سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تفاصيل المؤتمر الصحفي للسيسي وخادم الحرمين الشريفين.. الرئيس يرحب بالملك سلمان.. ويؤكد ثقته في أهمية التنسيق بين البلدين لمعالجة أزمات المنطقة.. والعاهل السعودي يشيد بفوائد الربط البري بين القارتين
أجرى الرئيس عبدالفتاح السيسي، جلسة مباحثات، اليوم الجمعة، بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بحضور وفدي البلدين. وأعقب الجلسة، حضور مراسم التوقيع على عدد من الاتفاقيات، ومذكرات التفاهم في مختلف المجالات، بحضور المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء، والأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي. وتناولت المباحثات متابعة تنفيذ أوجه التعاون الثنائي القائمة بين البلدين، فضلًا عن التباحث حول المستجدات بمختلف القضايا الإقليمية في المنطقة، والتأكيد على مواصلة التنسيق المشترك فيما يتعلق بجهود مكافحة الإرهاب والتطرف، بجانب تعزيز وحدة الصف العربي. وألقى الرئيس السيسي كلمة خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع خادم الحرمين الشريفين رحب خلالها بخادم الحرمين الشريفين، قال فيها: "أخي جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، خادم الحرمين الشريفين، ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة.. إنه لمن دواعي سروري أن أرحب بجلالتكم على أرض الكنانة في هذه الزيارة التاريخية التي تحلون فيها أخًا كريمًا وضيفًا عزيزًا في بلدكم وبين أهلكم، الذين يحرصون دومًا على أن ينقلوا إليكم مشاعر الود والأخوة والإعزاز التي يكنها الشعب المصري لجلالتكم وللشعب السعودي الشقيق.. إن هذه الزيارة إنما تأتي توثيقًا لأواصر الأخوة والتكاتف القائمة بين بلدينا وتُرسي أساسًا وطيدًا للشراكة الاستراتيجية بين جناحيّ الأمة العربية مصر والسعودية، وتفتح المجال أمام انطلاقة حقيقية بما يعكس خصوصية العلاقات الثنائية خاصة في مجال العمل المشترك، وبما يسهم في مواجهة التحديات الإقليمية غير المسبوقة التي تواجهها الأمة العربية.. تمر أمتنا العربية والإسلامية بمرحلة دقيقة نتحمل فيها مسئولية كبرى أمام شعوبنا وخاصة الأجيال القادمة، وأثق أن خصوصية العلاقات المصرية السعودية، وما تنطوى عليه من عمق ورسوخ سوف تمكننا سويًا من مواجهة التحديات المشتركة والتعامل الجاد مع كل من يسعى للمساس بالأمن القومي العربي أو الإضرار بالمصالح العربية، أو تهديد الأمن والاستقرار الذي تتطلع إليه شعوبنا.. إن ثقتي كاملة في أن التنسيق المشترك بين مصر والسعودية يمثل نقطة انطلاق حقيقية لمعالجة العديد من أزمات المنطقة على نحو ما نشهده في القضية الفلسطينية واليمن وليبيا وسوريا وغيرها من الأزمات.. ورغم ما تعانيه بعض دول المنطقة من صعوبات نتيجة احتدام الصراعات، فإن زيارة جلالتكم تدفعني إلى التفاؤل بأن نُعيد معًا الاعتبار لمفهوم الدولة الوطنية الجامعة للوقوف في مواجهة الإرهاب والتطرف اللذين يقوضان الاستقرار ويُمثلان خطرًا على مستقبل الإنسانية بأسرها. خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يرحب بكم اليوم تسعون مليون مصري، عهدوا فيكم أخًا محبًا وداعمًا لمصر وشعبها، فالشعب المصرى لم ينس يومًا مواقفكم النبيلة، وتطوعكم مع أشقائكم في القوات المُسلحة المصرية في التعبئة العامة لمواجهة العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، ودوركم في دعم المجهود الحربي إبان حرب الاستنزاف والتي تكللت بنصر أكتوبر المجيد، وهي مواقف تنم عن أصالة وشهامة عربية خالصة كانت وستظل دائمًا محل إعزاز وتقدير من شعب مصر الوفي لشخصكم الكريم، واليوم ندشن معًا صفحة جديدة على درب العمل العربى المشترك، ونضيف لبنة في صرح