"هل من الممكن أن تصبح نعمة الثراء نقمة على أصحابها؟! هل يعقل أن من يدفع الثمن طفلة لم يتجاوز عمرها 6 سنوات ؟! وبأى ذنب قتلت ؟! العديد من الأسئلة دارت فى ذهن اسرة الطفلة سارة التى قتلت بدم بارد على يد جارتها التى تخلصت منها بدافع الغيرة من اسرتها صاحبة النفوذ والأموال .. ليكون الفقر هو الشاهد الوحيد على الواقعة التى شهدتها مدينة الصف وخرجت على بكرة ابيها تطالب بالقصاص من المتهمة التى ارتكبت جريمتها دون أن تأخذها أى شفقة بالمجنى عليها .. المزيد من التفاصيل ترويها السطور القادمة ." سيطرت حالة من الحزن الشديد على أهالى مدينة الصف بعد أن وصلهم خبر مقتل الطفلة سارة "7سنوات" على يد جارتها فوز ناجى "33سنة" والتى تخلصت منها وخنقتها لغيرتها من اسرتها صاحبة النفوذ والثراء. .. داخل منزل سارة اكتست جدران الحوائط بالسواد .. الحزن اصبح ضيف الأسرة الجديد بعد أن رسم صورة نجلتهم الفقيدة امام اعينهم بأقلام لن يمحوها الزمان .. أسرة سارة لديها من النقود ما يجعلها تعيش من الحياة رغداَ .. وعلى الجانب الآخر كان هناك من ينظر لهم بعين الحقد والحسد بعد أن لازمهم شبح الفقر والهوان. لم تكن تعلم سارة أنها ستدفع ثمن ثراء والدها لتبدأ اولى حلقات الغيرة من اسرتها .. بدأت المتهمة فى افتعال المشاكل مع والدة سارة "نادية.ع" 30 سنة لتتربص لها فى كل حركة تتخطاها دون أى سبب سوى أنها تمنت أن تنشق الأرض وتبتلعهم ولا تراهم فى هذه الحياة السعيدة . فكرت فوز كثيراً فى كيفية توجيه ضربة موجعة لأسرة المجنى عليها لتترسخ فى ذهنها أن تصيبهم فى فلذة كبدهم وتتخلص منها إلى الأبد .. وما إن استقرت الفكرة فى ذهنها حتى استغلت وجود الطفلة سارة مع ابنها فى الشارع وبدأت فى مداعبتها حتى استطاعت أن تدخلها إلى منزلها لتقوم بخنقها بكل وحشية حتى لفظت انفاسها الأخيرة و اتفقت مع زوجها على التخلص من الجثة ، وقام الزوج بحمل الطفلة والقاها فى احد المنازل المجاورة المهجورة .. على الجانب الآخر كانت اسرة المجنى عليها تبحث عن طفلتهم فى كل مكان , حاولت فوز أن تخفى جريمتها وتظاهرت بتعاطفها مع الأسرة واخذت تبحث معهم حتى عثروا على جثة الفتاة داخل المنزل المهجور. حملت الأسرة طفلتها وذهبت بها إلى الوحدة الصحية لعلها مازالت على قيد الحياة ولكن كانت الصدمة الكبرى "سارة فارقت الحياة" .. وقع الخبر كالصاعقة على الجميع لتبدأ صرخات الصياح والنحيب على فلذة كبدهم واصابة الأم بحالة اغماء والأب الذى افترش ارضية الوحدة حزناً على ابنته. .. وما هى إلا لحظات حتى وصل إلى بيت الضحية جموع غفيرة من المعزين الذين توافدوا بعد حادثة مقتل سارة .. نساء وشيوخ وتلاميذ ومعلمو المدرسة حيث تدرس الضحية . "لن أراك مرة ثانية حسبي الله ونعم الوكيل" بهذه الكلمات تحدثت أم شيماء التي بدت شاحبة الوجه وعيناها منتفختان من الدموع ، ويداها كانتا فوق نعش ابنتها المغطى بكفن أبيض .. الجميع حولها فى محاولة لمواساتها وتذكرتها بأن ما حدث إنما هو مكتوب وقدر الله سبحانه وتعالى ، لكنها لم تستطع أن تتمالك نفسها خاصة أن ابنتها قتلت بطريقة بشعة جدا. جو رهيب خيم على المكان وزاده رهبة، صراخ جدة سارة التي كانت تصيح بأعلى صوتها والتى كانت مرتبطة جدا بالضحية ولم تتحمل فراقها ، حيث كان ينتابها نوع من الهيستيريا بين لحظة وأخرى فى منظر تقشعر له الأبدان وتدمع له الأعين. كان اللواء محمد الشرقاوى مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة قد تلقى إخطارا من المقدم محمد مختار رئيس مباحث مركز الصف يفيد بعثور الأهالى على جثة طفلة بمنزل مهجور تدعى سارة حماة 7 سنوات ، حيث عثر الأهالى على حذائها ملقى بأحد الشوارع الجانبية لمنزلها. انتقل اللواء محمود فاروق مدير المباحث الجنائية والعميد رشدى همام رئيس قطاع الشرق وبمناظرة الجثة وجد بها آثار خنق وسحجات بالرقبة وكشفت التحريات بعدم وجود أى خلافات بين أسرة المجنى عليها وآخرين. تم وضع خطة بحث برئاسة المقدم محمد مختار وتبين أن وراء ارتكاب الواقعة جارة المجنى عليها وتدعى فوز ناجى محمد 33 سنة-ربة منزل ، وبضبطها أقرت بأنها فقيرة ودائمة الغيرة من والدة المجنى عليها (سارة)، وأنه قبل وقوع الحادث بيوم حدثت بينهما مشادة كلامية ، ويوم الحادث عندما عادت المجنى عليها الطفلة سارة إلى منزلها وطرقت باب شقتها فلم تجد والدتها ، مما اضطرت للهو فى الشارع بصحبة ابن جارتها القاتلة فوز، وعندما قامت المجنى عليها سارة بضرب ابن فوز، قررت الأخيرة التخلص من الطفلة فقامت بخنقها ووضعها فى برميل. وقامت المتهمة فوز بإلقاء حذاء الطفلة سارة فى الشارع كى تبعد عنها شبهة القتل واخذت تبحث مع والدى المجنى عليها عن الطفلة التى قامت بقتلها دون علم أحد وقامت بإخبار زوجها بأنها عثرت على جثة الطفلة بالصدفة أعلى سطح منزلهما وطالبته بسرعة التخلص منها والقائها فى منزل مهجور بجوار منزلها بالصف. تمكنت أجهزة الأمن من القبض على المتهمة واعترفت بارتكابها الواقعة واحالها اللواء عبدالموجود لطفى مدير امن الجيزة الى النيابة العامة لمتابعة التحقيقات وامام فريق النيابة قامت المتهمة بتمثيل الجريمة للوقوف على ملابساتها , كما امرت بحبس المتهمة اربعة ايام على ذمة التحقيقات على أن يراعى التجديد لها فى الموعد المحدد .