يسعي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتسريع خطوات إجراء استفتاء شعبي بشأن تعديلات دستورية لإقرار النظام الرئاسي في البلاد, وقال بعد يوم واحد من استقالة رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو إن بإمكان النظام الرئاسي وحده حماية الاستقرار في البلاد علي حد تعبيره, بينما يري منتقدوه أن النظام الرئاسي سيؤدي الي تآكل الديمقراطية في البلاد. وذكرت صحيفة( كريستيان ساينس مونيتور) الأمريكية ان أوغلو لعب دورا رئيسيا في السياسة الخارجية التركية وكان بمثابة قوة معتدلة وسط حملة أردوغان من أجل الوصول بالبلاد للنظام الرئاسي. وذكرت الصحيفة انه بعد ستة أشهر فقط من قيادة حزبه لفوز ساحق بالانتخابات العامة أعلن أوغلو استقالته مما أديالي هيمنة أردوغان علي المشهد السياسي في البلاد. جاءت استقالة أوغلو بعد خلافات مع أردوغان بشأن إعادة صياغة الدستور الجديد, إلا أن المحللين يرون ان الخلاف بين أردوغان ورئيس وزرائه موجود منذ فترة طويلة ويتركز علي الصراع علي السلطة, كما أعلن أوغلو انه لن يشارك في الانتخابات المزمعة في22 مايو القادم لاختيار زعيم جديد لحزب العدالة والتنمية الذي كان يتزعمه. ومنذ توليه اول منصب لرئاسة الوزراء في أغسطس عام2014 سعي اوغلو لتأكيد استقلاليته عن أردوغان بالنسبة لقضايا البلاد, ووضع نفسه كقوة اعتدال في مواجهة استبدادية أردوغان. وفي عام2014 حاول أوغلو إدخال تشريعات لمكافحة الفساد في تحد للرئيس, والعام الماضي كان يسعي لإحياء محادثات السلام مع المتمردين الأكراد في الوقت الذي كان يفضل فيه أردوغان المواجهة معهم. ونقلت الصحيفة عن أوزكان بهلول الأستاذ المساعد في العلوم السياسية بجامعة مرمرة ان النزاعات السياسية بين الرجلين لم تكن مهمة في حد ذاتها ولكن الأهم من ذلك انه كان هناك صراع علي السلطة بينهما. وعلي الرغم من استقالة اردوغان من حزب العدالة والتنمية عندما أصبح رئيسا ظل محتفظا بالسيطرة الفعلية علي الحزب. بدأ أوغلو حياته مستشارا للسياسة الخارجية لاردوغان, وعلي الرغم من انه كان يفتقر لقاعدة قوية من التأييد المحلي, اكتسب سمعة قوية كمهندس للسياسة الخارجية التركية. رحيل اوغلو عن المشهد السياسي قد يعقد علاقات أنقرة المشحونة بالفعل مع الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي, وقبل ساعات من خبر تنحيه, وافقت المفوضية الأوروبية علي منح الأتراك السفر بدون تأشيرة كجزء من صفقة تشارك فيها تركيا للمساعدة في وقف أزمة اللاجئين بالقارة الأوروبية, حيث لعب أوغلو دورا رئيسيا في هذه المفاوضات. ويقول أوزكان: الآن أصبحت هناك رسالة للغرب انه لا يوجد أوغلو هناك فقط أردوغان ويتعين عليهم التعامل معه سواء أحبوا ذلك أم لا. ويقول سوات كينكليو غلو العضو السابق في حزب العدالة والتنمية: يؤكد رحيل أوغلو أن هناك نظاما من رجل واحد في تركيا. من جانبه قال ايكان أردمير الباحث بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات لوكالة( فرانس برس) ان أردوغان يريد رئيسا للوزراء يطيع أوامره بنسبة100% خاصة بالنسبة للنظام الرئاسي الذي لم يكن من أولويات أوغلو. وانتقدت وسائل الإعلام المعارضة ما وصفته بانقلاب مدني, مشيرة الي ان أردوغان طرد فعليا رئيس وزرائه الحاصل علي49.5% من الأصوات في انتخابات نوفمبر الماضي. ويثير احتمال تعزيز سلطات أردوغان قلق معارضيه الذين يتهمونه بالنزعة السلطوية خاصة في ظل مضاعفة الشكاوي ضد الصحافة بذريعة( الاهانات) ومطالبته برفع الحصانة البرلمانية عن النواب المؤيدين للأكراد الذين يمكن ان يحاكموا بتهمة دعم المتمردين الأكراد.