لأول مرة نجد المسيح فى حياته يلعن ولا يبارك، فقد جاع وطلب أن يأكل من شجرة تين رأى أوراقها عليها خضراء، ولماّ لم يجد ثمرًا لعنها فيبست، والسؤال: هل هذا الموقف يمكن تفسيره بطريقة بسيطة؟ وهل المسيح الذى صام من قبل 40 يومًا ورفض أن يطلب من الآب أن يُحوِّل له الحجارة خبزًا، حينما لا يجد تينًا على الشجرة يلعنها لأنه جائع، الأعجب أن الوقت ليس وقت إثمار التين (مر13: 11). من السؤالين نفهم أنه لا يمكن تفسير هذه القصة إلاّ رمزيًا، فشجرة التين تشير إلى إسرائيل (لو6:13-9+ هو10:9+ يؤ 7:1+ يه12). فالمسيح لا يشبع من التين بل من الثمار الروحية المباركة التى يراها فى المؤمنين (يو31:14-35). ومنها نفهم أن المسيح يفرح بإيمان البشر، هذا ما يشبعه (+أش 11:53). وكان المسيح يتمنى أن يؤمن به اليهود فيشبع، لكنه كان يعلم أنهم لن يؤمنوا، فهذا ليس وقت إثمار شجرة التين اليهودية أى إيمان اليهود، فالمسيح «جاء إلى خاصته وخاصته لم تقبله» (يو 1:12). والمسيح لعنها إشارة إلى هدم القديم، لتقوم شجرة التين المسيحية أى الكنيسة، ينتهى عهد قديم ليبدأ عهد جديد. لا يمكن أن تقوم مملكة السيد إلاّ بهدم مملكة الظلمة، ولاحظ أن لعن الأمة اليهودية كان بسبب عدم إيمانهم بالمسيح وصلبهم للسيد. بعد أن قدَّم لهم السيد كل إمكانيات الإثمار من ناموس وشريعة وأنبياء. لكنهم ظل لهم الورق، أى المنظر الحلو، فهم لهم طقوسهم وهيكلهم وناموسهم، لكنهم للأسف دون ثمار، والثمار التى يريدها الله هى إيمانهم وأعمالهم الصالحة. والأوراق دون ثمر تشير إلى الرياء، والرياء هو أن يظهر الإنسان غير ما يبطن مثل من له صورة التقوى، لكنه ينكر قوتها وهو بلا ثمر (2 تى 5:3). تذكرنا أوراق التين، بما فعله آدم حين غطى نفسه بأوراق تين فلم تستره، لكن الله قدّم له الحل فى ذبيحة تشير إلى ذبيحة المسيح وستره بها. وهذا يعنى أن كل من يحاول أن يستر نفسه بأعمال تدين ظاهرى دون ثمار إيمان داخلية، إيمان بصليب المسيح وفداؤه يكون قد فعل كآدم ولم يستر نفسه. علينا أن نعترف بخطايانا ولا نكابر كآدم فيستر المسيح علينا. الحدث الثانى الذى قام به المسيح هو تطهير الهيكل من البائعة والصيارفة، ودخل المسيح إلى هيكل الله وأخرج جميع الذين كانوا يبيعون ويشترون فى الهيكل، وقلب موائد الصيارفة وكراسى باعة الحمام. وقال إن بيته للصلاة، لكن الكهنة جعلوه مغارة لصوص، فقد تاجر الكهنة ورؤساء الكهنة داخل الهيكل بالغش فاغتنوا جدًا. ويتندر الأقباط بأن هذا الحدث لا يأخذ حقه فى صلوات الكنيسة التى أصبحت متجرا لكل البضائع.