بلغ شغفى بزيارة إثيوبيا للوقوف على حقيقة ما يجرى بشأن سد النهضة مرحلة لا يدانيها شىء آخر، وهى حالة لا أظن أنى أختلف فيها كثيرًا عن أغلب المصريين الذين باتوا يتابعون بشكل شبه يومى أخبارًا عن اكتمال مراحل بناء السد، وتلاحقهم تصريحات متنوعة حول الجفاف والشح المائى الذي يتوقع أن تعانيه البلاد خلال الفترة المقبلة عندما تشرع أديس أبابا في بدء تخزين المياه خلف السد، حتى تحول سد النهضة إلى كابوس يؤرق المصريين ويفسد عليهم توقعاتهم بشأن المستقبل. بينما أنا على هذه الحال، جاءتنى دعوة لزيارة كل من تنزانيا وإثيوبيا معا، وهما اثنتان من دول منابع النيل، فلم تكن أمامى أي فرصة للتفكير أو الرفض، حتى وإن كانت الزيارة لغرض آخر يختلف عن هدفى الشخصى، لكن صوتًا داخليًا قال «أكيد ستجد الفرصة كى تروى ظمأك لمعرفة حقيقة ما يجرى هناك»، خاصة أن مدة الزيارة تقترب من 6 أيام. توقيت الزيارة يكتسب أهمية إضافية بالنسبة لى في ظل الإعلان الإثيوبى عن اكتمال بناء 70٪ من السد في الوقت الذي يكتسى مصير اللجنة الفنية لدراسة مخاطر السد على دول المصب برداء من الضبابية المقيتة، إلى جانب توقيع 6 من دول حوض النيل على اتفاقية «عنتيبى» التي تلغى حق مصر التاريخى في حصة ثابتة من المياه وتُفاقم مشكلة سد النهضة مع إثيوبيا. قررت أن أخوض الجولة - الاقتصادية بالأساس مع مؤسسات الأعمال - على أمل أن أنجح في تلبية شغفى الخاص، وبدأت ترتيب أوراقى لبداية الرحلة. المهمة الأساسية تتمثل في زيارة منطقة الآبار الجوفية التي تنفذها وزارة الموارد المائية والرى في تنزانيا والتي يشرف عليها المهندس عبدالرازق صالح من وزارة الرى المصرية وعددها 70 بئرًا تم تنفيذ 30 منها في المرحلة الأولى على أن يتم استكمال باقى الآبار طبقًا للمذكرة الموقعة بين الجانبين، المصرى والتنزانى. لم يكن المهندس عبدالرزاق بحاجة لأن يؤكد لنا أن تنفيذ الآبار عبر إحدى الشركات المصرية يمثل عودة مصر إلى حضن الدول الأفريقية خاصة دول حوض النيل، بعد أن تراجع دور مصر عقب محاولة اغتيال الرئيس الأسبق حسنى مبارك في أديس أبابا إلى جانب أن تنزانيا صوت من 10 أصوات في دول حوض النيل ستحتاجها مصر عند التصويت على القرارات الخاصة بمياه النيل، لكنه أكد لنا أن مصر حذت هذا الحذو مع دول أخرى في دول حوض النيل لتحسين العلاقات. رحلة إلى تنزانيا انطلقت بنا رحلة مصر للطيران إلى العاصمة التنزانية السابقة دار السلام - العاصمة الآن دودوما - وبنظرة سريعة على الخريطة نجد أنها تقع في شرق أفريقيا وهى إلى الجنوب من دولة إثيوبيا وتفصلهما دولة كينيا، تجتمع على أراضى تنزانيا أشهر بحيرات منابع النيل «فيكتوريا» وتشترك فيها تنزانيا مع كينيا، وعلى أرضها عدة بحيرات أخرى مثل «ألبرت» وتضم خريطة هذه الدولة التي تقع على الشاطئ الغربى للمحيط الهندى أكثر من 30 رافدًا نهريًا. المفارقة أنه رغم كل هذه البحيرات والروافد النهرية فإن سكانها لا يشربون مياه النيل ويعيش أغلبهم على مياه الآبار، ولا توجد سدود على بحيرة فيكتوريا كما يدعى البعض، ودائما ما تجد شبورة مائية