تناول كتاب مقالات الصحف المصرية، اليوم الاثنين، العديد من الموضوعات والقضايا التي تهم الرأي العام. فقال الكاتب محمد بركات في مقاله بعنوان "بدون تردد" بصحيفة "الأخبار" "منذ مائة عام تقريبا وحتى اليوم، ونحن نسمع ونقرأ ثم أخيرًا نشاهد بعد ظهور الفضائيات هجوما كاسحا، وتهجما شديد اللهجة على الاسماك المملحة بصفة عامة والفسيخ والملوحة بصفة خاصة، في مناسبة شم النسيم. وأضاف: "وفي كل عام، وقبل قدوم شم للنسيم بعدة أيام، تبدأ حملات الهجوم المكثف، وتتعرض فيها وخلالها عائلة الاسماك المملحة لهجمات شرسة من الذم والتنفير وإشاعة الكراهية، تبدأ عادة بالنصح والإرشاد، ثم تتطور وتتصاعد وتيرتها وتزداد حدتها، لتصل إلى مستوى المطالبة بالمنع والدعوة للتحريم بعد ذلك، وأخشى أن تصل إلى التجريم في يوم من الأيام ". وأشار إلى أن وسائل الإعلام المختلفة وعلى رأسها الصحف دأبت على استخدام جميع وسائل التناول والعرض المتوافرة بالمنظومة للتعامل مع العدو المفترض، الذي أصبح المتهم رقم واحد بتهديد حياة البشر، لتوضيح مدى خطورته وقوة تأثيره المدمر على حياة المصريين، المعرضين للفناء على يد مئات بل آلاف الميكروبات والجراثيم التي يحملها الفسيخ بالذات بين طياته، وتكتظ بها الملوحة بين ثناياها، ولا يخلو منها السردين وغيره من باقي عائلة الأسماك المملحة. وأوضح بركات، أن الصحف ووسائل الإعلام كل لجأت خلال السنوات الأخيرة، إلى استخدام السلاح الطبي في حربها ضد الأسماك المملحة، وذلك لتخويف وردع المواطنين المصريين عن تناول كل تلك الكميات الهائلة من الفسيخ والرنجة وغيرها، فهذا طبيب يحذر من خطر هذه الأكلات على مرضى القلب، وهذه طبيبة تحذر من خطورتها على مرضى الضغط، وآخرون يلوحون بالمصير المحتوم الذي ينتظر مرضى الصدر والحساسية والكلى والكبد والسكر، وغيرهم. واختتم بركات مقاله: " لكن المثير للانتباه في كل ذلك أمران لا بد من وضعهما موضع الاعتبار من جانب أمراء الحرب على الاسماك المملحة، أولهما، أن تلك عادة يحرص عليها المصريون منذ ما يزيد على 7000 عام وحتى اليوم ولن تنقطع.. وثانيهما، أن غالبية المصريين يتابعون ذلك الهجوم على المملحات بالقراءة والمشاهدة، ثم يبتسمون ويتندرون بها وهم يستعدون لالتهام الفسيخ والملوحة وغيرها ". أما فاروق جويدة فقال في عموده "هوامش حرة" بصحيفة "الأهرام" "إن وزارة الداخلية يبدو أنها بدأت في اتخاذ إجراءات جادة لإنقاذ المصريين من لعنة النت والفيس بوك واليوتيوب وقبيلة الاتصالات الحديثة التي خربت عقول الشباب. وأضاف الكاتب أن هذه الوسائل الحديثة في الاتصالات قدمت خدمات رهيبة في كل شئ، في سرعة التواصل وقطع المسافات والانفتاح على العالم بحيث تحول فعلا إلى قرية صغيرة، علاوة عن إبرام الصفقات وتحويل الأموال، وفيه أيضا تعيش مع الفن الراقي الجميل وتسمع روائع الماضي وتقرأ الأخبار والصحف وتشاهد الفضائيات وتتابع البرامج. وأشار إلى أن كل هذه الخدمات تعد إنجازا حضاريا رهيبا، ولكن بجانب هذه الإيجابيات هناك كوارث أخلاقية وسلوكية جعلت من هذا الجهاز الصغير مأساة في كل بيت، حيث أن الفضائح الأخلاقية تجرى على مواقع النت، وتصنيع القنابل والمفرقعات والتواصل بين شبكات الإرهاب وتهريب الأموال ونهب الثروات والاعتداء على حرمة البيوت والمخدرات وأفلام العرى كل هذه الأشياء في متناول الأطفال الذين يجلسون بالساعات أمام هذه الشاشات الصغيرة دون رقابة من أحد. وأوضح جويدة أن الغريب في الأمر أن تجد الأب جالسا أمام جهاز الكمبيوتر والأم أمام الإيباد والأبناء أمام التليفون المحمول وكلهم ضحايا هذا العبث، مشيرا إلى أن استخدام النت في جمع المعلومات أو الأخبار أمر جيد ومطلوب، ولكن لنا أن نتصور شبابا يعيشون لحظات جنون أمام هذه الفوضى الكونية، هناك جرائم كثيرة تتم الآن تحت راية التواصل الاجتماعي. واختتم جويدة مقاله: " أمام وزارة الداخلية قضايا كثيرة في الجنس والنصب والاحتيال باسم التكنولوجيا.. مطلوب إجراءات جديدة تحكم هذه الكوارث التي تحيط بالمجتمعات وتهدد مستقبل الأجيال القادمة.. هناك مسئولية كبيرة على الأسرة في مراقبة أطفالها.. وعلى الدولة أن تمارس حقها في حماية المجتمع من أخطار كثيرة تهدد أمنه ومستقبله، فقد أصبح الإرهاب صناعة دولية يمكن تصديرها إلى أي مكان في هذا العالم ". من جهته، قال الكاتب مكرم محمد أحمد في مقاله نقطة نور بصحيفة الأهرام والذي جاء تحت عنوان " أوباما يبرر للارهب جرائمه"، اعتاد الأمريكيون في فلسفتهم ضد الإرهاب أن يرفضوا أي مبررات تسوغ ارتكاب جرائمه، أوتبحث لها عن ذرائع تعطيه نوعا من الشرعية تبرر أفعاله، لأن الإرهاب من وجهة نظرهم جريمة مستهدفة لذاتها، يخطط الارهابيون لارتكاب جرائمهم بدوافع الفكر الإرهابى دون انتظار أية مسوغات، ولأن الأصل والدافع في جريمة الإرهاب أن هناك قلة تريد أن تفرض بسطوة الإرهاب ارادتها على المجتمع. وأضاف "ومن ثم فإن الموقف الصحيح من الإرهاب كما يراه الأمريكيون، يخلص في رفض ذرائعه ورفض التفاوض أو الوصول إلى حل وسط معه، ومع ذلك خرج علينا الرئيس أوباما مستبقا اجتماعه مع رؤساء وقادة الخليج يتحدث عن سخط الشباب على أنظمة الحكم في المجتمعات العربية ليقدم للإرهاب أسبابا ومبررات تسوغ ارتكاب جرائمه النكراء!. وأردف الكاتب قائلا" لست أود الدخول في جدل بيزنطي حول الرؤية الجديدة التي يقدمها الرئيس الأمريكي لمسوغات الإرهاب، لأن هناك بالفعل بيئات حاضنة للإرهاب يمتزج فيها الإحباط مع الفقر المدقع وغياب الوعى والثقافة، تخلق ظروفا ملائمة تساعد جماعات الإرهاب على الانتشار، وقد لا تشكل معظم دول الخليج بيئات خاصة حاضنة للإرهاب وإن كان هناك من يساعدون على ترويج الفكر المتطرف لأهداف أخرى أخطرها خدمة مصالح قوى خارجية، وهو الأمر الواضح جدا في المشكلة اليمنية، حيث استثمرت طهران الوضع الطائفي للحوثيين باعتبارهم أقرب الجماعات الزيدية إلى شيعة إيران لخلق مناطق نفوذ في جنوب الجزيرة تهدد أمن السعودية، تمدها بالمال والعتاد دون احترام لعدم التدخل في الشأن الداخلي لدول الجوار، وهذا ما أقره وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي اعترف بأن واشنطن تعلم جيدا حجم الإمداد الذي تقدمه إيران للحوثيين، الأمر الذي يتكرر في البحرين رغم محاولات الإصلاح الدستوري والسياسي التي تجرى في المملكة لإلغاء كل صور التمييز بين السنة والشيعة. واختتم الكاتب مقاله قائلا " لست أشك في أن الرئيس أوباما يعرف جيدا، أنه لولا تشجيع طهران للحوثيين وإمدادهم بالمال والسلاح لما بلغت قدرة الحوثيين العسكرية هذا الحد الذي يمكنهم من الاستيلاء على صنعاء والزحف إلى عدن، وأظن أنه يعرف جيدا أنه لولا تحريض طهران لما بلغت المشكلة البحرينية هذا الحد، وتمكن السنة والشيعة من الوصول إلى وفاق وطني خاصة مع إقدام دولة البحرين على