"إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها, فإن الله تعالي ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا فيقول: ألا من مستغفر فأغفر له, ألا مسترزق فأرزقه, ألا مبتلي فأعافيه ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر"، هكذا تحدث الرسول –صلى الله عليه وسلم- عن هذا اليوم. ليلة النصف من شعبان ينتظرها المسلمون من عام إلى عام، لما لها من فضل، فهو يوم ترفع فيه الأعمال، وذكرى تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة. سميت هذه الليلة بمسميات عدة منها: "ليلة البراءة، وليلة الدعاء، وليلة الإجابة، وليلة القسمة، وليلة الشفاعة، وليلة الغفران والعتق من النار، والليلة المباركة". فضل ليلة النصف من شعبان فى هذا الشهر المبارك اختص الله ليلة النصف من شعبان وجعلها "مباركة"علي الأمة، كما ورد في هذه الليلة أحاديث كثيرة منها ما هو صحيح ومنها ما هو حسن ومنها ما هو ضعيف، لكن العباد تمسكو بالضعيف وتركو الصحيح والحسن، فيقول معاذ بن جبل رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يطلع الله علي عباده ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشركٍ أو مشاحن". وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:"ان الله تعالي ينزل ليلة النصف من شعبان إلي سماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب"رواه أحمد والترمذي وابن ماجه، فالله عز وجل ينزل رحمتة على العباد كافة ويبعث نوره لأهل الذكر، ويزيد من لطفة على العباد، ويجيب دعواتهم،ويقبل معذرتهم؛ فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب، وخص شعر غنم كلب لأنه لم يكن في العرب أكثر غنمًا منهم. وعن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذة الليلة المباركة أنه صلي الركعتيين الأوليين من الظهر وإتجه في الركعتين الآخريين إلي المسجد الحرام، وهكذا نري أن لهذه الليلة المباركة وهي ليلة النصف من شهر شعبان منزلة كريمة. حكم صيام ليلة النصف من شعبان يجوز للمسلم الإكثار من الصيام كافة أيام السنة ويستحب له الصيام في شهر شعبان، وخاصةً لما رواه الشيخان من حديث عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت:"كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يصوم حتي نقول لايفطر ويفطر حتى نقول لايصوم". أما صيام يوم النصف فيجوز صيامه مع سائر أيام الشهر أو يصومه من إعتاد صيام يوم وفطر يوم أو صيام الإثنين والخميس،فيوافق ذلك يوم النصف من شعبان، أو صيامه على أنه من الأيام البيض، إلا أنه لا يشرع تخصيصه بصيام دون بقية أيام شعبان. وقال الشافعي رحمه الله : بلغنا أن الدعاء يستجاب في خمس ليال منها "ليلة الجمعة، والعيدين، وأول رجب ونصف شعبان". وكان حديث الصيام هنا لايصلح للاحتجاج بل هو صيام موضوع؛ ففيما معناه "إذا جاءت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلتها وصوموا يومها". ويجب على العبد أن يتحلى بالطاعات التي تؤهله لمغفرة الرحمن، والإبتعاد عن المعاصي وإرتكاب الذنوب المتمثلة فى الشرك بالله فهو مانع كل خير والحقد والشحناء على المسلمين التي تحجب عنه المغفرة؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس فيغفر الله لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً، إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول: أنظروا هذين حتى يصطلحا" رواه مسلم. الدعاء فى تلك الليلة والإحتفال بها: لم يثبت في هذه الليلة صلاة معينة، أو دعاء معين أى شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من أصحابه، وأول ظهور لذلك كان من بعض التابعين. قال ابن رجب في لطائف المعارف: "وليلة النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام كخالد بن معدان، ومكحول، ولقمان بن عامر وغيرهم، يعظمونها ويجتهدون فيها في العبادة، وعنهم أخذ الناس فضلها وتعظيمها". وقال ابن تيمية رحمه الله: "وأما ليلة النصف من شعبان ففيها فضل، وكان في السلف من يصلي فيها، لكن الاجتماع فيها لإحيائها في المساجد بدعة". �