كثيفة على جميع دول حوض النيل من تنزانيا في الجنوب مرورا بكينيا وأوغندا حتى إثيوبيا وجنوب السودان تتم مشاهدتها من الطائرة، وهو ما يساعد على تساقط الأمطار بشكل مستمر وتظهر جميع جبال وصحارى هذه الدول خضراء عكس السودان ومصر في الشمال. وصلنا أرض دار السلام وأثناء تجولنا في شوارع المدينة المطلة على المحيط وجدنا ترع الصرف الصحى مكشوفة وتمر إلى جانب الشوارع حاملة بين جانبيها آلاف الأنواع من الأمراض والأوبئة التي ينقلها البعوض المنطلق فرحًا في الشوارع بحثًا عمن يلدغه، وتجد الأهالي جالسين أمام منازلهم ينظرون إلى الصرف الصحى من المنازل كأنه نهر جار، ويبدو أن البعوض مل الوجوه التي اعتاد زيارتها، وما إن وجد وجوها جديدة حتى هب إليها مسرعا، حتى أن عددًا من رجال الأعمال والمسئولين الذين كانوا معنا في الجولة اشتكوا من الناموس المنتشر في الحجرات وبهو الفندق رغم أنهم يقيمون في أفخم الفنادق على المحيط، وقد طلب البعض المغادرة خوفًا من الملاريا والحمى الصفراء رغم التحصينات، لكن السحر النابع من شاطئ المحيط الذي تكسوه الأشجار ونخيل الزينة كان كافيا لإقناعهم بمزيد من التحمل. في «دار السلام» العمارات شاهقة والشوارع متسعة وكذلك الأبراج التي تحتكر تشييدها الشركات الصينية وتجلب منتجاتها من الصين وتظهر إعلاناتها على الأبراج ولا تلمح أي تواجد للشركات المصرية العاملة في نفس المجال، أما المنازل خارج العاصمة وتحديدًا في المقاطعات فهى مصنوعة من تراب الأراضى التنزانية ذات اللون الأحمر الداكن والناتج عن حمم البراكين القديمة في تنزانيا والتي هدأ أحدها بينما ما زال آخر ينشط بين الحين والآخر مهددًا حياة السكان في المناطق المحيطة. كانت إقامتنا في أحد الفنادق في العاصمة التنزانية بجوار أحد أكبر المساجد في العاصمة وهو مسجد «موتورو» ويشبه المساجد الشهيرة في القاهرة، ليس فقط في طرازه المعمارى وإنما فيما يحيط به، ففى يوم الجمعة تجد باعة الملابس والأقمشة والعطور والطواقى والسبح والجلباب الأبيض والأحذية وكذلك الأطعمة والفواكه عقب الصلاة مباشرة ينتشرون حول المسجد في مشهد لا يختلف كثيرا عن مسجد الفتح في رمسيس أو مسجد الاستقامة في الجيزة. الخطبة في صلاة الجمعة يتم إلقاؤها بمزيج بين اللغة السواحلية والعربية لوجود عدد كبير من الجاليات العربية إلى جانب عدد المسلمين الكبير ومن العادات الغريبة أنك نادرا ما تجد منهم من يذهب لشراء الملابس الجديدة فالكل يرتدى الملابس المستوردة المستعملة «البالة» وعلى الأرصفة يصطف البائعون في كل مكان في العاصمة «دار السلام» وكأنها سوق كبيرة لا يخلو شارع من شوارعها الرئيسية من المشاهد الشبيهة بمنطقة «وكالة البلح» والعتبة والموسكى بالقاهرة والكل يقف ليفاصل ويشترى الملابس الجديدة والقديمة وتجد هناك الفقراء يرتدون أغلى الماركات العالمية المستعملة المستوردة من أوروبا ومن دول شرق آسيا. العاصمة هنا مليئة بالشحاذين، ولكن اللافت أن غالبيتهم من الشباب ولا تجد بينهم سيدات يتسولن، ودائما يشير المتسول إلى فمه عندما يجد أجنبيًا ولا يتكلم، ونادرًا ما يقف أمامك الشحاذ طويلًا فهو ينظر لك واضعًا قبضة يده على صدره، فإن أشحت بيدك له لا يستعطفك ويمر باحثًا عن غيرك ويتكرر الأمر معك إن كنت غريبًا كل بضع خطوات. دائمًا ما تحصل على تحذيرات من السكان هناك بعدم السير ليلًا بسبب السرقة، حيث تغلق جميع المحال في السابعة مساء وتخلو الشوارع ليلا لتفتح المحال في السابعة والنصف صباحا، والتجول بالعاصمة التنزانية آمن نهارًا بينما يعانى الغرباء والأجانب من شبه حظر تجوال بعد المساء، فبمجرد أن تطأ قدماك المدينة ينصحك الجميع حتى من أهلها بالحرص على أشيائك وعدم المغامرة بالخروج بعد السادسة مساء. الأسعار هنا مرتفعة جدًا ومتوسط دخل المواطن التنزانى منخفض، فالمنتجات من فاكهة وخضراوات وغيرها لا تباع بالكيلو، وإنما بالجرامات والعدد وحتى الكهرباء يحصلون عليها من خلال كروت الشحن المدفوعة مسبقًا مثل المحمول، وتباع الكروت بالمحال حتى أنه إذا انتهت صلاحية كارت الشحن تنقطع الكهرباء ليظلم البيت تماما وتتعطل كل الأجهزة المنزلية فورًا لحين إعادة الشحن مرة أخرى. أشهر البضائع التي يتم بيعها في الشوارع والأسواق وإشارات المرور هي الكاجو والكركديه والشاى والبابايا والموز المطبوخ، وقد لا يتناوله الأجانب بل هناك الموز يتم بيعه بالواحدة، هذه المنتجات ليست رخيصة مقارنة بشمال أفريقيا بل يزيد سعرها مع حسابها بالعملة المحلية، حيث إن كيلو الموز يبلغ سعره 2000 شلن بما يعادل 8 جنيهات مصرية، بينما الشاى الكينى والبن التنزانى هما ذات جودة عالية إلا أن الغرباء لا يمكنهم الحصول عليهما بأسعارهما، وتشتهر العاصمة التنزانية القديمة بأنواع عديدة من الاسماك التي يتم اصطيادها من المحيط الهندى، خاصة الاستاكوزا التي تقدم في غالبية المطاعم كأفضل الأطباق الرئيسية. أثناء تجولنا على شاطئ المحيط بعد مهمة عمل في أحد الفنادق الكبرى وقد تأخرنا عن موعد الحافلة التي كان سائقها مكلفًا بتوصيلنا، سألنا أفراد الأمن عن المسافة بين الفندق الذي ذهبنا إليه والفندق الذي نقيم فيه فقال 5 دقائق بالتاكسى، ولأن الوقت تأخر وأمام التحذيرات المتكررة من السرقة وافق أحد المواطنين على تأجير التاكسى وكانت المفاجأة أنه توك توك وليس التاكسى المعروف، وحصل السائق على 4000 شلن بما يعادل 16 جنيهًا مصريًا، وتحدثنا إلى السائق الذي أخبرنا أن التوك توك مرخص له بالعمل مثل التاكسى في العاصمة التنزانية دار السلام وعلى شاطئ المحيط. خلال توجهنا إلى مطار دار السلام في العاصمة التنزانية الجميع يحترم إشارات المرور رغم تواجد أصحاب عربيات الآيس كريم في إشارات المرور يبيعون للمارة وسائقى السيارات ويصطفون بانتظام دون أن يطلب منهم رجل المرور، ولا يشكلون للمرور عائقًا كما يوجد أيضا بائعو الجوز واللوز في إشارات المرور، وعلى جانبى الطريق ترى الأهالي مصطفىن بأعداد كبيرة في انتظار الأتوبيس العام ويتواجد أيضا بائعو الذرة المشوية. حلم الوصول إلى سد النهضة لم تكن زيارة تنزانيا كما أسلفنا هي الهدف الأساسى من رحلتنا، وإن كانت شغلت قدرًا لا بأس به من الاهتمام والوقت، والآن حانت لحظة الانطلاق إلى إثيوبيا، لم نتمكن من السفر عبر الطيران المصرى خلال التوجه إلى أديس أبابا لعدم وجود رحلات كافية، طبقا لرواية الجهة الحكومية المصرية الداعية لنا، فتم الحجز على الطيران الإثيوبى. أوقعنى حسن الحظ في مقعد بجوار نافذة الطائرة وخلال الرحلة التي استغرقت 3 ساعات ونصف إلى أديس أبابا تحدثت مع أحد طاقم الطائرة فسألته: هل ممكن نشاهد نهر النيل من الطائرة؟ فقال «نعم»، وشجعنى وقلت له مبتسمًا وماذا عن سد النهضة؟ ابتسم وكأنه يقول إنه يعلم بسؤالى مسبقًا، سمع حديثنا أحد المهندسين المصريين العاملين في إحدى شركات المقاولات في أديس أبابا وكان جالسًا في المقعد الخلفى، فقال: أول ما نصل عنده سأخبرك، وبالفعل انكشف النهر وبدأ المهندس المصرى يصف نهر النيل، خاصة أن المجال الجوى للطائرة لا يبعد عن نهر النيل، وبدأ نهر النيل يظهر لنا على شكل ثعبان، والمياه لونها بنى حتى اقتربنا من الحدود الإثيوبية وعندما دخلنا الحدود الإثيوبية كانت الطائرة فوق السد بتأكيد المهندس المصرى، ومضيفة الطائرة التي أشارت أيضا إلى السد، وقد التقطت عددًا من الصور للسد وبحيرة السد، ولاحظت وجود المعدات في منطقة السد وعمليات التخزين في البحيرة قد بدأت بالفعل، وقد شجع تصويرى للسد أن قام كل من في الطائرة وقريب من الشباك في التقاط صور أيضا للسد. وصلنا لأديس أبابا والتقينا بعدد من المصادر الإثيوبية التي أكدت لنا أنه تم الانتهاء من بناء المرحلة الأولى لسد «النهضة» بواقع 70٪ من الأعمال في السد، وأن المرحلة الأولى ستشهد تشغيل «توربينين» لإنتاج الكهرباء تم تركيبهما بالفعل، لإنتاج 2000 ميجاوات من الكهرباء، وأن افتتاح هذه المرحلة سيتم الشهر المقبل. وأضافت المصادر أن إثيوبيا تسعى إلى توفير التمويل أيًا كان مصدره لتركيب باقى التوربينات البالغ عددها 60 توربينة عام 2017، مشيرًا إلى أن المرحلة الأولى من التخزين ستخصم 14 مليار متر مكعب من حصة مصر والسودان خلال السنة المائية المقبلة في شهر يوليو، وسوف تتقاسمها البلدان مصر والسودان طبقًا لاتفاقية 1959 التي تنص على تحمل البلدين أي نقص في واردات مياه النيل، لافتًا إلى أن نقص المياه سيشكل تهديدًا للزراعات السودانية القائمة على الفيضان في الجزر النيلية، وكذلك توليد الكهرباء من سدود «الرصيرص» و«جبل الأولياء» و«سونار». وأكدت المصادر أن الشركة الإيطالية المنفذة لسد النهضة الإثيوبى انتهت من 70٪ من أعمال البناء الأمر الذي يؤهله للبدء في تخزين المياه أمام جسم السد من موسم الفيضان الشهر المقبل الذي يبدأ في يوليو المقبل، خاصة أن السدود الخرسانية تحتاج أن تُملأ أثناء البناء وتخزين المياه قبل البدء في توليد الكهرباء، وأشارت المصادر إلى أن المرحلة الأولى ستتضمن توليد 6 آلاف ميجاوات من الكهرباء عن طريق استغلال تدفق مياه النهر، والذي يقدر في المتوسط بنحو 1500 متر مكعب في الثانية. المشروع يتكون من سد رئيسى من الخرسانة المضغوطة والسد الفرعى على المناطق المنخفضة المجاورة للخزان لمنع غمرها بالمياه، ومحطتين لتوليد الطاقة الكهربية، ومنطقة