تناول كتاب الصحف الصادرة، اليوم الثلاثاء، عددا من الموضوعات التي تشغل الرأي العام، منها أعياد تحرير سيناء، أزمة الدولار، والتهديدات التي تواجهها مصر على حدودها. ففي مقاله "خواطر"، أكد الكاتب جلال دويدار أنه رغم حالة التفاؤل التي سادت الشارع المصري استبشارا بسلسلة المشروعات العملاقة التي تم إضافتها إلى سجل مسيرة التنمية في مصر المحروسة سواء ما وصلت إلى مرتبة الإنجاز أو التي مازالت في مراحل التنفيذ إلا أنه ليس خافيا حالة التشاؤم التي تملكتنا نتيجة ما تشهده الحالة الاقتصادية من مظاهر سلبية. وقال إن هذه الصورة تعكسها حاليا وبشكل خطير تلك الحرب الضروس التي تخوضها الأجهزة المعنية ضد مافيا تجارة العملة التي لا تقتصر أهدافها على التربح غير المشروع وإنما تعدى ذلك إلى إرباك الحالة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية بشكل عام. وأضاف دويدار أن ذلك يأتي من خلال التحالف المباشر وغير المباشر مع الكارهين والحاقدين والمتربصين بمصر الغالية الذين أدركوا مدى التأثيرات السلبية لهذه النوعية من التآمر على أوضاعها الحياتية. وأوضح أن من بين العوامل التي ساعدت هذه الزمرة الفاسدة من معدومي الضمير وفاقدي الحس الوطني والذين يدين بعضهم بالانتماء والعمالة لأعداء هذا الوطن، فقدان الخزينة المصرية لعوائد مهمة ورئيسية من العملات الأجنبية كانت تحصل عليها من السياحة وتحويلات المصريين في الخارج وتصدير المنتجات المحلية، مشيرا إلى أن كل هذه العناصر الأساسية لتوفير العملات الأجنبية تراجعت بشكل كبير نتيجة الفوضى والانفلات الأمني وكذلك التآمر السياسي المستمر حتى الآن. ولفت دويدار إلى أنه بالنسبة للسياحة، فقد أدت التصريحات والتوجهات العدائية التي بدأت مع سيطرة وهيمنة جماعة الإرهاب الإخواني إلى انكماش تدفق العملات الأجنبية، وأدى اكتشاف تأثير حرماننا من العملة الصعبة لهذه الصناعة على أوضاعنا الاقتصادية إلى تدبير المؤامرات لضربها وهو ما تمثل في الممارسات الإرهابية وأخيرا حادث سقوط الطائرة الروسية وجريمة قتل الشاب الإيطالي ريجيني. وأشار إلى أنه في إطار تداعيات نقص موارد العملة الصعبة، سعى المتآمرون إلى المضاربة على قيمة الجنيه المصري بمزيد من حرمان خزينة الدولة من الحصول على تحويلات المصريين في الخارج، وذلك من خلال انتشار العملاء في الدول العربية التي تتواجد فيها العمالة المصرية للحصول على مدخراتهم بأسعار مبالغ فيها، في نفس الوقت فقد ساهم المناخ السلبي السائد في تراجع معدلات الصادرات المصرية وهو ما أفقدنا نسبة غير قليلة من عوائد هذه الصادرات.. مؤكدا أن كل هذه التداعيات كانت محصلة لحرب الدولار التي افتعلتها القوى المعادية لمصر. ورأى أنه ليس أمام القيادة السياسية للخروج من هذا المأزق الذي يمكن أن يهدد بأوخم العواقب سوي التحرك للدعوة إلى مؤتمر يجمع كل الخبراء المتخصصين الوطنيين لمناقشة متطلبات التصدي لهذا الخطر وسبل المواجهة. أما الكاتب محمد بركات، فقال في مقاله "بدون تردد" إنه في ذكري تحرير سيناء وعودتها لحضن الوطن الأم في الخامس والعشرين من إبريل 1982 يجب علينا أن نتذكر بكل الفخر والإعزاز والتقدير الرئيس الراحل أنور السادات بطل الحرب والسلام، الذي خاض