أعلن المدير العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (مركز الحوار العالمي/كايسيد) الدكتور فهد أسعد أبوالنصر اليوم الأحد أن المركز يسعى إلى بناء شبكة محلية وإقليمية من المدربين الشباب ونشطاء الحوار تدعم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كمساحة للحوار، قائلا "إننا نريد أن تكون هناك مساحة للمزيد من العقلاء على شبكات التواصل الاجتماعي خاصة في ظل تزايد خطابات الكراهية". وأضاف أبوالنصر- أمام الجلسة الافتتاحية للبرنامج التدريبي الإقليمي (وسائل التواصل الاجتماعي كمساحة للحوار) الذي انطلق اليوم في عمان وينظمه مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات على مدى ثلاثة أيام –"إننا نركز على الشباب كونهم الركيزة الأساسية لإحداث أي تغيير إيجابي في العالم، كما أن شبكات التواصل الاجتماعي هي لغتهم الحالية". وأفاد بأن المركز يعمل كذلك على تشجيع القيادات الدينية والمؤسسات التابعة لها إضافة إلى المؤسسات الاجتماعية الفاعلة على استخدام وسائل التواصل وذلك بإرسال رسائل تعزز الحوار وقبول الآخر وتدعم السلام والتعددية والتنوع والعيش المشترك. وقال أبوالنصر إن اللقاء الحالي، الذي يشارك فيه نحو 60 متدربا ومتدربة من الفاعلين في المؤسسات الدينية والمدنية وخبراء الحوار من الأردن ولبنان وفلسطين وسوريا، يعد الأول في سلسلة لقاءات تدريبية سيعقدها المركز خلال الفترة القادمة في عدة دول عربية منها مصر والإمارات وتونس والعراق ومختلف الدول العربية الأخرى حيث يطمح لتدريب نحو 300 شاب وشابة من خلفيات دينية وثقافية مختلفة. ويهدف البرنامج – وفقا للمدير العام للمركز - إلى دعم وتعميق مفهوم المواطنة المشتركة وترسيخ التعايش السلمي والتفاهم والتعاون في الدول التي يتعايش فيها أتباع الأديان والثقافات المتنوعة، وذلك حفاظا على التنوع الديني والثقافي من خلال تطوير طرق استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتسخيرها لخدمة أهداف الحوار. كما يهدف إلى إطلاق حملات إعلامية إقليمية لمواجهة العنف بكل أشكاله وخصوصا المرتكب منه باسم الدين ومكافحة التطرف والإرهاب بمشاركة قيادات دينية وخبراء في شبكات التواصل الاجتماعي والحوار بين أتباع الأديان والثقافات بدعم من بعض الرموز المؤثرة. ونوه أبوالنصر بأن المركز عقد في نوفمبر 2014 مؤتمرا دوليا في فيينا بعنوان (متحدون لمناهضة العنف باسم الدين) حيث تحدث عدد من القيادات الدينية وصناع القرار رفيعو المستوى لصالح الحفاظ على التنوع الديني والثقافي في الشرق الأوسط وتم التركيز على الأوضاع في العراق وسوريا وتعهدوا بدعم مبادرات عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتربية الحاضنة للتنوع الديني والثقافي. كما التأم في عمان خلال الفترة 11 إلى 14 سبتمبر 2015 منتدى وسائل التواصل الاجتماعي بمشاركة أكثر من 120 مشاركا من مختلف الطوائف والمنظمات الدينية والمجتمعات المدنية في الشرق الأوسط لرسم إستراتيجيات جديدة تهدف إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي فيما يعزز الحوار بين الآراء والثقافات والديانات المتعددة السائدة في العالم. وقد تأسس المركز – وفقا لأبوالنصر - في العام 2012 من قبل السعودية والنمسا وإسبانيا إلى جانب الفاتيكان بصفته عضوا مؤسسيا مراقبا، ويتألف مجلس إدارته من 9 قيادات تمثل خمس ديانات وثقافات رئيسية في العالم (الإسلام والبوذية والمسيحية والهندوسية واليهودية).. موضحا أن رسالته تتضمن العمل مع الشركاء على المستوى العالمي لتعزيز الحوار بين أتباع الأديان والثقافات والحد من الصراعات وتعزيز المصالحة والسلام ويعد حلقة وصل بين رجال الدين. وأدارت الناشطة التونسية سميرة بلقاضي الجلسة الافتتاحية حيث أكدت على أهمية ترسيخ ثقافة الحوار والسلام في كل أنحاء العالم خصوصا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لأن النجاح لن يتحقق إلا من خلال التحاور والعيش بسلام.. منوهة في هذا الصدد بجائزة نوبل للسلام لسنة 2015 التي منحت لوسطاء الحوار التونسي أو ما يعرف بالرباعي الراعي للحوار الذي أطلق مبادرة الحوار الوطني في 5 أكتوبر 2013. وتحدثت مي خضرا صحفية لبنانية وناشطة سياسية عن تجربتها مع المركز، قائلة "إن العالم العربي يتخبط بكثير من المشاكل والصراعات وأساسها ديني ولتحصينه يجب تفعيل ركائز الحوار وإنهاء ظاهرة العنف باسم الدين"، مؤكدة على ضرورة أن يكون هناك دور إيجابي للشباب في هذا المسعى لأن المستقبل والحاضر لهم. ومن جهتها.. قالت الناشطة السورية رهف تسابحجي إن موضوع الحوار بات مشكلة في العالم العربي بسبب تشبث كل طرف برأيه وبمعتقده، داعية الشباب والجميع إلى ضرورة التعامل بشكل صحيح مع وسائل التواصل الاجتماعي للعمل سويا من أجل تعمير البلاد والمجتمعات. أما الناشط الحقوقي الفلسطيني بسام بحر منسق حملة (كن فلسطينيا) فقد أكد على أهمية نتائج المؤتمر الأخير الذي عقد في عمان العام الماضي، قائلا "إن الحوار هو الأساس لدحر الخلافات فيما بيننا ".. مشيرا إلى أنه لا توجد مشاكل في فلسطين تتعلق بالموضوع العقائدي.