قال القاصد الراسمالي للفاتيكان "سفير الفاتيكان" المونسنيور برونو موزارو، أنه شرف كبير أن يشارك في احتفال " يوم المحبة الاخوية " بين الكنيسة القبطية والكنيسة الكاثوليكية، للاحتفال بالعيد الثالث للقاء البابا فرانسيس والبابا تواضروس الثانى، الذي كان في العاشر من مايو 2013 سنة في الفاتيكان. وأضاف خلال كلمته في الاحتفال المنعقدة فعالياته بكنيسة التجلي في دير الانبا بيشوي بوادي الريان، أتذكر هذا اللقاء والاحتفال به كيوم للمحبة الأخوية بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية هو بالتأكيد أمر رائع ومبشر. ووجه التحية للحضور وخص البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك كرسي مرقس الرسول، والذي يتم الاجتماع هنا تحت رعايته، وغبطة الأنبا إبراهيم اسحق بطريرك الأقباط الكاثوليك، وقال: أحيى أيضا أصحاب النيافة والسيادة المطارنة والأساقفة، الآباء الكهنة، الرهبان والراهبات وكل الضيوف. وعلق: لا أستطيع أن انسى لقائنا العام السابق في مركز الجيزويت الثقافي بالإسكندرية في السابع من يونيو، وفى هذا المناسبة حملت رسالة إلى البابا تواضروس حيث يقول البابا فرنسيس:" اليوم أكثر من أي وقت مضى مسكونية الدم توحدنا، وتشجعنا على التقدم أكثر في طريق السلام والصلح... حتى وان كانت وحدتنا غير كاملة، فما يجمعنا هو أكبر بكثير مما يفرقنا، أمل أن نستمر في مسيرتنا نحو الوحدة الكاملة، وان ننمو في الحب المتبادل والفهم المشترك ". وقال: إنه في 22 أبريل الماضى، وأثناء لقائي بالاب الاقدس فرانسيس طلب منى أن نحمل تحيته الاخوية لجميع الحاضرين في هذا الاحتفال، وحدثنا بحماس عن لقائه بالبابا تواضروس والصداقة القائمه بينهم، بالحديث مع البابا فرنسيس تفهموا سريعا سره: بالنسبه له مسكونية الصداقة والأخوة هي أساس كل شيء: ليس فقط بالحديث عن بعضنا البعض، ولكن أيضا باللقاء الشخصي والمضي قدما، وحينها فإن الرب برحمته غير المحدودة يمكنه أن يهتم هذه النوايا بالدم، فيما يسميه البابا بمسكونيه الدم. وقال سفير الفاتيكان جميعنا هنا في رحلة، رحلة على طريق الصلاة والصداقة ولقاء بيننا ومع الله، أثناء زيارتى لدير القديس مكاريوس الشهير اهدانى الدير كتابا للأب متى المسكين بعنوان " الوحدة المسيحية "، فيقول المؤلف بقناعة شديده: " الوحدة بدون وجود الله ليست الا فكرة، مسألة نظرية أو شهوة مبهمة؛ ولكن في حضرة الله تصبح حقيقة منظورة مثل نبع معطر للحياة "، من هذه الكلمات ندرك أن كل مجهودتنا للوحدة يجب أن ترتكز على وجود الله، أن منطقنا البشرى يقودنا للتركيز على الخلافات ومحاولة إزالتها، ولكن منطق الله ياخذ مسارا آخر ليزيل جدار الانقسام. لهذا السبب فإن البابا فرنسيس لا يضع فقط في المقام الأول الحوار اللاهوتى ولكن أيضا اللقاءات الأخوية، التي تتغذى بالمحبة، والاخويه والصداقة، لأن " الحقيقة هي لقاء، لقاء بين ألاشخاص.. الحقيقة لا تصنع في المعامل ولكنها تولد في الحياة أثناء محاولات البحث عن يسوع ". وأشار إلى إنه في سنة يوبيل الرحمة يجب أن نتذكر أنه لا طريق إلى الوحدة من دون ثقتنا غير المشروطة في رحمة الله، ورحمه الله تجدد إخوتنا. كما قال البابا فرانسيس:" كل المسيحيين مدعوين للشهادة لرحمة الله وخاصة نحو الفقراء والمتالمين "، وهنا يمكننا أن نتعاون بشكل عملى: أن نصلى معا، أن نعمل معا، أن نقصد السلام، أن نحمى الإبداع، أن تساعد الفقراء، أن نحمى الحقوق الدينية والزواج والأسره، ولكن الوحدة ليست ثمرة مجهوداتنا المشتركة، الوحدة في الاصل هي هبة من الله والتي من أجلها يجب أن نصلى بلا انقطاع، وهكذا إذن أساس العمل المسكونى الروحي، يجب أن نصلى.. نصلى لكيما يمنحنا الله الوحدة.. الوحدة التي تأتى من يسوع المسيح. فهو من يرسل الروح القدس لتحقيقها. وطالب الأصدقاء بقوله "الأعزاء يجب الا ننسى أن 80% من المضطهدين دينيا في العالم هم مسيحيون اليوم، يوجد اضطهادات أكثر مما وجد في القرون الأولى للمسيحية، إنها حقيقة يجب أن تؤدى لتضامن أكبر بين كل الكنائس، لأن الشهداء لا يتعرضون للاضطهاد لانهم كاثوليك، ارمن، ارثوذكس، انجيليين، بروتستانت أو لوثريين.. لكن لأنهم فقط مسيحيون. دمائهم لا تفرق إنما توحد. الشهداء يعيشون الوحدة الكاملة بالفعل في السماء، الوحدة التي نحن مدعوون أن نسعى إليها هنا على الارض، وهم سيساعدونا في طريق الوحدة، " أن مسكونية الشهداء هي دعوة لنا هنا والان أن نسير ونمضى قدما على طريق الوحدة الكاملة أكثر وأكثر " ونحن نطلب شفاعة الشهداء القدامى والمعاصرون وخاصة الشهداء المصريين. اود أن أختم كلمتى بعبارة يرددها كثيرا الأب الاقدس فرانسيس على مسامع إخوته قادة الكنائس الأخرى: " نحن إخوة وأخوات في المسيح.. ما يوحدنا هو أكبر بكثير مما يفرقنا ".