· إعلاميون: ميثاق الشرف الإعلامي هدفه تكميم الأفواه · جيهان منصور: الميثاق “,”إخواني“,” وليس “,”إعلامي“,” · صلاح عيسى: من سيطبق هذا الميثاق الإعلامي؟ · الدكتور محمد بسيوني: يجب أن يضعه الإعلاميون ويلتزمون به دون وصاية أحد · الدكتورة ثريا بدوي: لا توجد أي ضمانات لتطبيق هذا الميثاق على الإعلاميين · الدكتور رامي عطا: يكشف عن رغبة الجماعة في الهيمنة على الساحة الإعلامية فشل اجتماع صلاح عبدالمقصود وزير الإعلام، الذي دعا إليه اليوم في وضع ميثاق شرف إعلامي في غياب الصحفيين والكتاب المعروفين، خصوصًا في ظل تأكيد عدد من المشاركين على صعوبة وضع ميثاق شرف من السلطة التنفيذية لإجبار الإعلاميين والصحفيين على العمل به، مع الوضع في الاعتبار أن منصب وزير الإعلام أصبح غير شرعي، بعد أن نصَّ الدستور الجديد على تشكيل مجلس وطني للإعلام، وتم تأجيل البت في هذا الأمر إلى الأسبوع المقبل بعد دعوة الصحفيين لحضور اللقاء وتشكيل لجنة مصغرة لوضع ضوابط عامة حول معايير العمل الإعلامي. الغريب في الأمر هو دعوة وزير الإعلام في هذا التوقيت لوضع ميثاق شرف إعلامي، حيث يأتي هذا الاجتماع بعد أيام من دعوة الدكتور محمد مرسي لوضع هذا الميثاق خلال حواره مع عمرو الليثي، وقيام محمد سعد الكتاتني رئيس حزب الحرية والعدالة، بتجديد الدعوة لوضع هذا الميثاق. الإخوان “,”يهددون“,” “,” “,” أكد الدكتور محمد بسيوني أستاذ الإعلام، أن هناك حاجة لتفعيل ميثاق الشرف الصحفي، وتأسيس نقابة للإعلاميين العاملين في التلفزيون والإذاعة من أجل وضع ميثاق شرف إعلامي يضعه الإعلاميون ويلتزمون به، دون وصاية من أحد، ودون المزج بين الإعلاميين والصحفيين. وأوضح د. بسيوني أنه انتقد - اليوم في لقاء وزير الإعلام مع أساتذة الإعلام لوضع تصور بخصوص ميثاق الشرف الصحفي- غياب الصحفيين عن اللقاء، مؤكدًا أن اختيار التوقيت خاطئ في ظل انشغال الجماعة الصحفية بانتخابات النقابة، وعدم وجود حاجة ملحة لوضع ميثاق شرف صحفي من جديد، في ظل وجود ميثاق تعمل النقابة على إلزام أعضائها به، ومن ثم لا حاجة لوضع ميثاق جديد تشعر معه الجماعة الصحفية بأنه مفروض من السلطة التنفيذية، فالإعلام لا يقبل إملاءً من هنا أو هناك. وشدد د. بسيوني على أنه لا يمكن تشكيل لجنة لوضع قيود على الإعلاميين أو للسيطرة عليهم، وإنما هناك حاجة لوضع ضوابط عامة يشارك في وضعها خبراء الإعلام والصحفيون والإذاعيون والمذيعون والعاملون في الصحافة الالكترونية، بحيث يتم الاتفاق على آلية واضحة ومحددة تنظم العمل الإعلامي، لما فيه من تعزيز الشفافية والحياد، وعدم سيطرة رأس المال على العمل الإعلامي. وأبدى د. بسيوني دهشته من بحث وزير الإعلام عن آلية لتعزيز ميثاق شرف إعلامي في الوقت الذي لم يتم فيه تشكيل مجلس للإعلام، بديلًا لمنصب الوزير الذي أصبح