ثمنت منظمة التعاون الإسلامي نتائج التقرير الذي أعدته منظمة الصحة العالمية حول الأوضاع الصحية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدسالشرقية والجولان السوري المحتل، وأيضا تقرير التقييم الميداني للمدير العام للمنظمة. وبحسب بيان للمنظمة، أوضحت نائبة المراقب الدائم لمنظمة التعاون الإسلامي لدى مكتب الأممالمتحدةبجنيف، السفيرة عائشة كان - في كلمة باسم المنظمة أمام الدورة التاسعة والستين لجمعية الصحة العالمية المنعقدة في قصر الأممبجنيف في الفترة من 23 إلى 28 مايو الحالى - أن الأوضاع الصحية الوارد وصفها في هذا التقرير - والتي تبعث على القلق - يجب التنديد بها بشدة ومعالجتها معالجة فعالة وعاجلة. وأضافت أن المنظمة يساورها بالغ القلق، خاصة إزاء الهجمات التي تشن على المرافق الطبية، وإزاء تدهور الحالة الصحية العقلية والبدنية، بما في ذلك الأوضاع الصحية للمعتقلين الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية والمعتقلين السابقين. وفي ذات السياق، تعرب منظمة التعاون الإسلامي عن انشغالها العميق إزاء استمرار الحيلولة دون وصول قوافل المساعدات الإنسانية للأمم المتحدة المحملة بالإمدادات الطبية، وتدمير المرافق الطبية واغتيال العاملين الطبيين ومنع عمليات الإخلاء الطبي لأبناء الشعب السوري الذين يواجهون صعوبات صحية خطيرة . كما أوضحت السفيرة أن منظمة التعاون الإسلامي تواصل تعاونها مع منظمة الصحة العالمية وغيرها من وكالات الأممالمتحدة ذات الصلة في مجال الصحة، وذلك وفقا لما تم التأكيد عليه خلال الاجتماع نصف السنوي حول التعاون المشترك بين منظمة التعاون الإسلامي ومنظمة الصحة العالمية ، والذي انعقد في جنيف في منتصف شهر مايو الحالى ، وحدد هذا الاجتماع التنسيقي مجالات التعاون المشترك بغية تحسين جودة الخدمات الصحية العامة، وخاصة فيما يتعلق بصحة الأمهات والمواليد الجدد والأطفال، والأمراض غير السارية، بالإضافة إلى قضايا أخرى. ولفتت السفيرة إلى أن منظمة التعاون الإسلامي ومؤسساتها ذات الصلة تعمل مع كل من الحكومة الأمريكية ومنظمة الصحة العالمية وصندوق الأممالمتحدة لرعاية الطفولة وصندوق الأممالمتحدة للسكان، على معالجة المشكلة المتعلقة بارتفاع معدل وفيات الأمهات أثناء الوضع ووفيات المواليد الجدد. علاوة على ذلك، وقعت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي والبنك الإسلامي للتنمية في مطلع مايو 2016 ، ترتيبات عملية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول مكافحة داء السرطان في الدول الأعضاء ، وقالت إن منظمة التعاون الإسلامي تظل ملتزمة بالقضاء على داء شلل الأطفال ، وتعمل على نحو وثيق بهذا الخصوص مع شركائها في الفريق الاستشاري الإسلامي المؤلف من ممثلين عن جامعة الأزهر والأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي والبنك الإسلامي للتنمية والوكالة الدولية للطاقة الذرية . وتعتبر جمعية الصحة العالمية أعلى جهاز لاتخاذ القرار في منظمة الصحة العالمية ، وتتألف من الدول الأعضاء ،وتعقد اجتماعها سنويا، وانعقدت هذه السنة تحت شعار: "تحول عالمنا: أجندة 2030 من أجل التنمية المستدامة". من ناحية أخرى تعكف الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي على إعداد دليل للصحة الإنجابية يكون في متناول العاملين في المجال في العالم الإسلامي، بما يساهم في تحقيق التقدم ، كما يهدف الدليل إلى ضبط المصطلحات والمفاهيم التي تستخدم في هذا المجال على المستوى الدولي، في ظل وجود مصطلحات مستعملة في قضايا تتصل بنواح شرعية وحقوقية وقانونية وثقافية، ووجود تباين في الرؤى ووجهات النظر. وتعمل الأمانة العامة على تنفيذ هذا المشروع الحيوي عبر لجنة استشارية مشتركة لشؤون الأسرة والمرأة والطفل وجه بتشكيلها الأمين العام للمنظمة، إياد أمين مدني، وتتكون من الإدارة العامة للشؤون الثقافية والاجتماعية وشؤون الأسرة وإدارة الشؤون القانونية في منظمة التعاون الإسلامي، ومجمع الفقه الإسلامي الدولي، واللجنة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو). واستضاف مقر الأمانة العامة للمنظمة في مدينة جدة اليوم الخميس، أعمال الدورة الثالثة للجنة الاستشارية المشتركة لشؤون الأسرة والمرأة والطفل، حيث بحث المشاركون موضوع الصحة الإنجابية، بهدف وضع الأطر العامة لهذا المفهوم وما يحتويه من دلالات ومصطلحات نابعة من المنظور الإسلامي. وجاء في مقدمة المصطلحات التي ناقشها المشاركون: تنظيم النسل، التنظيم العائلي، تحديد النسل، تباعد الولادة، وسائل منع الحمل المشروعة، التربية الجنسية، حرية اختيار الزوج، الإجهاض، الأمراض والصحة الجنسية وعلاقتها بالزواج، زواج القاصرات، وغيرها من المصطلحات التي يحتويها مفهوم الصحة الإنجابية. كما يسعى القائمون على هذا المشروع للخروج بموقف إسلامي موحد يساعد العاملين والدعاة وصناع القرار في الدول الأعضاء ومؤسسات المنظمة في مجال الصحة الإنجابية. ومن المرتقب في نهاية المشروع التوصل إلى موقف موحد حول مفهوم الصحة الإنجابية والمصطلحات والدلالات والمفردات، على أن يتم التوصية بتدوينها على شكل دليل يتم طبعه وتوزيعه على أجهزة ومؤسسات منظمة التعاون الإسلامي، وكذلك نشره على موقع المنظمة في شبكة الإنترنت. من جهتها، عبرت المديرة العامة للشؤون الثقافية والاجتماعية وشؤون الأسرة في منظمة التعاون الإسلامي، مهلة أحمد - في افتتاح أعمال الدورة الثالثة للجنة - عن ثقتها في أن اللجنة ستتمكن من الإسهام في تحديد ودراسة الدلالات والمفاهيم بشكل يساعد الدول الأعضاء ومؤسسات المنظمة على تذليل الصعاب التي تواجهها في المحافل الدولية المتعلقة بقضايا السكان والتنمية . وقالت إن اللجنة تكثف جهودها لتفكيك قضايا الصحة الإنجابية إلى العناصر المكونة لها من مفرداتها ومصطلحاتها ، لتحديد ما يقابلها من المصطلحات الشرعية المتفق عليها، وإعداد الدراسات والبحوث بالاعتماد على الإصدارات ذات الصلة بالصحة الإنجابية والإحصائيات العالمية والمصادر الإسلامية.