بصلب المسيح سحقت رأس الحية القديمة، التى هى إشارة ورمز للشيطان، ويصف الكتاب المقدس الحية بأنها «حيوان يزحف على بطنه» (تكوين 1: 3 و14) «لها رأس وذنب» (تكوين 15: 3 وخروج 4: 4)، «لكن ليس لها أطراف». تسمى فى العبرية نحاش، ولاحظ أن العربية تطلق عليها «حنش». وحية التجربة بدت فى مظهرها حية عادية، لكن فى طبيعتها تفوق وحوش البرية فى المكر والدهاء، وبعد ما تورطت فى تجربة الإنسان، لعُنت بين الوحوش (تكوين 1: 3 و14)، وربما لم تبصر حواء شيئًا أكثر من أنها حّية، لكن الشيطان كان فى هذه الحية، وأغرت حواء بمخالفة وصية الله بعدم الأكل من الشجرة، فوقع القصاص عليها مع آدم، كما وقع على الحيوان عندما استخدم كآلة للخطية. وقد جعلت طريقة زحفها على الأرض ذكرى لانحطاطها وعلامة على دينونتها، وهي مكروهة جدًا من الإنسان، الذى يهم بقتلها كلما رآها، وكلما أدرك الإنسان بوضوح أن الروح الشريرة كانت سيدة الحية، حول عداوته إلى العدو الأكبر. يقول عنه القديس مرقس: «فسخَّروا رجلاً مُجتازًا كان آتيًا من الحقل» مما يُفيد أن سمعان هذا لم تكن له أدنى علاقة بحامل الصليب، إذن فلقد قادت الصُدَف مسار ذلك الرجل ليُقابل المسيح وهو يحمل الصليب. ولو تأخر مروره فى هذا المكان دقائق، أو تقدَّم دقائق، أو لو أنه اتخذ مسارًا مختلفًا إلى بيته لَمَا التقى بهذا الموكب، ولأُعفى من هذه المهمة الثقيلة، والغريب أنه فى بداية حياة المسيح قادت العناية الإلهية «سمعان البار» ليدخل إلى الهيكل فى نفس لحظة دخول المُطوَّبة مريم بالطفل السماوى، لتُقدِّم الذبيحة، فتشرَّف سمعان بحمل الطفل الإلهى. وفى نهاية حياة المسيح على الأرض قادت العناية الإلهية «سمعان القيروانى» هذا ليلتقى بالمسيح وهو مُزمع أن يُقدِّم نفسه باعتباره الذبيحة الكاملة، فتشرَّف بأن يحمل صليب المسيح. ومن إنجيل مرقس 15: 21 نستنتج أن ولدى سمعان القيروانى آمنا بالمسيح، وكانا معروفين فى الكنيسة الأولى، ومن رومية 16: 13 نفهم أن «أُم رُوفُسَ» التى يُعتَقد أنها امرأة سمعان القيروانى، آمنت أيضًا، فصار البيت كله للمسيح.