بكل الجسارة غمار الحرب وعبر بقواتنا المسلحة فوق مهانة الهزيمة ومرارة النكسة وحقق النصر وحرر الأرض واستعاد الكرامة لمصر والمصريين. وأضاف أن التاريخ سجل للرئيس السادات قدرته الفائقة على الصبر والجلد وتحمله لرزالات ومهاترات كثيرة، من جانب بعض القوى المحلية والإقليمية والدولية الشامتة في كبوة مصر ونكستها والكارهة لنهوضها من عثرتها مرة أخرى، وراح يعد للحرب ويستعد لها بكل الإصرار والعزم، حتى استطاع فهو الهزيمة وتحقيق النصر وفرض السلام من منطق القوة والعدل. وأوضح أنه في هذا السياق لابد أن نذكر بكل الإجلال كل الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في حرب أكتوبر 73 وبذلوا دماءهم الزكية والطاهرة ثمنا غاليا للنصر وتحرير الأرض كما لابد أن نذكر بالتقدير والاحترام كل القادة العظام الذين خططوا للحرب بالعلم والخبرة والاحتراف والكفاءة، وخاضوا المعارك مع جنودهم البواسل وقهروا العدو وفتحوا الطريق للسلام واستعادة سيناء الغالية، وفي ذلك لا نستثني أحدا من هؤلاء القادة على الإطلاق. واختتم مقاله قائلا " وفي هذا الإطار يجب علينا أن نحيي الجهود الجبارة الجارية الآن لتعمير وتنمية سيناء، وفقا لخطة قومية شاملة ومدروسة وبرنامج زمني محدد، هو في مضمونه واجب وطني وقومي تحتمه ضرورة الحفاظ على الأمن القومي لهذا الوطن في ذات الوقت الذي تخوض فيه قواتنا المسلحة حربا مقدسة لتطهير سيناء من الإرهاب". أما الكاتب فاروق جويدة، فقال في مقاله "هوامش حرة" إن المواقف بين الدول والشعوب تبقى هي المقياس الحقيقي للعلاقات التاريخية والأخوة الحقيقية ومن هنا تأتي مواقف دولة الإمارات العربية من مصر في السنوات الماضية ومنذ خروج جماعة الإخوان من الحكم. وأضاف أن موقف الإمارات شعبا وحكومة يأتي تأكيدا لهذه المشاعر الصادقة، وكانت زيارات الشيخ محمد بن زايد ولي عهد الإمارات ومباحثاته مع الرئيس عبد الفتاح السيسي تمثل دعما للشعب المصرى في هذه الظروف الصعبة. وتابع جويدة أن أبناء الشيخ زايد حملوا رسالة والدهم بكل الصدق والولاء فقد كان عاشقا من عشاق مصر الكبار وكانت له مواقف ثابتة تجاه دور مصر العربي والدولي والإقليمي. وأشار إلى أن الشيخ زايد يدرك بحكمته أن مصر هي السند الحقيقي لهذه الأمة، وما أكثر المشروعات التي حملت اسم الشيخ زايد في مجالات كثيرة في مصر. وشدد جويدة على أن زيارة الشيخ محمد بن زايد الأخيرة لمصر أكدت دعم الإمارات لما تشهده مصر من تحولات اقتصادية ضخمة، ومن هنا كان استمرار الدعم الاقتصادي لمشروعات ضخمة تقيمها الإمارات في مصر، مضيفا أن الأمر لن يتوقف عند هذا الحد بل كان دعم الجنيه المصري الذي يعاني ظروفا قاسية أمام الدولار وبلغت حزمة المساعدات أربعة مليارات دولار، أن أهم ما حرصت عليه دولة الإمارات في الفترة الأخيرة هو تمويل المشروعات بحيث يتحول الدعم المالي إلى إنجازات حقيقية تحقق عائدا سريعا للمواطن المصري فما أكثر المساعدات المالية التي ضلت طريقها في العهود السابقة ولم تصل للناس. وأوضح أن هناك مشروعات زراعية وإسكانا للأسر الفقيرة والطرق وكلها تؤكد روح الأخوة والتعاون مع شعب الإمارات الشقيق، ولن ينسى المصريون موقف دول الخليج والدعم المالي الكبير الذي قدموه لمصر