجابي غير مسبوق على تنمية سيناء فى أقرب وقت ممكن، بالإضافة إلى أنها تساهم بشكل غير مباشر فى تقليل تكلفة السلع والمنتجات التى تدخل خدمات النقل كمكون رئيسي فيها، خاصة بعد ربطها بشبكة الطرق الاستراتيجية التى تقام حاليا لربط الحدود الغربية بالشرقية. وحول معايير السلامة والأمان المتبعة فى الأنفاق الجديدة أكد اللواء الوزير أن العمل يتم وفق المعايير القياسية العالمية، وقد تمت دراسة الأمر بكل تفاصيله الدقيقة، وتم تلافى كافة المشكلات التي ظهرت فى نفق الشهيد أحمد حمدي، الذي تم بناؤه فى فترة السبعينيات لافتا إلى أن نفق الشهيد أحمد حمدي من الأعمال الهندسية المهمة، إلا أنه تم فى فترة لم تكن الامكانيات الفنية والتكنولوجية متطورة كما نحن الآن، وعلى الرغم من ذلك تم تلافي كافة المشكلات المتعلقة به.