مازال المجتمع الدولي يأمل في الوصول إلى اتفاقية سلام بين النظام الأسدي والمعارضة السورية لإنهاء إراقة الدماء بسوريا، من خلال مباحثات لندن لتسهيل عقد اجتماع مؤتمر جنيف 2. وقالت صحيفة الإندبندنت البريطانية، في عددها الصادر اليوم: “,”يلتقي عدد من وزراء خارجية دول غربية وعربية مع مسئولين بالمعارضة السورية في لندن، من أجل إقناعهم بالمشاركة في مؤتمر السلام جنيف2، وأضافت أن المشكلة تكمن في رفض المعارضة بشكل نهائي للحوار في حالة بقاء الأسد في الحكم“,”. وأشارت الإندبندنت، إلى أنه منذ اندلاع الثورة السورية، والقتل لا يتوقف، فالمزيد من الدماء وكتل من الجثث تحولت معها سوريا إلى مقبرة كبيرة انتشرت بها الأمراض وفرّ أهلها من ويلات الحروب، إلى أن تم الهجوم الكيماوي على الغوطة شرق دمشق، وأصبح كلا الجانبين يلقي اللوم ويتهم الآخر باستخدام الكيماوي، رغم تقرير الأممالمتحدة الذي يؤكد أن النظام السوري استخدم بالفعل السلاح الكيماوي ضد شعبه. وتابعت الصحيفة قولها: بعد تهديد واضح وصريح من الرئيس باراك أوباما بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا، تدخلت روسيا على الفور لتنقذ حليفتها من الحرب. وفي سياق متصل، لمّح الجانب الأمريكي إلى أنه يمكن الموافقة على شرط المعارضة وهو تنحي الأسد، لكن هناك انقسامًا شديدًا بين قوات المعارضة، فبعضهم وافق على الحضور والآخر رفض مثل المجلس الوطني السوري. وبين انقسامات المعارضة أوضحت الصحيفة أن قوات الأسد استغلت هذه الانقسامات وحققت مكاسب على أرض الواقع، استطاعت من خلالها أن تعيد بلدة ذات أهمية استراتيجية ك “,”القصير“,” بمساعدة حزب الله الشيعي. واستطردت الصحيفة بقولها: يبدو أن قطر والسعودية الداعمتين الرئيسيتين لقوات المعارضة منزعجتان وتشعران بالقلق إزاء صعود مجموعة جهادية تابعة للدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام (القاعدة)، نظرًا لأن وزير الخارجية القطري “,”خالد العطية“,” يسعى جاهدًا لإقناع قادة المعارضة في اسطنبول بحضور محادثات السلام في جنيف، ولكن لاتزال هناك صعوبات كبيرة لعقد المؤتمر. و من جانبه اشترط أحمد الجربا، رئيس الائتلاف المعارض، أن يكون هناك جدول زمني واضح وألا تتحول المحادثات إلى حوار مفتوح مع النظام الأسدي. ونقلت الصحيفة قول مسئول بريطاني: “,”عندما يكون لديك واقع أليم وأوضاع شديدة القتامة مثل الأوضاع السورية يجب علينا اغتنام أي فرصة للمفاوضات لوقف القتل“,”.