غير موجود في ظل الدستور الجديد، ولم تعد هناك شرعية لمنصب وزير الإعلام، وآن الآوان لوقف تدخل السلطة التنفيذية في العمل الإعلامي، وعلى الإعلاميين وحدهم وضع المعايير المنظمة لعملهم وتأسيس نقابة للإعلاميين أسوة بالصحفيين. وأكد د. بسيوني أنه سيتم عقد اجتماع آخر الأسبوع المقبل وفي وجود صحفيين وكتاب ومجموعة مختلفة من التيارات الفكرية من أجل وضع ملامح عامة لضوابط ومعايير الشرف الإعلامي. خطوة غير مجدية “,” “,” قالت الدكتورة ثريا بدوي، أستاذ الاتصال الدولي بإعلام القاهرة: إن محاولة وزير الإعلام وضع ميثاق شرف إعلامي خطوة غير موفقة، لأن هذا الميثاق غير ملزم وغير إجباري، ومن ثم لا توجد أي ضمانات لتطبيق هذا الميثاق علي الإعلاميين، وبالتالي ستظل المشكلة مستمرة . وأوضحت “,”بدوي“,” ل“,”البوابة نيوز“,” أن وسائل الإعلام موجهة حسب التبعية، فعلى سبيل المثال الصحف القومية وقنوات التلفزيون الرسمي تتبنى وجهات نظر النظام وتدافع عنه، بينما تخضع القنوات والصحف الخاصة إلى تبني وجهات نظر المالك ومصالحه الشخصية والاقتصادية، وبالتالي تظل أزمة الحياد الإعلامي غائبة، إلى جانب عدم تدريب الإعلاميين بشكل جيد على مهارات الاتصال الفعال لمخاطبة المشاهدين بشكل سليم . وانتقدت “,”بدوي“,” غياب المعايير الأخلاقية لدى قطاع كبير من الإعلاميين، وعدم صقلهم بالمهارات المطلوبة، والتأكيد على أن محاولات إجبارهم على اتباع أفكار معينة وقيم محددة دون الاقتناع بها خطوة فاشلة، وبالتالي ما لم يحترم الإعلاميون هذه القيم ويهتمون بها لن يجدي إصدار أي مواثيق شرف، لأنها لن تجد من ينصت لها أو يمنحها الاهتمام اللازم . وحول شرعية وزير الإعلام بعد أن نصَّ الدستور على تشكيل مجلس وطني للإعلام، قالت “,”بدوى“,”: وزير الإعلام باق لفترة مؤقتة مع الحكومة الحالية حتى الانتهاء من انتخاب مجلس النواب، والمجلس الوطني للإعلام سيقوم بنفس دور وزير الإعلام الحالي، والأمر كله لا يزيد على مجرد مسميات مختلفة لأن المضمون واحد. هيمنة الإخوان “,” “,” قال الدكتور رامي عطا، مدرس الصحافة بأكاديمية الشروق، إن الإسراع في التوصل إلى ميثاق شرف إعلامي يتبناه وزير الإعلام الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، يكشف عن رغبة الجماعة في الهيمنة على الساحة الإعلامية، ومعاقبة القنوات المخالفة والمنتقدة لسياساتها تحت مزاعم وضع ضوابط للإعلام، ولكن الممارسة العملية تكشف عن تصيد الجماعة لكل ما هو مخالف لها، وستكون لهذا الأمر توابع خطيرة، خصوصًا أن المجتمع الإعلامي يجد راحته في الحرية، وليس فرض القيود أو وضع معايير غير محايدة ولا تطبق على الجميع بشفافية. وطالب د. عطا بإلغاء منصب وزير الإعلام، مؤكدًا أن الدستور الجديد نصَّ على تشكيل مجلس وطني للإعلام له مهام محددة، وبالتالي انتهى عصر تدخل السلطة التنفيذية في العمل الإعلامي. وأوضح د.عطا ل“,”البوابة نيوز“,” أن محاولة وزير الإعلام التوصل إلى ميثاق شرف إعلامي في غياب الصحفيين أمر غير مقبول، خصوصًا أن هناك نقابات مهنية لها تاريخها وصقلها في المجتمع، وكان يجب التعاون معها والاستفادة منها مثل نقابة الصحفيين العريقة والتي لديها ميثاق شرف صحفي تعمل على نشره ومتابعة تنفيذه، كما أن المجتمع بحاجة إلى جهد مدني للتوصل إلى مواثيق شرف يتم تفعيلها، وأنه ليس من الوارد في الفترة الراهنة أن يتم التوصل إلى هذا الميثاق من خلال الدولة. وشدد د. عطا على أن هناك قنوات دينية، وأخرى خاصة تنتهك أخلاقيات العمل الإعلامي، ولا تتم مساءلتها، فهناك قنوات دينية تعمل على الإساءة إلى الأديان، ويتمتع من يقوم بذلك بالحرية الكاملة ولا تتم مساءلته مثل الشيخ أبوإسلام، ومع ذلك لا توجد أي خطوات من النائب العام أو الجهات المعنية بمتابعة القنوات التي يتم بثها على النايل سات، ومن ثم هناك أزمة حقيقية تواجه العمل الإعلامي، ومن دون تحديد معايير واضحة وملزمة لأخلاقيات وضوابط العمل الإعلامي، لا فائدة من أي ميثاق شرف. مشروع أم غير مشروع “,” “,” قالت الإعلامية جيهان منصور، إنهم قبل إجراء أي اجتماعات لابد من إخطار المجلس الوطني للصحافة والإعلام. ونفت “,”منصور“,” علمها بمدى دستورية وزارة الإعلام من عدمه، وما إذا كان وزير الإعلام مشروعًا أم غير مشروع، مضيفة أنه على الرغم من وجود أساتذة أكاديميين لهم كل الاحترام والتقدير حضروا الاجتماع إلا أنه كان يجب تمثيل نقابة الصحفيين ورؤساء الصحف والقنوات المستقلة. واعتبرت الإعلامية، أن عدم تمثيل هذه الجهات هو محاولة لما أسمته وضع “,”ميثاق شرف إخواني“,” وليس إعلاميًا على حد وصفها. وأضافت: نحن نحتاج لميثاق شرف لحقوق الإنسان وحريته، وأيضا لوسائل الإعلام الدينية التي تخرج علينا يوميًا بفتاوي لا حصر لها. من جانبه، تساءل الكاتب الصحفي صلاح عيسى: على أي أساس يحضر وزير الإعلام لميثاق شرف إعلامي؟ ومَن سيطبقه؟ ولماذا تم وضعه هل الانتخابات القادمة ؟، موضحًا أن مواثيق الشرف هي مهمة النقابات فقط، لأنها هي المعنية بهذا الشأن وهي التي تقوم بمحاسبة أعضائها عن مخالفة الميثاق، مشيرًا إلى أن مواثيق الشرف متعددة، فقد تكون على الانتخابات أو أدبية تطبق دون عقوبة، وهناك مواثيق تأديبية توقع بحق قناة أو صحيفة أو إعلامي. وأشار “,”عيسى“,” إلى أن من حضروا اليوم الاجتماع التحضيري مع وزير الإعلام هم أساتذة إعلاميون وليسوا ممثلين عن نقابات وضع ميثاق شرف إعلامي، دون وجود نقابة لكل جهة إعلامية. وحول مدى دستورية وزارة الإعلام ومدى أحقيتها في وضع الميثاق، قال “,”عيسى“,” إن هذه الجهة تظل في إدارة الأمور وقرار المجلس الأعلى للصحافة يظل ساريًا لحين تعديله وتشكيل المجلس.