استقرار سعر الدولار مقابل الجنيه المصري: آخر تحديثات الأسعار    أسعار اللحوم اليوم السبت 11-5-2024 في الأسواق.. البلدي ب387 جنيها    اليوم ال218 من العدوان.. عشرات الشهداء في قصف إسرائيلي على غزة    البيت الأبيض يستبعد وصول مستوى العمليات العسكرية في رفح لمرحلة الهجوم البري    عاجل.. غموض إمام عاشور ومفاجأة الأهلي للترجي التونسي    القنوات الناقلة ل مباراة العين ضد يوكوهاما في نهائي دوري أبطال آسيا.. والموعد    "تعاطي المخدرات".. تعرف علي عقوبة عصام صاصا في حادث الدائري    «الأرصاد» تحذر من ظاهرة جوية اليوم.. والعظمى تسجل 30 درجة    اليوم.. محاكمة متهم في أحداث اقتحام مركز كرداسة    يسرا تضع شرطًا للعمل مع محمد رمضان ومي عمر.. فما هو؟    بينهم شقيقان، انتشال 4 جثث بحادث تصادم ميكروباص بسيارة نقل بالطريق الدائري    مصرع سيدة سقطت من شرفة منزلها أثناء نشر الغسيل لجرجا سوهاج    غدا.. "الشيوخ" يناقش خطط التوسع بمراكز التنمية الشبابية ودور السياسات المالية لتحقيق التنمية الاقتصادية    عمرو أديب: "لعنة مصر" هي الموظفون    تفاصيل إحالة 10 أطباء ورئيسة تمريض للتحقيق العاجل في أسيوط (صور)    بعد تعاونهما في «البدايات».. هل عاد تامر حسني إلى بسمة بوسيل؟    الشيبي يهدد لجنة الانضباط: هضرب الشحات قلمين الماتش الجاي    780 جنيها انخفاضًا ب «حديد عز».. أسعار الحديد والأسمنت اليوم السبت 11 مايو 2024    بوكانان يوقع على هدفه الأول مع إنتر ميلان في شباك فروسينوني    شاروخان يصور فيلمه الجديد في مصر (تفاصيل)    تعليق صادم من جاياردو بعد خماسية الاتفاق    قوات الاحتلال تقتحم بلدة عصيرة وقرية قوصين في محافظة نابلس    المفتي يحسم الجدل حول حكم الشرع بإيداع الأموال في البنوك    حركة القطارات | 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. السبت 11 مايو    في أقل من 24 ساعة.. «حزب الله» ينفذ 7 عمليات ضد إسرائيل    مجلس الأمن يدعو إلى إجراء تحقيق مستقل وفوري في المقابر الجماعية المكتشفة بغزة    إبراهيم سعيد ل محمد الشناوي:" مش عيب أنك تكون على دكة الاحتياطي"    كرم جبر: أمريكا دولة متخبطة ولم تذرف دمعة واحدة للمذابح التي يقوم بها نتنياهو    التعليم العالي تعلن فتح برامج المبادرة المصرية اليابانية للتعليم EJEP    تعليم الجيزة تحصد المراكز الأولى في مسابقة الملتقى الفكري للطلاب المتفوقين والموهوبين    عمال الجيزة: أنشأنا فندقًا بالاتحاد لتعظيم استثمارات الأصول | خاص    " من دون تأخير".. فرنسا تدعو إسرائيل إلى وقف عمليتها العسكرية في رفح    الغرفة التجارية: توقعات بانخفاض أسعار الدواجن والبيض الفترة المقبلة    حريق ب «جراج» في أبو النمرس والحماية المدنية تمنع كارثة (صور)    موازنة النواب عن جدل الحساب الختامي: المستحقات الحكومية عند الأفراد والجهات 570 مليار جنيه    الزراعة: زيادة الطاقة الاستيعابية للصوامع لأكثر من 5 ملايين طن    اليوم.. الاجتماع الفنى لمباراة الزمالك ونهضة بركان فى ذهاب نهائى الكونفدرالية    السياحة عن قطع الكهرباء عن المعابد الأثرية ضمن خطة تخفيف الأحمال: منتهى السخافة    حظك اليوم وتوقعات الأبراج السبت 11 مايو على الصعيد المهنى والعاطفى والصحى    عمرو دياب يحيى حفلا غنائيا فى بيروت 15 يونيو    خبير دستوري: اتحاد القبائل من حقه إنشاء فروع في كل ربوع الدولة    أبناء السيدة خديجة.. من هم أولاد أم المؤمنين وكم عددهم؟    