الدموع الناتجة عن العاطفة هي رد فعل يملكه الإنسان نتيجة تحرك مشاعره الإنسانية؛ فرحا أو حزنا.ويتم إنتاج الدموع بواسطة الغدد الدمعية، وهي عبارة عن غدد دقيقة تشبه الإسفنج وتقع أعلى العين في المنطقة المقابلة لتجويف العين، ومن المعروف أن العين ترمش كل ثانيتين إلى عشر ثوان ومع كل غمزة تقوم بهاالعين يقوم الجفن بحمل هذا السائل العجيب على سطع العينين. ومن هنا يتم التعرف على إحدى وأكثر الوظائف الواضحة للدموع، وهي ترطيب مقلةالعين والجفن كما تحمي العين من جفاف الأغشية المخاطية المختلفة، ولا يشعر بهذه النعمة إلا الشخص الذي يصاب بجفاف العين ويحس بشدة الألم الناتج عنه، فالإصابة الحادة الناتجة عن عجزالعين عن إنتاج الدموع هي مشكلة مرضية خطيرة، تتطلب معالجة طبية لإنقاذ المريض من الإصابة بفقدان الرؤية. وذلك لأن وجود طبقة ولو بسيطة من الزيت الطبيعي الذي تنتجه العين، يقلل تبخر الدموع ويحافظ على ترطيب ونعومة أنسجة العين، وينتج هذا الزيت من غدد الميبوميان الموجودة في الجفون. وهناك وظيفة مهمة أخرى لدموع العين، وهي غسيل العين بمادة Lysozym، وهي مادة طبيعية مضادة للبكتيريا والفيروسات التي تصيب العين، كما تعد مصدرا أساسيا مضادا للجراثيم ومعقما للدموع.ومن المدهش أن هذه المادة تبطل مفعول من 90 إلى 95 % من البكتيريا في فترة وجيزة من الوقت، تتراوح بين خمس أو عشر دقائق، ومن دونها تحدث العدوى البكتيرية التي تصيب الإنسان بالعمى.ومن الاكتشافات المذهلة أن إنتاج الدموع يمكن أن يكون وسيلة لمساعدة الإنسان على التعامل مع المشاكل العاطفية، حيث أثبتت الدراسات أن الناس تشعر بتحسن في حالتهم النفسية والجسمانية بعد البكاء، ولكن إذا كتمواالدموع داخلهم يتسبب ذلك في سوء حالتهم النفسية والجسمانية.ومن غير المتوقع أن الأشخاص الذين يعانون من مرض وراثي يفقدهم القدرة على إفراز الدموع، تنخفض قدرتهم على التعامل مع الأحداث الصعبة والمرهقة. إذ إن الدموع الناتجة عن التعرض للضغط النفسي والعصبي تقوم بتنقية الجسم من المواد، وأبسط أنواع البكاء يؤدي إلى تقليل نسبة المعادن الضارة التي تؤثر في الحالة المزاجية في الجسم، والدليل على ذلك هو وجود هذه المكونات في الدموع بتركيز يصل إلى 30 مرة أعلى من تركيزها في مكونات الدم يتم التخلص منها بواسطة الدموع، مما يقلل من نسبةالتوتربعدها. وخطورة حبس الدموع ينتج هذا الهرمون، عندما يحبس الشخص دموعه، ويعد من أقوى المؤشرات إلى التوتروالضغط النفسي، ويتسبب احتباس الدموع في زيادة مستوى التوتروالضغط النفسي، ويسهم في الإصابة بالأمراض الناتجة عن ذلك مثل؛ ارتفاع ضغط الدم، ومشاكل القلب المختلفة والقرح المعوية. ومن الفوائد الجديدة للدموع إضافة إلى الفوائد الصحية أنها تسهم في تعاطف الشخص مع المجتمع، ومشاركته في كل ما يهم المحيطين به ما يجعله عضوا فعالا ومؤثرا في المجتمع.إذا لم تكن العين قادرة على إفراز كمية كافية من الدموع، يتسبب ذلك في الشعور بحرقة واحمرار العين، كما تصبح غير قادرة على مواجهة الضوء، كما ينتج عن ذلك الحكة والشعور كأن هناك رمالا داخل العين. ومما يخاف منه حدوث تقرحات وصعوبة في الرؤية بسبب فقدان القرنية لشفافيتها.