سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وزير الشئون الخارجية في اليمن يكشف علاقة الإخوان ب"القاعدة".. "عيد": يشتركون في عدائهم للحوثيين وإيمانهم بالعنف.. خبير أمني: تنازعهم على الزعامة سبب انشقاقهم.."فؤاد": تحالف الضعفاء
تحدث وزير الدولة للشئون الخارجية في اليمن، الدكتور أنور محمد قرقاش، في تغريدة له عبر موقع تويتر، اليوم، عن وجود علاقة تعاون ملموس بين القاعدة والإخوان المسلمين قائلًا: "وجدنا في المكلا أدلة حقيقية وملموسة عديدة للتعاون والتنسيق بين الإخوان المسلمين والقاعدة، وقناعتنا واضحة بشأن تحالف الإنتهازية والإرهاب"، وذلك عقب معركة قوات التحالف العربي والقوات اليمنية وتحريرها للمكلا من تنظيم القاعدة. العلاقة بين جماعة الإخوان الإرهابية وتنظيم القاعدة لها جذور ممتدة منذ نشأة القاعدة على يد أسامة بن لادن، فقد شكلت كتابات وأفكار سيد قطب، أحد أشهر المنظرين لجماعة الإخوان الإرهابية، المنبع الرئيسي لأفكار وأيدلوچيات تنظيم القاعدة، كان قطب يرى أن العالم الإسلامي "لم يعد إسلاميًا وعاد إلى الجاهلية" بسبب عدم تطبيق الشريعة فيه، ولكي يعود الإسلام فالمسلمون بحاجة لإقامة "دولة إسلامية حقيقية" مع تطبيق الشريعة الإسلامية، وتخليص العالم الإسلامي من أي تأثيرات لغير المسلمين، مثل مفاهيم الاشتراكية أو القومية. واعتبر أن أعداء الإسلام يتضمنون "المستشرقين الغادرين"، واليهود "الذين يحيكون المؤامرات للإسلام". وفي كلمات لمحمد جمال خليفة، الصديق المقرب من أسامة بن لادن وزوج شقيقته، قال: "نحن نقرأ لسيد قطب، وهو الأكثر تأثيرًا على جيلنا". وكان لقطب تأثير أكبر على أسامة بن لادن، وخليفته أيمن الظواهري. حيث كان محفوظ عزام، خال الظواهري، تلميذًا لقطب ومحاميه ومنفذ وصيته، ومن آخر من رأوه قبل إعدامه في 1966. وسمع الظواهري وهو شاب مرارًا وتكرارًا من خاله محفوظ عن نقاء شخصية قطب والعذاب الذي قاساه في السجن. وقد أعلن الظواهري عن تقديره لقطب في كتابه "فرسان تحت راية النبي". كانت أحد أقوى تأثيرات قطب، فكرة أن اعتبار العديد من المسلمين في عداد المرتدين، الأمر الذي لا يعطي فقط للجهاديين "ثغرة شرعية لقتل مسلمين آخرين"، لكنه جعله "أمرًا واجب التنفيذ شرعًا". وتتضمن قائمة المرتدين، كما يراهم قطب، قادة الدول الإسلامية لأنهم عدلوا عن الشريعة في نظره. وفى عام 2006، قام الممثل الإعلامي لتنظيم القاعدة بإرسال خطاب لجماعة الإخوان يشكرها بشكل عام، ويشكر صلاح شادي مسئول قسم الوحدات بالجماعة بشكل خاص، ويشير إلى أن الجماعة قامت بمساعدة تنظيم القاعدة في الأعمال القتالية. ونُشر الخطاب عن طريق الخطأ على موقع إخوان أون لاين، ولم ينتبه أعضاء الجماعة لهذا الخطأ، وكان هذا سبب معرفة الناس أن الجماعة بها قسم وحدات. وترصد "البوابة نيوز" في السطور القادمة آراء المحللين في علاقة الإخوان بالقاعدة.. قال اللواء علاء عز الدين، الخبير الأمني والمدير الأسبق مركز المخابرات الإستراتيجية بالقوات المسلحة، إن تصريح قرقاش عن وجود أدلة ملموسة تؤكد التعاون بين القاعدة والإخوان يعتبر أمرًا طبيعيًا