هي أم ومربية، تخطى عمرها ال60 عامًا بقليل، قضت منها 36 عامًا تخدم التعليم ورسالته حتي أنهكها المرض وصارعتها الشيخوخة، فخرجت علي المعاش، لتواجه الدنيا بابنتين وولد، بعد أن فارق زوجها الحياة، وهي الآن تصرخ مستغيثة خوفًا من انتحار الابنة الكبرى التي قاربت على الثلاثين من عمرها، بعد أن خذلتها وزارة "التعليم العالي" فتسلل الإحباط واليأس اإيها ومن ثم باتت الفتاة فريسة للأفكار المدمرة.. قصة من الواقع التقت "البوابة نيوز" بأطرافها واستمعت لهم عن قرب، ربما نكون سببًا في تفريج الكرب ونقل صوت أصحابها للمسئولين، إنها قصة الحاجة (س/م) مدير عام سابق بوزارة التربية والتعليم. "ارحموا عزيز قوم ذل" جملة ظلت تكررها المرأة المسنة التي جاءت من الزقازيق محافظة الشرقية، تهرول نحو مقرنا تلتقط أنفاسها بالكاد، تلك الأنفاس المتعبة بسبب ضيق شرايين القلب وتبعات أمراض السكر والضغط، وبدموع لم تجف بدأت الأم المربية حديثها: بنتي اتحطمت وأصبحت مهزومة نفسيًا، خايفة تضيع منى، بمشي بكلم نفسي، خايفه تجيلي أزمة القلب فجأة وأموت في الشارع، تايهة، أنا لو مت مين يرعي بناتي، بنتي الكبيرة لا اتجوزت ولا اشتغلت واتعقدت، والله اسودت الدنيا في عينيها. لم تتملك المرأة من دموعها وهي تقول: "عمري 63 سنة وخرجت على المعاش بدرجة مدير عام، خدمت بوزارة التعليم 36 سنة، وللأسف وزارتي لم تنصفني بتعيين بنتي في أي مدرسة حكومية تكفل لها حياة مستقرة من بعدي، بنتي 28 سنة حاصلة علي بكالوريوس آداب بتقدير جيد، معها دبلوم عام ودبلوم خاص ودبلوم تربوي ولها 7 سنين تبحث عن شغل والقطاع الخاص حطمها وقضى على طموحها وصاحب المال ما بيرحمش. وتابعت: في كل يوم والثاني تهددني بالانتحار والموت، لديها شعور قاتل بالظلم وأنها قضت عمرها في دراسة وتعليم لا يثمن من جوع. "بلدنا ماشية بالواسطة يا ماما" وعمري ضاع وقعدتي في البيت طولت والحمل زاد عليكي نفسي |أموت واريحك من حملي" – نص كلمات الابنة لأمها بشكل يومي، حتي أنها أقدمت علي الانتحار يومًا، لولا رعاية الله وتدخل أمها لانقاذها، كل ما تحلم به "سالي" هو حقها في الحصول علي وظيفة مدرس بإحدى المدارس الحكومية أو أمينة مكتبة لتستقيم حياتها وتهدأ نفسيًا. "معاشي 1300 جنيه أعيش بها أنا وبنتان وولد غير مصاريف أدوية ومصاريفهم فماذا أفعل، خايفة أرشي حد من هنا أو هناك لتعيينها وأموت علي معصية وربنا يحاسبني، أنا ست تربوية وأعرف تمام العالم أن الراشي والمرتشي في النار، ولكن نار حزني علي ابنتي وعلي عمري الذي أفنيته بعملي من دون جدوى أصبحت أشد من نار الآخرة ، حالتي الصحية تسوء، مش لاقية أي باب أخبط عليه، المعاش لن يكفي أولادي، خايفة اموت قبل ما اشغل البنت واطمئن على اختها وأخيها-حسب الأم. "فقط وظيفة لبنتي هو كل ما أترجاه وأطلبه من الدنيا بعد رحلة شقاء دامت لأكثر من 60 عامًا، لذا أتوسل بكم ولكل مسئول أن ينظر لسني ومرضي ويساعدني في إنقاذ ابنتي من الضياع "-هو نص ما طالبت به السيدة. ونحن بدورنا وعلى الفور أجرينا اتصالًا هاتفيًا بالمتحدث الإعلامي لوزارة التعليم العالي محمد حجازي، والذي طلب منا رقم صاحبة الشكوى لتحديد موعد لها بديوان الوزارة وبحث مطلبها ومساعدتها بكافة الإمكانات المتاحة.