سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
انتهاء "معركة" المجتمع المدني والسياسي في المرحلة الأولى للانتخابات البلدية اللبنانية.. النتائج كانت "صادمة" والمواطنون "قاب قوسين" من التمرد.. "النهار": كانت "تجربة مُثلى" و"استفتاء شعبي"
بعد انتهاء الاستحقاق الأول منذ 6 سنوات، انتهت المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية اللبنانية، والتي تمت وسط إجراءات أمنية مشددة، وشملت 4 مراحل، واعتبرت "معركة" للمجتمع المدني في بيروت لمواجهته للمرة الأولى لائحة الطبقة السياسية التي دائمًا ما وجه إليها الاتهام "الفساد وعرقلة الحياة الدستورية"، بعد التمديد لمرتين للبرلمان بسبب الانقسامات الحادة التي يشهدها لبنان في وقت لم يتم فيه انتخاب رئيس للجمهورية على الرغم من بقاء منصبه شاغرًا لمدة سنتين بسبب الأزمة السياسية. الانتخابات والتي تجرى كل 6 سنوات في لبنان عرفت بسطوة النفوذ الحزبي وزعماء الطوائف في المدن الكبيرة بينما يتداخل النفوذ ذاته مع الصراعات العائلية في القرى والبلدات الصغيرة، وضمت المرحلة الأولى لائحتين كاملتين تنافستا على 24 مقعدًا في المجلس البلدي، وشهدت، وللمرة الأولى، مواجهة للائحة "بيروت مديتني" كممثل للمجتمع المدني بعيدًا عن أى دعم سياسي لأي جهة أمام لائحة "البيارتة" المدعومة بشكل رئيسي من تيار المستقبل أبرز أضلع فريق "8 آذار" المدعوم من إيران والنظام السوري في غياب لحزب الله الذي لم يرشح أى ممثلين رسميين عنه خوفًا من الفتنة السنية الشيعية، فاعتبر أن 73 ألف ناخب ذهبت أصواتهم هباءً منثورًا، اللهم إلا أصوات غير المنحازين منهم، والذين منحوا شربل نحاس أصواتهم. نحاس وزير الاتصالات السابق هو أبرز المرشحين للائحة الثالثة غير المكتملة "مواطنون ومواطنات في دولة" والتي ضمت 4 مرشحين للمواجهة في الانتخابات. جاءت نتائج المرحلة الأولى بأرقام بدت للبعض "صادمة" نوعًا ما حيث كان الفارق في الأصوات 7000 صوت بين آخر رابحي "البيارتة" وأول خاسري "بيروت مدينتي" على الرغم من تحالف الأحزاب التقليدية ضد فريق يخوض الانتخابات للمرة الأولى. لائحة "البيارتة" حصلت على 47 ألف صوت بينما حصلت "بيروت مدينتي" على 32 ألف صوت بمشاركة لم تتعد 20% الفارق الذي اعتبره البعض مدويا مقارنة بانتخابات 2010 حيث كانت نسبة الاقتراع حينها 21 % وفوز لائحة "وحدة بيروت" المدعومة من "تيار المستقبل" وحلفائه وبلغ الفارق في الأصوات بين أول الرابحين وآخر الخاسرين 45 ألف صوت. التغيير فى الأرقام عقب حملة انتخابية خاضتها "بيروت مدينتي" خلال 8 أشهر فقط مقارنة بسلطة وسطوة متأصلة النفوذ في العمل الانتخابي أمر يثبت أن اللبنانيين باتوا "قاب قوسين" من التمرد على الطبقة السياسية التي قيدتهم لعقود. وعلى النقيض اعتبرت أوساط أخرى أن نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية لم تحمل أى مفاجآت بفوز لائحة "البيارتة" المدعومة من سعد الحريري رئيس الحكومة السابق وتحالف الأحزاب التقليدية بجميع المقاعد في بيروت أمام لائحة "بيروت مدينتي" المدعومة من المجتمع المدني في حين تمكن "حزب الله" وحلفاؤه الفوز في الانتخابات التي جرت في معاقله في البقاع اللبناني. أرجأ البعض فشل المجتمع المدني في تحقيق اى اختراق في انتخابات العاصمة إلى تدني نسبة الإقبال على التصويت وتكتل الأحزاب التقليدية الكبري التي تخطت انقساماتها السياسية وتحالفت ضد مرشحين مستقلين ناقمين على أدائها في السلطة. وصفت صحيفة النهار اللبنانية انتخابات بيروت بأنها كانت "تجربة مثلى"، ولم تكن المدخل في لبنان بل كانت نتيجة، فلم تكن من باب التنافس السياسي بين أحزاب تقليدية، ولكن الأحزاب اجتمعت على دعم لائحة موحدة مواجهة لائحة منافسة يدعمها المجتمع المدني فكانت أيضًا بمثابة "استفتاء شعبي".