ومتوقعًا، خاصة وأن جماعة الإخوان "الإجرامية"، كما وصفها، هي الأساس الذي تكونت منه معظم التنظيمات المتطرفة في العالم العربي. وأضاف في تصريح خاص ل "البوابة نيوز"، اليوم السبت، أن التعاون بين القاعدة والإخوان يهدف إلى تبادل المعلومات والتنسيق المشترك لإجراء عمليات إرهابية، مؤكدًا: "ما يجمعهما هو وحدة العدو، وهو الأنظمة الحاكمة، التي يعتبرانها كافرة ولابد من إسقاطها لتطبيق الشريعة وإقامة الخلافة الإسلامية". وأوضح أن التنظيمات المتطرفة يجمعها نفس الفكر والأيدلوجية، وأن كل جماعة متطرفة تخرج من تحت عباءتها تنظيمات أكثر تطرفًا، مشيرًا إلى أن تعدد التنظيمات الإرهابية يأتي في المقام الأول بسبب ظهور أشخاص لديهم طموح للزعامة يدفعهم لتكوين تنظيم جديد بديلًا عن التنظيم الأم. فيما قالت الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن تصريح قرقاش يأتي ليؤكد العلاقة الوثيقة بين التنظيمين، مؤكدة أن القاعدة بُنيت وأُنشئت على عناصر إخوانية. وأوضحت في تصريح خاص ل"البوابة نيوز": "القاعدة خرجت من رحم الإخوان، حيث كانت بدايتها في أواخر السبعينيات من العناصر الإخوانية التي تم ضخها في أفغانستان للجهاد ضد السوفيت، بمباركة وإشراف الولاياتالمتحدةالأمريكية. وبالتالي تمتلك نفس العباءة الفكرية والعقدية والأيديولوجية، وهدفهما واحد وهو إسقاط كل أنظمة الحكم التي تعتبر كافرة من وجهة نظرهم لإقامة دولة الخلافة الإسلامية". ومن جانبه قال سامح عيد، المنشق عن جماعة الإخوان، إن وجود تعاون وتنسيق بين القاعدة وجماعة الإخوان الإرهابية في اليمن، يأتي نتيجة التقارب الأيدلوچي والتعاون العسكري بينهم. وأضاف في تصريح خاص ل "البوابة نيوز": "القاعدة والإخوان تنظيمين مختلفين على مستوى الإدارة والقيادة، يجمعهم عداؤهم للحوثيين المنتمين للشيعة الإثنى عشرية، والنظام اليمني الحاكم حاليًا بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي". وأوضح عيد أن جماعة الإخوان في اليمن أقرب للجماعات الجهادية المسلحة منها إلى تنظيم الإخوان في مصر، بالرغم من تبنيهم نفس الأفكار والأيدلوجيات، مشيرًا إلى أن قوة وتماسك الدولة المصرية كانت تمنع جنوح الإخوان للعنف والعمل المسلح، وتحويل أفكارهم النظرية إلى تطبيق عملي، بعكس الطبيعة اليمنية المليئة بالتنظيمات المسلحة والتدريب على استخدام السلاح منذ سن صغيرة. بينما أكد اللواء نبيل فؤاد، نائب وزير الدفاع الأسبق، إن وجود تعاون وتنسيق بين القاعدة وجماعة الإخوان في اليمن، بحسب تصريح قرقاش، لن يقدم أي فائدة سواء للإخوان أو للقاعدة، واصفًا تعاونهما ب"تعاون الضعفاء". وتابع في تصريح خاص ل "البوابة نيوز": "القاعدة الآن في أضعف حالاتها بعد موت بن لادن وفقدان معظم كوادرها المدربة، التي أصبحت تعمل لصالح جبهة النصرة في سوريا وتنظيم داعش المنشق عن القاعدة، كما أنها لم تستطع الإستيلاء على مساحات شاسعة من الأرض مثلما يفعل داعش، والإخوان أيضًا ليسوا أفضل حالًا من القاعدة بعد أن تعرضوا لضربة قوية بعد أحداث الثلاثين من يونيو 2013". مرجحًا أن يكون التعاون بينهما في تبادل المعلومات.