جامع سليمان باشا الخادم أو جامع سارية الجبل نسبة إلى سارية بن عمر ابن عبدالله قائد الجيوش الإسلامية فى عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ويعرف أيضا باسم مسجد الرديني نسبة إلى الشيخ الرديني وهو الحسن بن على بن مرزوق بن عبد الله الرديني الفقيه المحدث وكان يأوي بمسجد سعد الدولة بالقلعة، ثم تحول منه إلى هذا المسجد الذى كان قد أنشأه الأمير مرتضي مجد الخلافة أبو منصور قسطه الآمري الأرمني الذى كان واليا على الإسكندرية فى العصر الفاطمي سنة 535ه كما هو مثبت على اللوحة التأسيسية للجامع واستمر الشيخ الرديني فى التدريس به إلى أن مات سنة 540 ه، وفى سنة 935 ه - 1528م جدد هذا المسجد سليمان باشا الخادم الذى كان واليا على مصر فى عهد السلطان سليمان القانوني، ثم قام بنقل اللوحة التأسيسية للجامع والتى ترجع إلى أبي منصور قسطة إلى ضريحه بالجهة الغربية من الجامع ووضع بدلا منها لوحة رخامية مثبتة بأعلى الباب الغرب للجامع أثبت بها هذه التجديدات. يقع المسجد فى الجهة الشمالية الشرقية ويعرف الآن باسم جامع سليمان باشا الخادم وهو أول المساجد التى بنيت فى مصر على الطراز العثماني الذى يتكون من قبة مركزية وأنصاف قباب حولها، والجامع يتكون من قسمين رئيسيين، هما بيت الصلاة أو المسجد ويحتوى على دورقاعة مربعة تحيط بها من جهاتها ما عدا الجهة الشمالية الغربية ثلاث إيوانات أكبرها إيوان القبلة الذى يحتوى محراب رخامي زخرف بالوزرات والفسيفساء الرخامية وعلى منبر رخامي، أما القسم الثاني فهو الصحن المكشوف أو حرم الجامع ويتقدم المسجد أو بيت الصلاة من الناحية الشمالية الغربية ويتكون تخطيطه من صحن أوسط مكشوف تحيط به أربعة أروقة مغطاة بقباب ضحلة مقامة على مثلثات كروية ، وقد ألحق بالجهة الغربية من الصحن ضريح أبي منصور قسطه الذى ألحق بضريحه أيضا تراكيب وشواهد قبور يرجع تاريخها بداية من العصر العثماني وحتى عصر محمد على باشا. يلاحظ بالجامع أن قبته الكبيرة كانت مكسوة بالقاشاني الأخضر والأزرق وللمسجد مئذنة على الطراز العثماني وهى أول المآذن بالقاهرة التى بنيت على هذا الطراز والتى تعرف باسم "القلم الرصاص"، كما ألحق بالمسجد كتاب لتعليم القرآن وشاذروان للوضوء بالناحية الغربية وحديقة بالناحية الشرقية.