دعا المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء حضور مؤتمر وزراء البيئة الأفارقة "الأمسن" المقام بالقاهرة، بالوقوف دقيقة حدادا على روح مؤسس "الأمسن"، الراحل الدكتور مصطفى كمال طلبة الذي وافته المنية في إحدى مستشفيات جنيف نهاية مارس الماضي. ويعرف "طلبة" عالميا بمؤسّس مفهوم «دبلوماسية البيئة»، وكان أبرز من عمل مع موريس سترونك على تأسيس برنامج الأممالمتحدة للبيئة (يونيب) عام 1973، وتولى قيادته كمدير تنفيذي حتى عام 1992، والذي يعد حاليا مصدر تمويل ومساعدة الدول النامية من أجل تنفيذ اتفاقيات البيئة العالمية مثيلة التغير المناخي وحماية التنوع البيولوجي، والتصحر، إضافة إلى دعم مشاريع المياه الدولية. ويعد طلبة الأب الروحي لبروتوكول مونتريال لحماية طبقة الأوزون ومؤسس برنامج الأممالمتحدة للبيئة. ويعرف بقائد مسيرة البيئة الأول عالميا، والذي أسهم بشكل يحسب له على أرض الواقع، ففي أعقاب حالة الجفاف التي تعرضت لها أفريقيا جنوب الصحراء خلال الفترة من 1968 إلى 1973، طالبت الدول الأفريقية الجمعية العامة للأمم المتحدة بتنظيم مؤتمر عن التصحر، والذي لم يكن له مفهوم واضح وقتها، ووافقت الجمعية العامة على ذلك عام 1974، وأناطت ببرنامج الأممالمتحدة للبيئة «يونيب» الإعداد لعقد المؤتمر، وطلبت المجموعة الأفريقية أن يكون طلبة سكرتيرًا عامًا للمؤتمر بصفته أفريقيًا، وكان نائبًا للمدير التنفيذي ل «يونيب وقتها. بعدها أعد طلبة خطة عمل مؤتمر الأممالمتحدة للمياه في مدينة ماردل بلاتا والتي تم اعتمادها. ويحسب لطلبة أيضا أنه عند إقرار اتفاقية التصحر، لم تطلب الدول التي أقرتها أن يكون مرفق البيئة العالمية هو مصدر تمويل تنفيذ الاتفاقية، على أمل إنشاء صندوق خاص لذلك على نسق صندوق اتفاقية مونتريال، واستمر تنفيذ اتفاقية التصحر بصورة ضعيفة جدًا حتى عام 2002، وصولا لعقد مؤتمر قمة التنمية المستدامة في جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا، وهناك تمكن طلبة، من تحقيق واحدة من أحلامه، حيث أضاف «اتفاقية التصحر» إلى القضايا التي يمولها مرفق البيئة العالمية، سبقها إقرار تمويل اتفاقية الملوثات العضوية الثابتة (POPs)، وكان أول من دعا لعقد مؤتمرات المياه والمستوطنات البشرية والغذاء والسكان والمرأة. شغل مناصب أكاديمية وسياسية رفيعة في مصر، منها وزارة الشباب ورئاسة الأكاديمية المصرية للبحث العلمي والتكنولوجيا، قبل التحاقه ب «يونيب»، وكان الرئيس الأول لمجلس أمناء المنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد).