تناول كبار كُتاب الصحف المصرية، الصادرة اليوم الأربعاء، عددًا من الموضوعات المهمة التي تشغل المواطن العربي والمصري. ففي عموده (بدون تردد) بجريدة الأخبار، قال الكاتب محمد بركات تحت عنوان (أوروبا.. تواجه الإرهاب) إن حالة شديدة من القلق والخوف تسود القارة الأوروبية الآن وتنتشر في كل دولها وبين جميع مواطنيها، بعد الجرائم الإرهابية البشعة التي وقعت في بلجيكا بالأمس، وراح ضحيتها عشرات القتلى والعديد من المصابين. وأوضح أن ما تعرضت له العاصمة بروكسل من انفجارات وقتل وسفك للدماء سواء في المطار أو محطات القطارات وبعض الأماكن والميادين الرئيسية الأخرى، وضع القارة الأوروبية كلها في مواجهة مباشرة وحادة مع الإرهاب، الذي أصبحت جرائمه وأخطاره تطول الكل وتهدد الجميع، وحالة الطوارئ والاستنفار القصوى التي أعلنتها بلجيكا في أعقاب الجرائم الدموية، امتدت فورا إلى كل الدول والعواصم الأوروبية سواء في فرنسا أو ألمانيا أو هولندا أو انجلترا، أو غيرها. وتابع بركات قائلا: "جميع تلك الدول اتخذت العديد من الإجراءات الأمنية تحرزا وخوفا من امتداد نيران الخطر الإرهابي إليها، بعد أن ثبت لها باليقين العملي أن هذا الخطر يتخطى كل الموانع وكل الحدود، بل ووصل بالفعل إلى بروكسل، التي يعتبرونها قلب أوروبا وعاصمة الاتحاد الأوروبي، ومقر كل الهيئات، والمؤسسات للاتحاد، ما يزيد من خطورة جرائم الأمس في بروكسل، إنها تأتي امتدادا للجرائم الإرهابية التي وقعت في العاصمة الفرنسية باريس في نوفمبر الماضي، كما تأتي أيضا بعد أيام قليلة من القبض على المتهم الرئيسي في أحداث باريس داخل بلجيكا نفسها". واختتم مقاله قائلا: "كل الخبراء والمراقبون يجمعون الآن على أن ما حدث في بروكسل ومن قبل في باريس، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك، أن الإرهاب جريمة عالمية عابرة للحدود ولا وطن لها، وأن أخطاره ليست مقصورة على دولة بعينها أو منطقة بذاتها، ولكنه يهدد الجميع نظرا لكونه عدوا كارها للإنسانية وللحياة نفسها، وإنه يستوجب مواجهة عالمية شاملة للقضاء عليه، هذا هو نفس ما قالته مصر وأكدته أكثر من مرة طوال الشهور والسنوات الماضية، فهل حان الوقت لأن يدرك العالم هذه الحقيقة ويعمل بها؟". وفي السياق ذاته، وفي عموده (على بركة الله) بصحيفة الجمهورية قال الكاتب فهمي عنبه تحت عنوان (اتفاق دولي..أو الانتحار) إنه لابد أن تؤمن شعوب ودول العالم بأن أي تأخير في الحشد والتكاتف لمواجهة الإرهاب.. يعني سقوط عشرات الضحايا وتدمير مئات المنشآت كل يوم، ليس في منطقة واحدة ولكن في أرجاء المعمورة. وأشار إلى أن الإرهاب يضرب بتفجيراته وهجماته الوحشية في كل مكان شرقا وغربا شمالا وجنوبا، ولم يعد يفرق بين وطن ولا دين، وكأنه (دراكولا) لا يرتوي إلا بمزيد من الدماء، تحول العالم بأسره إلى ساحة حرب للتنظيمات الإرهابية المتطرفة، التي تحالفت مع العصابات و"المافيا" والجماعات الرافضة لمجتمعاتها وتساندها أجهزة مخابرات بتنفيذ عملياتها التفجيرية لإرهاب الدول والشعوب، والأهم أنها بعد فترة ونظرا لاستخفاف العديد من الدول بها، أصبحت تمتلك جيوشا وطائرات ودبابات