الالتزام بالقيم والتقاليد يحمى الإنسان من الوقوع فريسة لأهواء النفس، ويبعده عن شرور قد تودى به إلى المهالك، والبعد عنها نتيجته معروفة سلفًا وهو دمار الإنسان وتحطيمه.. الكلمات ربما سمعتها «غادة» الفتاة الريفية الصغيرة فى مسقط رأسها ب «البدرشين»، لكن يبدو أنها لم تتخط أذنيها لتصل إلى وجدانها والنتيجة فقدانها لأعز ما تملكه الفتاة، حملت سفاحًا، وعندما علمت والدتها بالواقعة قررت إنهاء حياتها، خنقتها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة. تلقى مأمور مركز البدرشين بلاغًا من مستشفى «البدرشين المركزى» بوصول فتاة صغيرة متوفاة خنقا والاشتباه فى وجود شبهة جنائية. على الفور تم تشكيل قوة من قوات مباحث مركز شرطة البدرشين تحت إشراف اللواء «خالد شلبى» مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، والمقدم «على عبدالرحمن» رئيس المباحث، ومعاونيه النقيب «أحمد كامل»، والنقيب «محمود ثابت»، وبالانتقال إلى مكان الواقعة، وبعمل البحث والتحريات اللازمة، وعرض جثة الفتاة على الطب الشرعى، دلت التحريات أن الفتاة توفيت نتيجة تعرضها للخنق ووجود كدمات حول الرقبة، وأن الفتاة حامل وليست عذراء. البداية كانت عندما علمت أسرة المجنى عليها بحملها، وسألت الأم نجلتها، فاعترفت أنها قابلت شابا وحدثت بينهما علاقه غير شرعية، فقامت المتهمة بضرب المجنى عليها ثم خنقتها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة فى الحال، وبعد ذلك قامت بنقلها إلى المستشفى وأبلغت الأطباء أنها تشعر بالتعب والاختناق، حتى لا ينكشف أمرها، تمكنت القوات من تحديد هوية المتهمة لملاحقتها، وبإعداد الكمائن نجحت فى القبض على «ميرفت.ع.ا» 45 عاما، ربة منزل، مقيمه بالبدرشين، وبمواجهتها اعترفت بالواقعة. وأقرت المتهمة أنها قتلت نجلتها حتى تتخلص من العار التى ألحقته بها بعد أن «وضعت رأس العائلة بأكملها فى الطين، بعدما حملت سفاحًا». تابعت المتهمة «تخرج ابنتى كل يوم ذاهبة إلى مدرستها أو لأخذ الدروس الخصوصية، وكنت أثق بها ثقه عمياء، ودائما كنت أعطى لها بعض النصائح حتى تتجنب الأخطاء، ولكنها استغلت ثقتنا والحرية بالخطأ، وتعرفت على أحد الشباب وكانت تذهب إلى مقابلته ولم تظهر عليها أى علامات تثير الشك تجاهها، وخاصة أنها لم تتأخر فى يوم عن ميعاد انتهاء مدرستها وانتهاء الدرس الخصوصى، ومع مرور الأيام بدأت تظهر علامات الإعياء عليها وكانت لا تشتهى للأكل على غير عادتها، ودائما تشتكى أنها تشعر بالدوار وتسقط مغشيا عليها، وكنت أعتقد هذا بسبب سوء التغذية بسبب إهمالها فى الأكل وانشغالها بالدروس». تقول المتهمة، عندما كانت تقترح على ابنتها الذهاب للطبيب للكشف عليها: «كان ينتابها الرعب وتقول لى إنها بخير وليست بحاجة للطبيب وترفض الذهاب معى، ولكن حالتها بدأت تزداد سوءا، و بدأت بطنها تكبر وتأخذ شكلاً غريبًا، وعندما واجهتها قالت لى إنها تشتكى من «القولون» ولكن لم يطمئن قلبى بما قالته فكل ما يظهر عليها علامات امرأة حامل، فطلبت منها أن ترتدى ملابسها وتأتى معى للطبيب حتى أطمئن عليها، فرفضت ولكنى أخذتها إلى الطبيب بالإجبار، وأثناء توقيع الكشف الطبى عليها سمعت الطبيب يقول لى «مبروك بنتك حامل»، كنت أتمنى أن أسمع هذا الكلمة ولكن وهى فى بيت زوجها، ولكن فى هذا الموقف كان الخبر كالصاعقة، تمالكت أعصابى وأخذتها وذهبت حتى لا أفضح أمرى. ذهبت معها إلى البيت وأنا أبكى، حاولت أن توضح لى بعض الأمور ولكنى لم أعطها فرصة للحديث وطلبت منها أن تصمت، وفور وصولنا للمنزل قمت بضربها، وطلبت منها أن تحكى لى ما حدث، فقالت إنها تعرفت على أحد الشباب من جيراننا، ودامت بينهما علاقة عاطفية لعدة شهور، تطورت إلى علاقة غير شرعية، وكانت تذهب معه إلى منزله وتعاشره معاشرة الأزواج، وقد وعدها بالزواج، وعندما سمعت هذا الحديث منها لم أتمالك أعصابى وانهلت عليها بالضرب المبرح مرة أخرى وأمسكت برقبتها وخنقتها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة.