نقلت صحيفة الراي الكويتية عن مصادر قولها: إن عدد الكويتيين الحاليين داخل التنظيم الإرهابي يقدر بالعشرات لكنها لم تجزم بتحديده على وجه الدقة كونه متغيرًا وقابلا للزيادة والنقصان، مؤكدة أن عام 2014 كان أكثر أعوام تدفق الكويتيين لتنظيم داعش الإرهابي، فيما قلت الأعداد في العامين التاليين. وأشارت المصادر إلى أن الفترة الأخيرة شهدت دخول المناطق الحضرية لخط النفير مزاحمة في ذلك المناطق الخارجية وخاصة الجهراء التي شهدت تدفق أكبر عدد من الكويتيين لتنظيم داعش الإرهابي، مشيرة إلى أن وصول الكويتيين كغيرهم من الإرهابيين للرقة يعقبه دورات شرعية تكون أشبه بغسيل المخ يتم فيها إطلاق عنان التكفير لدرجة تذهل العقول. وأكدت الصحفية أن أحد الارهابيين العائدين إلى الكويت، الذي يحمل خلفية عسكرية، كانت صدمته الأولى في ضعف مستوى المعسكر التدريبي الذي تم إلحاقه به قبل قرابة سبعة أشهر، لكن الأمر لم يطل كثيرًا حتى تم اختياره من قبل التنظيم الإرهابي ليكون مدربًا عسكريًا ثم قائد عمليات، وكانت أولى العمليات التي أوكلت إليه عملية عسكرية أو ما يطلق عليها التنظيم الإرهابي غزوة قرب الحدود السورية العراقية استهدفت رتلا تابعا للجيش العراقي. وأضاف التقرير أن دائرة الشكوك بدأت تتسرب إلى تفكير «م.ش» وفقًا لرواية رفيقه عندما رأى الطيران السوري يحلق على مسافة قريبة من رايات «داعش» التي كانت ترفرف دون أن يفكر الطيارون السوريون في استهداف معسكر التنظيم الإرهابي الواضح لهم وضوح الشمس. وبدأت مرحلة من التوتر بين «م.ش» والمسئولين الأمنيين في داعش، الأمر الذي استدعى قيام الأمنيين بمصادرة هاتفه ومراجعة ما كان يكتبه في مواقع التواصل الاجتماعي، وفحص المراسلات المسجلة على هذا الهاتف، مما حدا به إلى أن يفكر في الهروب لكنه كان يخشى أن يتم قتله إذا فشلت عملية الهروب. وتصاعدت حدة التوتر لتصل لمرحلة من الصدام العلني أمر فيها المسئولون الأمنيون بحبس «م.ش» فتم اقتياده معصوب العينين ورميه، على حد وصف الراوي، في سجن تحت الأرض لم يكن يدري في أي منطقة من الأراضي السورية هو، بينما كانت سلواه في هذا السجن سجين آخر من الجنسية السعودية. وعندما سأل «م.ش» زميله في السجن ماذا سيكون مصيرنا؟، أجابه بالقول «سيكون مصيرنا كتلك الرءوس المقطوعة والمعلقة فوق أسنة أعمدة بوابات السجن الحديد». لكن هذه الحالة لم تدم طويلًا فاستيقظ نزلاء السجن ذات يوم على هرج ومرج ليتبينوا بعد ذلك أن مجموعة من جيش الإسلام اقتحمت السجن لتحرير قيادي سعودي كان مسجونًا فيه، ونجحوا بالفعل في هدفهم إذ هرب الدواعش وقامت عناصر جيش الإسلام بأسر البعض وإطلاق سراح البعض الآخر. وكان «م.ش» محظوظًا عندما روى لعناصر جيش الإسلام روايته وخلافه مع داعش فاقتنعوا بها وخيروه بين البقاء في سوريا أو العودة للكويت، فاختار الأخيرة، فقاموا بتسليمه دراجة بخارية استخدمها في الوصول للحدود التركية السورية حيث ألقت السلطات التركية القبض عليه ثم سلمته للسفارة الكويتية في أنقرة ليعود بعدها للكويت بعد أن تم إجراء التحقيقات المطلوبة معه. «م.ش»، الذي قام بحلق لحيته بعد عودته للكويت، خلص من تجربته إلى أن تنظيم داعش الإرهابي أبعد ما يكون عن الإسلام. وتابع التقرير: من بين الوجوه الداعشية الكويتية المعروفة الإرهابي أبو منذر العرافة «فهد العنزي» الذي اشتهر أنه كان من المنشدين لعدد من الأناشيد التحريضية على الإرهاب وأشهرها نشيدىّ «أيا أماه لاتبكي» ونشيد «هي الدنيا» فضلًا عن كونه كان مسؤولًا شرعيًا في التنظيم الإرهابي. أبو منذر، أعدمه جيش الإسلام قبل عام مع مجموعة أخرى من الدواعش رميًا بالرصاص، بتهمة تكفير المسلمين واستباحة دمائهم وأعراضهم واغتيال قادات الجهاد، والاستيلاء على المناطق المحررة وقطع الإمدادات عن الارهابيين نصرة لنظام بشار الأسد. أما أبو أنور الكويتي «عبدالعزيز أنور الماص» ذو ال 21 ربيعًا، الذي انفردت «الراي» بنشر قصته، فلم تكن قصته بأقل غرابة عن قصص سلفه من الكويتيين الدواعش. فقد نشأ في منطقة «جنوب السرة» ثم سافر لدراسة العلوم التكنولوجية في أمريكا، لكنه تواصل مع عدد من الدواعش عبر مواقع التواصل الاجتماعي الأمر الذي حدا به السفر لتركيا في محاولة منه لدخول سوريا الأمر الذي تحقق بالفعل، لينتقل بعدها من سوريا للعراق وينتهي به المطاف مفجرًا نفسه في رتل من أرتال الحشد الشعبي العراقي في منطقة مخمور بالعراق. ومن المحطات الكويتية المهمة في سيرة «داعش» أبو تراب الكويتي «على محمد عمر العصيمي» الذي درس بحرية ناقلات النفط لثلاث سنوات في المملكة المتحدة، وأبدى كثير من المحللين في بريطانياوأمريكا تخوفهم من استغلاله دراسته الأكاديمية في هجوم قد ينفذه التنظيم الإرهابي. وقالت الصحيفة: إن عددا من المهام أوكلت للكويتيين في داعش، ولم يكونوا مجرد ارهابيين عاديين، مبينة أن بعضهم تولى مناصب في التنظيم، منهم من تولى منصب الوالي ومنهم من كان مسؤولًا شرعيًا، ومنهم من كان مسؤولًا اعلاميًا. وذكرت أن داعش رفع شعارات براقة من بينها إقامة الشريعة الإسلامية وتحكيمها، واقامة الخلافة فجذب البعض ولانستطيع أن نقول أن كل من انضم لداعش هم من الارهابيين، فبعضهم ليس له سابقة لكن أخذته الحمية جراء الشعارات التي رفعها التنظيم الإرهابي. وتابعت: هناك نوع آخر من الشباب التقطهم التنظيم الإرهابي، وهم من نسميهم بالغلاة أصحاب الميول المتشددة الذين ليس لديهم انضباط في مسائل التكفير، وهؤلاء كانوا موجودين في ساحات قتالية ودول لم يكن بها قتال مثل الكويت على شكل مجاميع صغيرة وأفراد ليس لهم قبول ولاتأثير يذكر حتى وجدوا في داعش ضالتهم