ومدافع، وسيطرت على بلاد بأكملها. وأوضح عنبه أن مواقع عمل هذه التنظيمات تعددت التي اتخذت عدة أسماء مثل (داعش وبوكوحرام وأبوسياف وبابارخاسا التابعة للسيخ، وأيتا وكاح اليهودية، وكلوكس كلان وعشرات غيرها) وجميعها تتفق على سفك الدماء والتدمير والتطرف والإجرام وأسلوبها مختلف لكن هدفها واحد، هو الإرهاب والسيطرة على الناس والأرض. وشدد على أن بيانات الشجب والإدانة التي تخرج من القادة والرؤساء بعد كل عملية إرهابية لم تعد صالحة للتعامل مع التنظيمات الدموية، ولا إعلانات التضامن من المجتمع المدني في كل بلاد العالم ستخيف منفذي العمليات التفجيرية، فلا مناص من تكثيف كل الجهود الدولية لمواجهة هذا الخطر السرطاني الذي يأكل في جسد البشرية ويريد أن يمحوها من فوق ظهر الأرض ليسيطر ويتحكم ويلهو كيف يشاء، هي حرب عالمية يجب أن تعلن فورا وخطواتها الأولى تبدأ بقطع طرق وصول الإمدادات المادية والبشرية والتسليحية لهذه التنظيمات. ولفت عنبه إلى أن لا تمويلات للعملة ولا مرتزقة يتم تجنيدهم ولا رصاصة واحدة يجب أن يفوز بها أي تنظيم إرهابي وذلك لن يتحقق إلا بتعاون كامل بين مخابرات الدول والمؤسسات البنكية والمصرفية ومصانع إنتاج السلاح وسماسرة البيع أيضا الذين يجب تحييدهم، داعيا كل دول العالم العمل على مراقبة الفضاء الإلكتروني الذي يتم من خلاله تجنيد العملاء أو نقل البيانات والاتفاق على العمليات، والأهم هو تبادل المعلومات بين الأجهزة المعنية بالمكافحة في كل مكان بالعالم. واختتم مقاله قائلا:"لن تنفع كل الإجراءات التي اتخذتها الدول أمس بعد تفجيرات بلجيكا في التخلص من العمليات الانتحارية، فقد رأينا كيف يخترق الإرهابيون الحواجز الأمنية في الأماكن الحساسة، بل وفي مطار بروكسل التي تحتضن مقر الاتحاد الأوروبي كما وقع تفجير المترو وبجواره"، متسائلا هل يعتقد الغرب أن إخلاء القصر الملكي في بروكسل، أو تشديد الإجراءات الأمنية حول البيت الأبيض هو الحل؟. وفي سياق منفصل، قال الكاتب فاروق جويدة في عموده (هوامش حرة) بصحيفة الأهرام تحت عنوان (بين أثرياء مصر وأمريكا) إن 40 مليونيرًا من أثرياء أمريكا تقدموا إلى عمدة نيويورك يطالبون بزيادة نسبة الضرائب عليهم حتى تتمكن الحكومة من توفير حياة كريمة للفقراء في الصحة والتعليم والسكن، واقترح هؤلاء أن تكون الزيادة بنسبة 1% هذا بخلاف التي يسددونها كل عام. وأوضح أن البعض قد لا يعرف أن التهرب الضريبي في أمريكا من أكبر الجرائم التي يعاقب عليها القانون، حين قرأت هذا الخبر تذكرت ما يجرى في مصر من مواقف مضحكة، في المقابل لو أن مليونيرات مصر وعددهم كبيرا جدا قاموا أولا بسداد مستحقات الدولة من الضرائب أو اتخذوا قرارا جماعيا بتوفير مبلغ كبير من المال للعشوائيات أو مشروعات المجاري والمياه أو الصحة أو التعليم. وقال جويدة: "40 مليونيرًا أمريكيًا من ولاية واحدة هي نيويورك فماذا عن بقية الولايات ومئات المليونيرات الذين ينتشرون في ربوع أمريكا، الفرق أن هناك بشرا يقدرون المسئولية تجاه أوطانهم وشعوبهم والفقراء في بلادهم..