سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ثورة بين المثقفين بسبب حبس أطفال بني مزار في قضية "ازدراء الأديان".. "عصفور": الحكم جعلنا أضحوكة العالم.. "ناعوت": الترصد بالمؤمنين وترك الملحدين خلل في الوعي.. "أبو القمصان": إساءة لدين السماحة
أثارت قضية الحكم على أربعة أطفال من قرية بني مزار بالمنيا، بالسجن خمس سنوات بتهمة ازدراء الدين الإسلامي، غضب المثقفين والمفكرين، والذين اعتبروا الحكم ازدراء للإنسان والإنسانية، عاقدين المقارنة بين التعامل مع المؤمنين والملحدين على حد تعبيرهم، مطالبين بإلغاء القانون حفاظا على إعلاء شأن الدولة المدنية وفق القانون والدستور. قال جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق، إن اتخاذ الأحكام ضد المؤمنين وترك الملحدين يتهكمون حسبما يشاءون على الأديان كل سؤال يطرح نفسه للقضاة، مؤكدًا أن عدم تحقيق مساواة بين المواطنين يدل على وجود اضطراب وخلل. وأضاف عصفور أن الحكم الصادر ضد أطفال بنى مزار جعلنا "مضحكة للعالم كله"، مؤكدًا أن قانون ازدراء الأديان قانون غير دستورى على الإطلاق. وناشد بتقنين مادة جازمة تنص على عدم المساس بحرية الأشخاص بوجه عام وبما يتعلق بمسائل التفكير والإبداع بوجه خاص. ورفض توصيف الحكم بالعنصرية ضد الأقباط، لافتًا إلى أن الأزمة في مادة ازدراء الأديان نفسها، وليست لها أي علاقة بالطائفية أوالتمييز بين أبناء الأمة الوحدة. وشدد المستشار يحيى الدكروري، نائب رئيس مجلس الدولة ورئيس محاكم القضاء الإدارى، عضوًا بمجلس إدارة البنك المركزى المصرى، على عدم وجود أي خلل أو اضطراب بالقضاء المصرى، موضحًا أن القضاء سلطة تنفيذية تصدر حكمها عقب دراسة شديدة للأدلة والمستندات واستماع لشهود العيان، وليس سلطة لضبط الجناة. وأكد الدكروري، أن جميع المواطنين سواسية أمام القانون، وأن القاضي لم يتطرق إلى الدين الذي يعتنقه الجانى أو أن كان مؤمنًا بالله تعالى أو غير مؤمن بالله، وضرب مثلا بأنه إذا ضبط شخص لارتكابه جريمة قتل واستوفى من القضاء عقابه وهو الإعدام، وارتكب شخص آخر نفس الفعل ولم يتم ضبطه، فهل يوجه للقاضى اللوم لعدم تنفيذ العدالة بين الناس. وأشار إلى أن جهات الضبط ومقدمي البلاغات للنيابة بتهمة ازدراء الأديان، هم المعنيون بالسؤال، لماذا لم يقدموا بلاغات ضد هولاء الملحدين وتنحصر البلاغات المقدمة على المؤمنين بالله. وأكدت الكاتبة الصحفية فاطمة ناعوت، أن تلك مادة ازدراء الأديان هشة، معلنة عن رفضها لتلك المادة رفضًا تاما، بغض النظر عن انتماء الشخص المحاسب وحتى وإن كان لا يؤمن بالله. وأبدت اندهاشها الشديد من الترصد لتصريحات الكتاب المعروفين والمؤمنين الرافضين لبعض التعاليم التي تسىء للإسلام، وترك الملحدين على صفحات الفيس بوك يتبادلون التهكم على الأديان كلها، وعلى الله عز وجل، قائلة: "مش فاهمة حاجة في البلد دى يعنى أنا مسلمة مؤمنة بالله وحافظة ثلاث أجزاء من القران، ويأتى شخص أمى لا يفقه كتابة اسمه يرفع ضدى دعوة ويترك الملحدين يفعلون ما يريدون، ده خلل في وعى الناس". ولفتت إلى أن القضية المرفوعة ضدها بتهمة ازدراء الأديان، تصفية حسابات بينها وبين جماعة الإخوان، مؤكدة أنه من المستحيل أن تسىء لدين تؤمن به. واختتمت ناعوت حديثها قائلة: "تلك المادة ازدراء للأديان، وازدراء لمصر، ازدراء للحظة الزمنية الحالية، وازدراء للثورات، لأن الدين السماوى الذي انزل من الله تعالى ليس بحاجة إلى قانون يحميه. وقالت نهاد أبو القمصان رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، إن التفكير في محاكمة أطفال بنى مزار ازدراء للدين الإسلامى وليست ازدراء للأديان، مؤكدة أن ذلك الحكم أساء للدين الإسلامي والسلام بدول العالم أجمع. وأوضحت أبو القمصان، أن الحكم يحتوي على مؤشر بالغ الخطورة، حيث قال تعالى في كتابه الكريم "فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ". وأكدت أن محاكمة أطفال أبرياء سخروا من تنظيم إرهابى في حد ذاتها جريمة وانتهاك لحقوق الأطفال، مطالبة بوقف تلك المهزلة وارجاع تلك الصغار لأحضان أهاليهم. وأضافت أن التغاضى عن بعض تجاوزات المشايخ، والترصد لأخطاء الأقباط والمنتقدين للدين الإسلامى كفاطمة ناعوت، وإسلام بحيرى، سيبث الكراهية بين أبناء الأمة وسيشعل فتيل الفتنة الطائفية التي من المفترض أن يحاول مسئولو الدولة إخمادها. وأكد الناقد الفنى طارق الشناوى، أن تطبيق هذا القانون على المؤمنين وعدم تطبيقه على الملحدين خطر على البلاد، مضيفا: الدين الله والوطن للجميع، مشيرًا إلى أن النص القرانى ليس بحاجة إلى تفسير "فمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ"، ولكن السخرية من الذات الإلهية أمر غير مقبول. وأضاف أن الحكم الصادر ضد أطفال بنى مزار بالحبس 5 سنوات، لتهكمهم من تنظيم يسىء ويشوه صورة الإسلام بالعالم كله، من أسوأ الأحكام التي صدرت من قضائنا المصرى، مستنكرة رد فعل الدولة الهزيل جدًا تجاه الحكم المذكور. وتساءل الشناوى ما الجريمة التي ارتكبها الأطفال؟، هل السخرية من تنظيم يرتكب جرائم بشعة ترفضها البشرية بجميع معتقداتها ازدراء للدين الإسلامى؟، مضيفًا أن رجال الدين الإسلامى والمنتمين للإسلام جمعيًا استنكروا ما يقوم به ذلك التنظيم المتطرف. وأشار إلى أن دور الدولة هو بث الوحدة الوطنية في نفوس أبناء الوطن منذ حداثتهم، وتوصيل رسالة لهم أن الترقية في العمل وفقًا للكفاءة وليست بالديانة، معتبرًا تلك الأحكام نار تحت رماد يمكن أن يتحول إلى حرائق يصعب إخمادها.