الهلال ضد الحزم.. أكثر 5 أندية تتويجا بلقب الدوري السعودي    تناول أدوية دون إشراف طبي النسبة الأعلى، إحصائية صادمة عن حالات استقبلها قسم سموم بنها خلال أبريل    القانون يحمى الحجاج.. بوابة مصرية لشئون الحج تختص بتنظيم شئونه.. كود تعريفى لكل حاج لحمايته.. وبعثه رسمية لتقييم أداء الجهات المنظمة ورفع توصياتها للرئيس.. وغرفه عمليات بالداخل والخارج للأحداث الطارئة    المواطنون في مصر يبحثون عن عطلة عيد الأضحى 2024.. هي فعلًا 9 أيام؟    مصرع شاب غرقًا في بحيرة وادي الريان بالفيوم    رسائل تهنئة عيد الأضحى مكتوبة 2024 للحبيب والصديق والمدير    «أنصفه على حساب الأجهزة».. الأنبا بولا يكشف علاقة الرئيس الراحل مبارك ب البابا شنودة    النائب شمس الدين: تجربة واعظات مصر تاريخية وتدرس عالميًّا وإقليميًّا    هل يجوز للمرأة وضع المكياج عند خروجها من المنزل؟ أمين الفتوى بجيب    الإفتاء تكشف فضل عظيم لقراءة سورة الملك قبل النوم: أوصى بها النبي    الحكومة اليابانية تقدم منح دراسية للطلاب الذين يرغبون في استكمال دراستهم    نتائج اليوم الثاني من بطولة «CIB» العالمية للإسكواش المقامة بنادي بالم هيلز    5 علامات تدل على إصابتك بتكيسات المبيض    لأول مرة.. المغرب يعوض سيدة ماليا بعد تضررها من لقاح فيروس كورونا    هل يشترط وقوع لفظ الطلاق في الزواج العرفي؟.. محام يوضح    جلطة المخ.. صعوبات النطق أهم الأعراض وهذه طرق العلاج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بالصور.. آلام السنين داخل دار المسنين ببني سويف.. قصص مختلفة لآباء وأمهات يظهرن سعادة زائفة.. محمد: أبنائي انفصلوا عني وأزورهم بين الحين والآخر.. والحاجة فكرية: "حلوة يا ابني أيًا كان مستواها"
نشر في البوابة يوم 21 - 03 - 2016

ارتسمت ملامحهم بحزن دفين وغلب الشرود على تفاعلهم مع الحياة التي يعيشونها منعزلين عن أسرهم لأسباب مختلفة، وتاريخهم يحكي عن أدوار مقدرة لعبوها لكنهم في آخر المطاف كان مصيرهم أن يحلوا ضيوفًا دائمين في دار للمسنين يتولى رعايتهم أغرابًا عنهم، هذا هو حال المسنين في دار الهلال للمسنين ببني سويف، فبمجرد أن تطأ قدماك بداخله، تجد قصصا مختلفة لآباء وأمهات يظهرن سعادة زائفة، وأصوات ضحك تملأ أرجاء المكان من شباب جاءوا ليخففوا عنهن مأساة الوحدة.
في البداية يقول يوسف محمد 77 سنة: توفيت زوجتي منذ أكثر من 12 عامًا وتركت لي ولد يعمل سباك وبنت طبيبة، وتزوج كل منهما واستقر في عش الزوجية فوجدت نفسي وحيدا بلا أنيس أو جليس فقمت ببيع منزلي وقسمت ثمنه على أبنائي واستقريت في الدار أنفق من معاشي الذي اتقاضيه نظير عملي بإحدي الشركات، وبين الحين والآخر أذهب لزيارة نجلي ونجلتي بعد انشغالهم عني ولم يعد أحد يزورني منهما لذا فإنني أذهب للاطمئنان على صحتهما وحالهما.
أما محمد فريد 80 سنة، فقد جلس وفي يده مسبحه سارحا، صامتا لا يتحدث يحتبس دموعه وهو يحكي عندما كان معلما ناجحا طاف مختلف محافظات مصر بعد حصوله على البكالوريوس من جامعة الإسكندرية ولكن الزمن عصف به.
يقول عم محمد: إنه في يوم من الأيام أتذكر أنه كان يوم جمعة كنت أعد نفسي أنا وزوجتي للنزول للمسجد لصلاة الجمعة، وأتحدث إلى زوجتي وفجأة سقطت فحملتها إلى أقرب مستشفى فأخبرني الطبيب أنها فارقت الحياة وبدلا من أن نصلي سويا صليت عليها.