العلاقات المصرية السعودية ونسطر سويًا فصلًا جديدًا سيُسجله التاريخ وستذكره الأجيال القادمة، فزيارة جلالتكم إلى وطنكم الثاني مصر إنما تفتح آفاقًا ممتدة لمجالات التعاون الثنائي، حيث نشهد اليوم التوقيع على اتفاقيات في العديد من مجالات التعاون المشترك، وهو الأمر الذي يمثل نقلة نوعية في إطار سعينا الدؤوب لتأمين المستقبل المشترك للأجيال القادمة من أبناء البلدين الشقيقين، ولقد جاء تقليد جلالتكم أرفع الأوسمة المصرية، قلادة النيل، تعبيرًا عن مشاعر الإخاء والإعزاز والمحبة التي تكنها لجلالتكم مصر، رئيسًا وحكومة وشعبًا". من جانبه ألقى خادم الحرمين الشريفين كلمة، قال فيها: "يسرنا اليوم ونحن نزور أرض الكنانة، بلد التاريخ والحضارة والعلم والثقافة، أن نتقدم بالشكر لفخامتكم وللشعب المصري الشقيق على ما لقيناه من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، إن زيارتنا هذه تأتي في إطار سعينا لتعزيز صرح العلاقات التاريخية الوطيدة بين بلدينا الشقيقين، والتي تصب في خدمة شعبي البلدين، وتوثيق عرى التعاون المشترك، وخدمة قضايا أمتنا العربية والإسلامية، ودعم الأمن والسلم الإقليمي والدولي، لقد حرص الملك المؤسس عبد العزيز – رحمه الله- على ترسيخ أساس صلب للعلاقات السعودية – المصرية، وكانت زيارته إلى مصر عام 1946 هي الزيارة الخارجية الوحيدة التي قام بها طيلة فترة توليه الحكم، مما أكد الأهمية الكبيرة التي كان يولي – رحمه الله- لهذه العلاقة الفريدة والمتميزة، ولقد وقفت المملكة العربية السعودية منذ ذلك التاريخ إلى جانب شقيقتها جمهورية مصر العربية بكل إمكاناتها في مختلف الظروف، مما جعل بلدينا حصنا منيعا لأمتنا العربية والإسلامية.. إننا إذ نشيد بما نشهده اليوم من إبرام العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية والتي ستعود بالخير- بحول الله- على بلدينا وشعبينا الشقيقين، نود أن نعبر عن تقديرنا لرئيسي وأعضاء الجانبين في مجلس التنسيق السعودي المصري لما بذلوه من جهود موفقة للارتقاء بمستوى العلاقات في مختلف المجالات، وفقًا لما تم الاتفاق عليه في إعلان القاهرة، وخدمة لمصالح بلدينا وتطلعات شعبينا الشقيقين.. وامتدادًا لهذه الجهود المباركة فقد اتفقت مع أخي فخامة الرئيس على إنشاء جسر بري يربط بين بلدينا الشقيقين اللذين يقعان في قلب العالم، إن هذه الخطوة التاريخية، المتمثلة في الربط البري بين القارتين الآسيوية والأفريقية، تعد نقلة نوعية ذات فوائد عظمى، حيث سترفع التبادل التجاري بين القارات إلى مستويات غير مسبوقة، وتدعم صادرات البلدين إلى العالم، كما سيشكل الجسر منفذًا دوليًا للمشاريع الواعدة في البلدين، ومعبرًا أساسيًا للمسافرين من الحجاج ومعتمرين وسياح، إضافة إلى فرص العمل التي سيوفرها الجسر لأبناء المنطقة.. ننا فخورون بما حققناه من إنجازات على كافة الأصعدة والتي جعلتنا نعيش اليوم واقعًا عربيًا واسلاميًا جديدًا تشكل التحالفات أساسه، فلقد اتحدنا ضد محاولات التدخل في شؤوننا الداخلية، فرفضنا المساس بأمن اليمن واستقراره والانقلاب على الشرعية فيه، وأكدنا تضامننا من خلال تحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب شمل 39 دولة هو الأقوى في تاريخ أمتنا الحديث، وبعثنا قبل أيام برسالة إلى العالم عبر رعد الشمال، نعلن فيه قوتنا في توحدنا.. وقد كانت جمهورية مصر العربية وكعادتها من أوائل الدول المشاركة بفاعلية في هذه التحالفات وهذا التضامن الذي دشن لعصر عربي جديد يكفل لأمتنا العربية هيبتها ومكانتها، كما نأمل أن تكلل بالنجاح الجهود المبذولة لإنشاء القوة العربية المشتركة. ختامًا، أدعو الله عز وجل أن يبارك جهودنا، وأن يوفقنا إلى ما فيه خير شعوبنا وأمتنا العربية والإسلامية".