سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"أردوغان" المستبد يطيح ب"أوغلو" من رئاسة الوزراء.. وزلزال سياسي بانتظار تركيا بعد الإطاحة بالوزير القوي.. وصحف عالمية: بلاد العثمانيين تتجه نحو مزيد من الاستبداد.. وتحذيرات من وقوع انقلاب جديد
أصبح الوضع في تركيا مقلقًا، بعد أن أطاح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، برئيس الوزراء، أحمد داوود أوغلو، ليشتد الصراع السياسي داخل بلاد العثمانيين. أوغلو، الذي يعتبر أحد شركاء أردوغان الأقوياء، تقدم باستقالته بعد تدخل أردوغان بعمله، حسبما ذكرت وسائل إعلام تركية، في الوقت الذي تتباين فيه الآراء بين الزعيمين حول عدة قضايا كان السبب الرئيسي لاستقالة أوغلو. وأبرزت التقارير أن أردوغان يريد تحويل تركيا إلى نظام رئاسي يزيد من صلاحيات الرئيس، وكذلك طريقة التعامل مع ملف الأكراد وبالأخص "النواب الموالين للأكراد"، بعد إصدار البرلمان التركي قرارًا يفيد برفع الحصانة عن النواب، كي يتم محاكمة أي نائب يساند الأكراد. وقد اهتمت عدة صحف عالمية، أمريكية منها وبريطانية، بهذا القرار المفاجئ، ووصفته بأنه يدخل تركيا إلى نفق الاستبداد. وقالت صحيفة الجارديان البريطانية: إن هذا القرار يثير المخاوف على مستقبل تركيا على المستوى السياسي، خاصة في ظل رغبة أردوغان القوية للسيطرة على كل المفاصل الحيوية في الدولة التركية. وأضافت الصحيفة البريطانية أن الاستقالة التي جاءت وسط تردي العلاقات بين الزعيمين، التي مهدت الطريق لأردوغان لتعيين خليفة لأوغلو، الذي وصفته بأنه كان من أكثر الموالين لأردوغان. وفي نفس السياق، أبرزت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية هذا القرار، مبينة أن مطمع أردوغان في الانفراد بالحكم أصبح جليًا للجميع، وأنه يريد اكتساب مزيد من القوة. وأضافت الصحيفة الأمريكية، أن أردوغان يريد تحقيق المزيد من السلطة، وتطهير تركيا من الأعداء، مثل الصحفيين وغيرهم، إلى أن وصل به الأمر إلى الإطاحة برئيس وزرائه. وأوضحت أن العلاقة بين أردوغان وأوغلو اهتزت بشكل واضح، مما ترتب عليه هذا القرار. وأكدت أن استقالة داود أوغلو كشفت عن خلاف بين الرجلين، وتحركات السيد أردوغان لتوسيع سلطته، وطموحه في الانفراد بالحكم في أقرب وقت. كما علقت صحيفة "بيزنس إنسايدر" الأمريكية، على هذا القرار، قائلة "حليف الناتو القوى يقترب أكثر فأكثر من الانفراد بالحكم". وقد علق العديد من المحللين على هذا القرار، قائلين إن أردوغان كان يخطط لهذا القرار منذ فترة ليست بالبعيدة، وكان ينتظر نشوب أي مشكلة بينه وبين أوغلو للإطاحة به، وهذا ما أكده ستيفن كوك، وهو محلل بارز في دراسات الشرق الأوسط، أن أردوغان كان يبحث عن أي وسيلة ليضع أوغلو جانبًا. وأضاف "كوك" أن هذا القرار بجانب رغبة أردوغان في تغيير مواد بالدستور، يعطي الطابع الرسمي لسياسته للسيطرة على تركيا، وكانت أول خطوة هي الإطاحة بأوغلو. وأوضح قائلاً: "أنا لا أذكر وجود حادثة مثل هذه من قبل، ورغم ذلك، يجب أن نعلم أنه كان هناك أربعة انقلابات في تركيا، ويجب على أردوغان الحذر".