عدد من الإصلاحات التشريعية والقانونية اقترحها تقرير دولي يحظى بالاحترام. بدوره، قال الكاتب فهمى عنبه في مقاله بصحيفة الجمهورية تحت عنوان" العالم يتخبط " لا أحد يدري ماذا يجري في العالم.. فالسياسة الدولية لم يعد لها قواعد ولا تعترف بثوابت ولا مواثيق.. والعلاقات الدبلوماسية بين البلدان تتبدل بأسرع مما يغير قادتها ملابسهم.. وخرائط الحدود تتكسر كل يوم كالزجاج لترسم خطوطا جديدة.. وتحول الأمر إلى "لوغاريتمات".. أتحدي أن تشرحها أبرز المراكز الإستراتيجية أو تستطيع إيقافها أمهر أجهزة المخابرات على وجه الأرض؟! وأضاف "قام الرئيس الأمريكي باراك أوباما بانقلاب في سياسة بلاده.. فبعد أن عاشت أجيال في الولاياتالمتحدة لأكثر من نصف قرن تسقي أولادها الكراهية لدولة مجاورة هي "كوبا" التي تعتبرها الإدارة الأمريكية من البلدان الراعية للإرهاب.. فجأة دون إنذار يتصافح أوباما مع راؤول كاسترو الذي حل مكان شقيقه فيديل في الرئاسة.. وكذلك فعل مع قادة فنزويلا.. وكأن أمريكا تريد استعادة مكانتها في المنطقة اللاتينية بعد أن كانت تناصب قادتها العداء وتدبر ضدهم انقلابات عسكرية كل فترة وتسميها جمهوريات الموز. وأشار عنبه إلى أن العديد من رؤساء المخابرات في أمريكا كشفوا أنه منذ الستينيات إلى بداية التسعينيات كان كل رؤساء الولاياتالمتحدة يطلبون منهم اغتيال الرئيس الكوبي "فيديل كاسترو" ولكن كل المحاولات فشلت وقامت هوليوود بإخراج أفلام سينمائية عديدة عن هذه الأحداث في تلك الفترة. وأضح أن وسيلة أمريكا للتخلص من معارضيها كانت هي الاغتيالات.. وقد حاولت مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أيضًا وفشلت.. لذلك تغير أسلوبها أحيانا إلى الاغتيال المعنوي بدلًا من الجسدي.. وأخيرا تم اعتماد سياسة المصالحة والاحتواء.. وهو ما يفعله أوباما في أمريكا اللاتينية ومع إيران التي ظلت "الشيطان الأكبر" في نظر الأمريكيين منذ ثورة الإمام الخوميني على شاه إيران عام..1979 والآن مطلوب منهم أن يسيروا خلف أوباما ويعتبروا إيران هي الحليف الأول لهم في الشرق الأوسط وربما تتساوي في المكانة "عند البيت الأبيض" مع إسرائيل الحليف الأساسي والإستراتيجي. ولفت الكاتب إلى أنه منذ انهيار الاتحاد السوفيتي السابق وتفكك المعسكر الشيوعي في شرق أوربا ووسط آسيا.. أصبحت خريطة العالم مثل لوحة "الميزايكو" أو لعبة "المكعبات" التي يعيد الأطفال ترتيبها.. كل يوم تظهر دولة لتنضم إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة.. أو تنفصل أخرى لتستقل وكانت ألمانيا هي آخر دولة اتحدت لإصرار شعبها.. وكأن بعدها هناك دائما من يشجع على التفتيت والتقسيم. وقال "لم يكن هناك من يتخيل قبل عام واحد أن أمريكا ستصالح إيران وتستجيب لمطالبها.. ولم يكن هناك من يتوقع أن باكستان لن تشارك في عاصفة الحزم ضد الحوثيين.. وتعجب العالم وهو يشاهد أوباما يصافح راؤول كاسترو.. وزاد عجبه حينما قال الرئيس الأمريكي "أنه ليس من مصلحتنا تهديد فنزويلا ولكننا ندعم الاستقرار والازدهار والديمقراطية فيها"!! واختتم الكاتب مقاله قائلا: "وسط أمواج التخبط في السياسة الدولية.. وإعادة تشكيل تحالفات وتوازنات جديدة.. أين العرب من كل ذلك؟، حيث أن دول العالم تسعي لمصالحها حتى لو غيرت سياستها 180 درجة.. ومنطقتنا تواجه أعتي التحديات.. فهل ننتبه.. ونفكر.. ونعمل.. ونتحد.. أم سنظل نتفرج؟!