أكد الدكتور محمد وسام، مدير الفتوى المكتوبة، وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن ليلة النصف من شعبان لها فضل كبير، مشيراً إلى أن الليلة خصت بأسماء كثيرة منها: ليلة البراءة، وليلة الإجابة، وليلة الحياة، وليلة المغفرة. وأضاف وسام، خلال برنامج فتاوى الناس المُذاع على قناة الناس، أن كثرة الأسماء تدل على شرف المسمَّى ورفعة قدره، وأن التابعين كانوا يغتسلون، وييتطيبون، ويلبسون أحسن ثيابهم، لاستقبال هذه الليلة، كما كان يفعل خالد بن معدان الذي أدرك سبعين صحابيًا، ونص عليه إسحاق بن راهويه أمير المؤمنين في الحديث، مشيرًا إلى أن هذه الاستعدادات تدل على تعظيم ما عظمه الله، وهذا في الحقيقة تعظيم لله تعالى. واستشهد وسام بالحديث الشريف: (إن الله يطلع ليلة النصف من شعبان فيغفر لكل خلقه إلا لمشرك أو مشاحن). وطالب الجميع بإزالة الخلافات، واغتنام هذه الفرصة في الرجوع إلى الله، وتصفية القلوب وإزالة الشحناء منها استقبالاً لهذه الليلة، وأن يحاول الإنسان الوصول إلى حالة من الصفاء يدعو فيها لمن ظلمه ويعفو عنه، مشيرًا إلى أن حقك لن يضيع بعفوك عن ظالمك بل سيعوضك الله تعالى عنه أضعافًا مضاعفة، وكفى بالله وكيلاً. ولفت وسام، إلى أن قوة الإيمان بالغيب تتطلب من الإنسان أن يعيش فيه ويحيا في نفحاته لا أن يكتفي بمجرد التصديق العقلي المجرد، فيترجم ذلك إلى سلوك وعمل وإجراءات، يقوم من خلالها برعاية أصحاب الحاجات والفقراء، مؤكدًا أن من يطلب رضا الله فعليه أن يطلبه عند الفقراء والمحتاجين، مستشهدًا بالحديث القدسي: (يقول الله تعالى لعبده يوم القيامة: يا ابن آدم مرضتُ ولم تَعُدْني، قال: يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: مرض عبدي فلان فلم تَعُدْه، أما علمتَ أنك لو عدته لوجدتني عنده). واستغرب وسام: من ادعاءات المتشددين في نفى فضل هذه الليلة المباركة، وأنها كلها دعاوى باطلة لا تمت إلى الشرع بصلة، ولم يقل بها أحد من السلف ولا الخلف، ولم ينكر أحد من علماء المسلمين المعتبرين فضل هذه الليلة، بل الأمة عبر القرون كانت تعظم هذه الليلة وتقومها، مستشهدًا على ذلك بما ذكره الفاكهي في "تاريخ مكة" في القرن الثالث الهجري من أن أهل مكة في قديم الدهر وحديثه كانوا يخرجون رجالا ونساء إلى المسجد الحرام لقيام هذه الليلة وقراءة القرآن فيها حتى يطلع الفجر. وأوضح ، أن الناس اعتادوا ليلة النصف من شعبان على أنواع مشروعة من العبادات، كلها مستحسنة مندوب إليها، ولا وجه لإنكارها، منها تلاوة سورة يسن 3 مرات: مرة بنية طول العمر والتوفيق للطاعة، ومرة بنية العافية والوقاية من البلايا والآفات، ومرة بنية غنى القلب والاستغناء عن الناس، مطالباً بالتعلق بالله واحترام خلق الله وإقرار منظومة الأخلاق التى افتقدناها في كثير من المظاهر من حولنا.