وأضاف: بعدها بفترة من الزمن فقدت اثنين من أبنائي أحدهما كان يعمل ضابطا بالقوات المسلحة وقد توفي وهو ممسكا للمصحف الشريف ويقرأ القرآن والآخر كان يعمل موظفا بالشئون الاجتماعية، وقد وافته المنية أثناء وضوئه للصلاة فألهمني ربي الصبر على فراق جميع أفراد أسرتي ولم يتبق له سوي ولد وحيد فسعيت على تربيته ونسيت هموم الدنيا من أجله، وتحملت مختلف أعباء الحياة وآلامها من أجله حتى كبر، وأنهى تعليمه وشرعت في البحث عن فرصة عمل حتى استطعت تعيينه في إحدى المصالح الحكومية ثم بحثت له عن عروسة واشتريت له شقة ثم تزوج واستقر في شقته الاانني فوجئت عقب زواجه بأنني اجلس بلا انيس ولا جليس وحاصرتني الوحدة ولم أجد قريبا أو نسيبا أو صديقا لكي يشغل فراغي حتى نجلي كان يطمئن على على فترات متقطعة فلم أجد حلا إلى أن اتجهت إلى دار المسنين واستقريت بها لكني أذهب بين الحين والآخر لزيارة نجلي والاطمئنان على صحته فالحياة مشاغل ويجوز هو مشغول.
وفي حجرة أخرى وفي صمت ودموع تبلل ملابسها، فتحت الشنطة وأفرغت ما فيها في نصف الدولاب لتلتقط منه حبة من دواء الضغط، وتلقي بجسدها المجهد على السرير في محاولة لنسيان ماحدث.
ثم بدأت في رواية قصتها اسمي فكرية أبوالوفا 75 سنة: كنت اعيش مع شقيقي في منزلنا ثم تقدم لي رجل متزوج فوافق شقيقي على الزواج وانتقلت للعيش مع زوجي في منزله، وقام شقيقي ببيع المنزل الذي كنا نقطن فيه وتزوج وأقام في حلوان.
وأضافت فكرية: بمرور الوقت لم يرزقني الله بنعمة الابناء فقام زوجي بتطليقي فسافرت إلى شقيقي واقمت معه في منزله فانزعجت زوجته وطلبت منه أن يخرجني من المنزل، ثم اجهشت بالبكاء وقالت استجاب لها واصطحبني إلى دار المسنين وتركني وبعد فترة من الزمن توفي شقيقي وعزف ابنائه عن زيارتي ولم يعد أحد لي في الدنيا سوي اصدقائي في الدار، وتابعت فأقر مسئولي الدار بتخفيض الرسوم لي نظرا لأن معاشي لايتعدي 300 جنيه في حين أن رسوم الدار 600 جنيه.
وعن مدى مناسبة حال الدار لها قالت الحاجة فكرية: "حلوة يا ابني ايا كان مستواها ماهو مفيش مكان اروحه غيرها " والحمد لله على كل حال.
وخلف عيونها الدامعة حملت الحاجة سعاد محمد 65 سنة آهات كثيرة بعدما إصابة المرض وانفصلت عن زوجها وتزوج ابنها وبنتها ولم يعد لديها محل إقامة ولم تجد مساعدة من قبل أبنائها الذين انشغلوا عنها وتركوها فاتجهت إلى دار المسنين، ورددت قائلة: "قلبي على ولدي انفطر وقلب ولدي على حجر" بعدما أفنيت عمري وشبابي في رعاية أولادي.
وأضافت محمد: "أن أكثر ما يحزنني بترحيب أبنائي بفكرة إقامتي في الدار ولم يعرض على أي منهما الإقامة معه في منزله فأدركت أن الإنسان ثقيل حتى لو كانت الام حتى انهم اصبحوا لا يسألون عني ولو حتى تليفونيا".
أما سامية محمد محمود مشرفة الدار، أكدت أن الدار تابعة لجمعية الهلال وتشرف عليها مديرية التضامن الاجتماعي لكنها تحتاج إلى دعم مادي للتطوير من أجل تقديم خدمة جيدة للمسنين فالدار تحتاج إلى أعمال صيانة بين الحين والآخر فضلا عن تدني مرتبات المشرفات والعاملين بالدار والتي تتراوح ما بين 100 إلى 300 جنيه فقط شهريا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.