اختتم مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (مركز الحوار العالمي/كايسيد) فعاليات الملتقى التدريبي الثاني (متحدون لمناهضة العنف باسم الدين.. وسائل التواصل الاجتماعي كمساحة للحوار) الذي نظمه المركز في القاهرة لمدة ثلاثة ايام بالتعاون مع الأزهر الشريف والكنيسة القبطية ودار الإفتاء والهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية. وتم خلال خلال أعمال المنتدي كيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للوصول للآخر، والعمل على تعميق مفهوم المواطنة المشتركة وترسيخ التعايش السلمي والتفاهم والتعاون بين أتباع الأديان والثقافات المتنوعة داخل الدولة، وإطلاق حملات إلكترونية لمواجهة العنف بكل أشكاله وخصوصًا المرتكب منه باسم الدين. واتفق المشاركون من خلال ورشات عمل متخصصة على أن للحوار عبر مواقع التواصل الاجتماعي له تأثير كبير في ترسيخ ثقافة الحوار بين الشباب العربي بمختلف توجهاته..وأكدوا على ضرورة الاستفادة قدر الامكان من المنصات الإلكترونية لجهة خلق روح تشاركية واقامة حوار بين الجميع يقوم على مبدأ الاحترام وحفظ حق الجميع في الاختلاف. وشدد المشاركون على أهمية نشر ثقافة الحوار والتعايش المشترك بين الشباب باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وأهمية إشاعة الوسطية والاعتدال وتقبل الآخر خلال الحوار باعتباره أساس نجاح أي حوار أو نقاش عام، والابتعاد عن التشبث بالفكر الخاص دون تفهم للآخر وفكره. وأكدوا على أهمية تعميم الفكر التشاركي الجماعي والتعددي وضرورة نشر القيم الإنسانية والابتعاد عن رفض الآخر وإقصاءه. وكان المشاركون تناولوا في اليوم الأول دور الشباب في حاضر ومستقبل الأمة باعتباره العامل نحو رقيها وتقدمها، وفي اليوم الثاني تناول المشاركون مرتكزات التعايش السلمي وكيفية التعامل مع الوسائل المتاحة للوصول للآخر والتواصل معه ضمن إطار احترام الآخر وبما يعزز فكرة نبذ العنف. ويعتبر الملتقى الذي يعد الثاني ضمن برنامج تدريبي إقليمي يعقده المركز في عدة دول عربية، حيث أتاح خلاله المنظمون إشراك نحو 85 شابا وشابة من مصر ويمثلون كل أطياف الأديان والطوائف لتبادل الخبرات والاستفادة من تجارب بعضهم البعض بهدف تطوير الحوار المتبادل بغض النظر عن العرق أو الدين وبهدف خلق جيل شاب قادر على مواجهة التحديات ونشر ثقافة الحوار على مستوى شامل. ويستهدف الملتقى تدريب أكثر من 300 متدرب ومتدربة على مستوى الوطن العربي، وسيعقد تباعا في كل من إربيل وتونس ودبي بعد عمانوالقاهرة. ويهدف الملتقى إلى دعم وتعميق مفهوم المواطنة المشتركة وترسيخ التعايش السلمي والتفاهم والتعاون في الدول التي يتعايش فيها أتباع الأديان والثقافات المتنوعة، وذلك حفاظا على التنوع الديني والثقافي من خلال تطوير طرق استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتسخيرها لخدمة أهداف الحوار بين أتباع الأديان والثقافات. كما يهدف إلى إطلاق حملات إلكترونية إقليمية لمواجهة العنف بكل أشكاله وخصوصًا المرتكب منه باسم الدين، ومكافحة التطرف والإرهاب بمشاركة قيادات دينية وخبراء في شبكات التواصل الاجتماعي والحوار بين أتباع الأديان والثقافات، بدعم من بعض الرموز المؤثرة في مواقع التواصل الاجتماعي. يذكر أن مركز الحوار العالمي( كايسيد )عقد في شهر نوفمبر من عام 2014 مؤتمرا دوليا في العاصمة النمساوية، فينا، بعنوان "متحدون لمناهضة العنف باسم الدين" تناول خلاله المشاركون من قيادات دينية وصناع قرار رفيعي المستوى موضوع أهمية تفعيل وسائل التواصل الاجتماعي كمساحة للحوار لصالح الحفاظ على التنوع الديني والثقافي في الشرق الأوسط.