تحويل بطاقة 500 كيلو فولت، إضافة إلى المفيض، بسعة تخزين 74 مليار متر مكعب عند مستوى الإمداد الكامل، ويغطى مساحة 1680 كيلومترًا مربعًا سيتم استخدامها بشكل أساسى في توليد الطاقة الكهربية. وأشارت المصادر إلى أنه تم تشييد خط تحويلى بطاقة 400 كيلو فولت لإمداد المشروع بالكهرباء اللازمة من مشروع نهر بيليس الكهرومائى غرب إثيوبيا، ويعد أحد روافد «النيل الأزرق»، على أن يتم استخدامه لربط الكهرباء من سد النهضة عند بدء توليدها بالشبكة القومية، هذا إضافة إلى خطوط تحويل بطاقة 500 كيلو فولت للربط سيتم تشييدها كمشروع منفصل. منطقة السد تتضمن منطقة مفيض بطول 1.5 كيلومتر، وطريقًا للنهر الأزرق من منطقة السد وطريقًا من خزان المياه ومحطة للسد الرئيسى بطول 1 كيلومتر، وطريقًا لمنطقة سد الضفة اليسرى، حيث يوجد كوبرى بطول 34 كيلومترًا، كما تم بناء كوبرى على النيل الأزرق، وقال المصدر إن مصر ليس أمامها سوى التفاوض مع أديس أبابا حول عدد سنوات ملء بحيرة السد، والتشغيل لمحاولة تقليل آثاره الضارة على مصر. وخلال تواجدنا في أديس أبابا لمدة 48 ساعة حصلنا على معلومات وتفاصيل عن سد النهضة، بعد أن تاكدنا أنه من الصعب زيارة السد أمنيا إلى جانب سوء التنظيم من الجهة المنظمة والداعية لنا وضيق الوقت وعناء السفر لم يمكننا من ممارسة عملنا كما ينبغى سواء في دار السلام أو أديس أبابا وقد التقينا بعدد من المصادر في أديس أبابا التي وصفت لنا السد وحجم التخزين والانتهاء من السد وموقعه. يتم بناء السد في منطقة بنى شنقول على بعد 40 كم شرق الحدود السودانية، وقد تم اختيار هذا المكان لإقامة السد لاعتبارات جغرافية وجيولوجية واقتصادية، وأن هذا المكان على النيل الأزرق هو الأكثر توافرًا وتدفقًا للمياه، وأن الدراسات أثبتت أن هذا المكان، الذي يتسم بمجموعة تلال ذات طبيعة صخرية، سيكون الأقل تكلفة لبناء هذا السد، وتم بناء جسر مؤقت «كوبرى» يربط بين ضفتى النيل في موقع السد لتسهيل عمليات بناء وحدات السد، وأن هناك طرقًا تم إنشاؤها لتسهيل التنقلات بين وحدات ومكونات السد وتم الانتهاء منها بالفعل، وأن هناك أيضًا جسرًا تم الانتهاء من إنشائه أمام السد باتجاه المصب، يربط بين منطقة جوبا الإثيوبية ومدينة أسوسا عاصمة ولاية بنى شنقول، ويقع السد في منطقة يغلب عليها الصخور المتحولة والتي تشبه في تكوينها جبال البحر الأحمر الغنية ببعض المعادن والعناصر المهمة مثل الذهب والبلاتين والحديد والنحاس، إضافة إلى محاجر الرخام. تتسم منطقة السد بصعوبة التضاريس، حيث الجبال المرتفعة والأودية الضيقة والعميقة، ما يتبعها صعوبة نقل المياه من مكان إلى آخر في حالة تخزينها وانتشار الصخور البركانية البازلتية، وهى صخور سهلة التعرية بواسطة الأمطار الغزيرة، وأيضًا ضعيفة هندسيًا لتحمل إقامة سدود عملاقة وتأثير الصخور البازلتية أيضًا على نوعية المياه خاصة في البحيرات، حيث تزيد من ملوحتها كما هو الحال في البحيرات الإثيوبية التي تقع في منطقة الإخدود في كل من إثيوبيا وكينياوتنزانيا، والتي تشكل عائقًا في تكوين مياه جوفية.