على استحياء خرج اختيار الملا هيبة الله أخندزادة، وريثًا للملا اختر منصور، زعيم حركة طالبان، الذي تم اغتياله، السبت الماضي، في ولاية بلوشستان الباكستانية، عبر غارة جوية أمريكية، الصدفة وحدها دفعت ب"هيبة" ل" أعلى نقطة في تنظيم طالبان الشهير". "هيبة الله" الذي يبدو أصغر من سنه الخمسيني، يعتبر أكبر قيادات الحركة سنًا، كان يشغل منصب نائب الملا منصور، قبل توليه لزعامة "طالبان" بداية من اليوم الأربعاء، بعد اجتماع أعلنت عنه الحركة في بيان صدر عنها، صباح اليوم، جاء فيه على لسان المتحدث باسمها ذبيح الله مجاهد، أن هيبة الله أخندزادة الذي شغل منصب كبير قضاة أفغانستان وكان أحد معاوني الملا منصور هو زعيم الحركة الجديد. وأضافت الحركة في بيانها أن سراج الدين حقاني، والملا يعقوب (25 عاما)- ابن زعيم "طالبان" الأسبق الملا عمر - عينا نائبين ل"آخندزاده". ولم يكن اسم "هيبة الله" من ضمن المقترحين لشغل المنصب، خاصة أن أغلب الترجيحات، عقب مقتل الملا منصور، دارت حول سراج الدين حقاني الذي عين نائبًا له، وعرفت الصحافة الأفغانية "حقاني"، منذ طرح اسمه ب"الأكثر خطورة على الحكومة الأفغانية وحلفائها الأمريكيين". ورصدت الدولة الأفغانية، في وقت سابق، مبلغ 5 ملايين دولار للقبض على "حقاني"، فيما ينظر مسئولون أفغان على نطاق واسع إلى حقاني على أنه أخطر أمير حرب في "طالبان إذ يتحمل المسئولية عن معظم الهجمات العنيفة بما فيها الهجوم الذي وقع في العاصمة الأفغانية كابول الشهر الماضي وأسفر عن مقتل 64 شخصًا. وذهب أغلب المراقبين للمشهد الأفغاني إلى أن "هيبة الله" تحمل مسئولية الحركة في وقت صعب، حيث يسعى الزعيم الجديد ل"طالبان" في البداية للحصول على شرعية كاملة، خاصة إن أعضاء من الحركة لم يوافقوا بعد على "هيبة الله". فيما تكون القضية الثانية المطروحة عليه هو التفاوض مع الحكومة الأفغانية. واتفق محللون أفغان على أن مقتل الملا منصور بدد كل فرص التفاوض، وفي هذا السايق قال الخبير الأمني الأفغاني أمير رانا، في تصريحات صحفية، إن "هيبة الله" من القيادات الداعمة لفكرة التفاوض لكنه لن يتمكن من الإقدام على هذه الخطوة إذا ما كان هناك تيار داخل الحركة موافق عليها. وقال الضابط الباكستاني المتقاعد طلعت مسعود الخبير في القضايا الأمنية، في تصريحات لوكالة فرانس برس، إن على الزعيم الجديد أن يكون قادرا أولا على التوفيق بين مختلف التيارات. وأضاف: باتت الحركة ترفض هذه الانقسامات التي عانت منها لدى تعيين الملا منصور. وتولى "هيبة الله"- الذي شغل والده منصب فقيه في قندهار جنوبيأفغانستان- مسئوليات في المحاكم الشرعية إبان فترة حكم طالبان في 1996. وبعد طرد الحركة من السلطة اتجه "هيبة الله" إلى جنوبباكستان، حيث تولى إمامة أحد المساجد. وشغل رجل "طالبان" الجديد منصب قاضي الشرع في الحركة، بحسب تصريحات متحدثها، الذي أوضح أن "هيبة الله" كان قد سافر إلى باكستان إبان الاحتلال السوفيتي، قبل أن يلحق بصفوف "طالبان" التي تم تدشينها في منتصف التسعينيات.