وهى تعيش هذه الظروف الاقتصادية الصعبة. وأكد الكاتب أن مصر القوية الصامدة ستكون دائما سندا وعونا لأمتها خاصة في هذه الظروف الصعبة التي تتعرض فيها الأمة العربية لانقسامات حادة وحروب أهلية دمرت الكثير من إمكاناتها ولهذا كان موقف دول الخليج مع مصر يحمل دلالات كثيرة أهمها الحرص على بقاء هذه الأمة وإنقاذها من محنتها. أما الكاتب فهمي عنبه، فقال في مقاله "التهديدات.. من الأربع جهات" "لم تواجه مصر مخاطر على حدودها مثلما هو حادث في السنوات الأخيرة، فكانت تتعرض لغزوات من الشرق أو الغرب وأحيانًا من الجنوب، ولكن الآن فالتهديدات من الجهات الأربع". وأضاف "لم تعد المخططات الدولية على المنطقة خافية على أحد، حتى قبل حديث وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس عن الفوضى الخلاقة، فهناك دراسات وكتابات لمراكز بحثية دولية نشرت بعد انتصار العرب في 1973 تحدثت عن تقسيم دول الشرق الأوسط إلى دويلات صغيرة لكي يمكن السيطرة عليها وضمان بقاء إسرائيل إلى الأبد".. مشيرا إلى عشرات وربما مئات المقالات والكتب التي كانت تخرج كل عام منذ بداية الثمانينيات وتضع سيناريوهات لهذه المخططات، ولكن لم يدركها العرب. وتابع عنبه قائلا "لم يدرك الحكام العرب أن سقوط حاكم منهم حتى لو كان ديكتاتورًا باستخدام قوى خارجية يعني ضياع بلده.. وأن الدور سيأتي بعد ذلك على الجميع، فسمح العرب في البداية بالإطاحة بصدام حسين واحتلال العراق بقوات أمريكية وأجنبية مما أدي إلى انهيار واحد من أكبر وأقوى الجيوش العربية، كما ارتاح العرب بالقضاء على معمر القذافي فتحولت ليبيا إلى ميليشيات وقاتلت العشائر بعضها، وعرفت الدولة الهادئة حمامات الدماء". وأردف قائلا " وفي سوريا كان العرب يعلمون بحجم المجازر البشعة والقبضة الحديدية لحافظ الأسد ولم يتحركوا، وعندما جاء الأسد الابن وبدأ يسير على نهج أبيه، كان يمكن احتواء الأمر عربيا لو كانت هناك قوة عسكرية موحدة، أو قامت الجامعة العربية بدورها.. ولكنهم تركوا الأمور تعالج خارج "البيت العربي"، فحدثت الحرب الأهلية التي يعاني منها الشعب السوري وهو وحده الذي يدفع ثمن التخاذل العربي فتحول نصفه إلى مهاجرين والباقي ضحايا يعيشون وسط الدمار ". وأوضح عنبه أن نفس المصير يعيشه الشعب اليمني، ولا ندري هل يمكن للمفاوضات التي تجري على أرض الكويت أن توقف نزيف الدماء وتقسيم البلاد ليعود اليمن سعيدًا؟!.. أم ستظل الحرب الأهلية مشتعلة إلى ما لا نهاية؟!! وأكد أن المنطقة العربية أصبحت مسرحًا لعمليات جيوش العالم، ومائدة لمفاوضات الدول الأجنبية، ومرتعًا لكل التنظيمات الإرهابية، ومازلنا نتحدث عن جدوى إنشاء القوة العسكرية الموحدة وعن فشل جهود المصالحة بين المتخاصمين، والحكام مهمومون بالحفاظ على بلادهم، والشعوب مطحونة بحثًا عن لقمة العيش، ولا يوجد من يشعر أننا أمة في خطر. واختتم الكاتب مقاله قائلا "نعيش في مصر وسط هذه الأجواء والأنواء التي تعصف بالمنطقة، بل بالعالم كله الذي يُعاد تشكيله كما يريد "الكبار" ونحن خارج الزمن والتاريخ، فالخطر يحيق بنا من كل مكان شرقًا وغربا وجنوبا وحتى الشمال يتسللون إلينا، فهل نعي الدرس وننتبه لمن يريدون تشتيتنا وتمزيق أرضنا وتشريد شعبنا؟!!"