لكننا في مصر تجاهلنا حقوق المواطنة وفي ظل منظومة الفساد في العهد البائد كان كل واحد يسعى لتوفير الحياة الكريمة للأسرة والأبناء دون مراعاة للملايين من أبناء الوطن الذين يعيشون على الكفاف". واختتم مقاله قائلا:"لقد تصورت يوما اجتماعا يضم أثرياء مصر من أصحاب الملايين وقد أصدروا بيانا يؤيدون فيه موقف الحكومة في قضايا تطوير التعليم والصحة وإنشاء مشروعات المياه والمجاري وأن كل واحد منهم قرر أن يدفع مبلغا من المال أو يقيم مشروعا أو يبنى مدرسة أو مستشفى أو على الأقل يسدد ما عليه من الضرائب لأن مستحقات الدولة من متأخرات الضرائب تزيد على 45 مليار جنيه". وفي سياق آخر، قال الكاتب مكرم محمد أحمد في عموده (نقطة نور) بصحيفة الأهرام تحت عنوان (لماذا يهرب أوباما إلى آسيا؟) إن:"أيا كانت المسوغات التي يقدمها الرئيس الأمريكي أوباما لتبرير سياساته الجديدة التي جعلت اهتمام واشنطن بالقارة الآسيوية بديلا لمنطقة الشرق الأوسط، لأنها لم تعد من وجهة نظره تهم المصالح الأمريكية كثيرا!، ابتداء من اعتقاده بأن مستقبل أمريكا الاقتصادي يكمن في علاقاتها مع آسيا، وأن على واشنطن تعزيز شبكة علاقاتها مع بورما وفيتنام واندونيسيا والدول النمور جنوب شرق القارة كي تمنع هيمنة الصين، وأن الآسيويين يمتلئون طاقة وحماسا، ويحققون كل يوم إنجازا جديدا، فضلا عن انهم يحبون الأمريكيين، عكس شعوب الشرق الأوسط التي لم يعد في وسع الولاياتالمتحدة أن تجعل منها مكانا افضل!". وأوضح أن الأمر المؤكد أن أوباما يدرك جيدا حجم الفشل الذريع الذي أحاق بسياساته في الشرق الأوسط، ويعرف على وجه اليقين أنه أغضب كل أصدقائه ابتداء من الخليجيين والسعوديين إلى المصريين، وقبلهم أهل العراقوسوريا، كما اغضب حلفاءه الأقرب الإسرائيليين رغم ما يقدمه من عون عسكري ضخم لإسرائيل!..، وأظن أن تعليقه كل آمال المستقبل الأمريكي على علاقاته الآسيوية الجديدة يكشف رغبته الملحة في الهروب من الشرق الأوسط الذي كشف خواء سياساته وفضح عجزها، ابتداء من قضية الصراع العربي-الإسرائيلي إلى الحرب على الإرهاب، بما في ذلك تسوية الملف النووي الإيراني التي يعتبرها أهم إنجازاته، رغم آثارها المخيفة التي زادت من مخاطر هيمنة فارس وتمدد نفوذها في الشرق الأوسط على حساب أمن العرب ومصالحهم العليا. واختتم مقاله قائلًا: "برغم أن العالم كله يعرف على نحو مفصل أن سياسات أوباما الفاشلة تجاه الأزمة السورية، وفشله الذريع في مواجهة الإرهاب، وسكوته المتواطئ على تضخم داعش، وهروبه المخجل من الالتزام بقضية سلام الشرق الأوسط، هي التي فتحت الأبواب واسعة أمام التدخل العسكري الروسي في سوريا الذي عزز مكانة الروس شرق المتوسط، وأضفى عليها شرعية دولية لم يملك أوباما سوى الاعتراف بها، يصر الرئيس الأمريكي أوباما على إنكار كل هذه الحقائق، ويحاول تقنين ضعفه وهروبه في مبدأ جديد يحمل اسمه يدعو إلى إهمال الشرق الأوسط وتجنب مشاكله، بحجة أنه لم يعد يهم المصالح الأمريكية كثيرا!، ويعتبر أخطاءه الكبرى مصدر فخر واعتزاز!، ويوزع الاتهامات جزافا على الجميع كي يبرئ نفسه، رغم أنه أصاب بسياساته الفاشلة مصداقية الولاياتالمتحدة في مقتل، وخذل حلفاءه وأصدقاءه وهو يجر أذيال خيبته إلى آسيا!".