احتفت وزارة الخارجية بيوم الجامعة العربية، الذي يوافق الثانى والعشرين من مارس من كل عام. وقامت الخارجية بتغيير الشعار الذي تحمله صفحتها الرسمية على موقع التواصل فيس بوك ليحمل الشعار علم مصر إلى جانب العلم الخاص بجامعة الدول العربية. وفى تقرير يحمل عنوان "مصر ونشأة جامعة الدول العربية" ونشرته الخارجية اليوم الأحد، على صفحتها أشارت إلى أن جامعة الدول العربية تحتفل يوم 22 مارس من كل عام ب"يوم جامعة الدول العربية"، ففي هذا اليوم من عام 1945 تم التوقيع على ميثاق جامعة الدول العربية، والتي تشكلت نواتها من سبع دول عربية هي جملة الدول العربية المستقلة في ذلك الوقت، إلى أن اتسع إطار الجامعة وأصبح يضم 22 دولة عربية حاليا. وذكرت أنه ورغم أن الدعوة إلى الوحدة العربية كانت مطروحة منذ عدة قرون، إلا أن فكرة إقامة تنظيم عربى واحد يجمع شمل الدول العربية لم تتبلور أو تتضح معالمها إلا خلال الحرب العالمية الثانية بفعل جملة من المتغيرات العربية والإقليمية والدولية. وأضافت وزارة الخارجية أن انتونى إيدن وزير خارجية بريطانياألقي خطابا في 29 مايو عام 1941 تضمن تشجيعا لفكرة إنشاء كيان يربط الدول العربية ببعضها البعض، وبعد أقل من عامين وتحديدًا في 24 فبراير عام 1942 أصدر إيدن تصريحه الشهير في مجلس العموم البريطانى بأن الحكومة البريطانية " تنظر بعين العطف إلى كل حركة بين العرب ترمى إلى تحقيق وحدتهم الاقتصادية والثقافية والسياسية." وتابعت" أخذ رئيس الوزراء المصرى آنذاك مصطفى النحاس بزمام المبادرة بعد عام تقريبًا من خطاب أنتونى إيدن، ودعا كلا من رئيس الوزراء السورى (جميل مردم) ورئيس الكتلة الوطنية اللبنانية (بشارة الخورى) للتباحث معهما في القاهرة حول فكرة "إقامة جامعة عربية لتوثيق العرى بين البلدان العربية المنضمة لها"، مؤكدا استعداد الحكومة المصرية لاستطلاع آراء الحكومات العربية في موضوع الوحدة وعقد مؤتمر لمناقشته". وقالت أنه على أثر ذلك بدأت سلسلة من المشاورات الثنائية بين مصر من جانب وممثلى كل من العراق، وسوريا، ولبنان، والمملكة العربية السعودية، والأردن، واليمن من جانب آخر، وهى المشاورات التي أسفرت عن تبلور اتجاهين رئيسيين بخصوص موضوع الوحدة: الاتجاه الأول يدعو إلى ما يمكن وصفه بالوحدة الإقليمية الفرعية أو الجهوية وقوامها سوريا الكبرى أو الهلال الخصيب. والاتجاه الثانى يدعو إلى نوع أعم وأشمل من الوحدة يشمل عموم الدول العربية المستقلة، وإن تضمن هذا الاتجاه بدوره رأيين فرعيين أحدهما يدعو لوحدة فيدرالية أو كونفيدرالية بين الدول المعنية والآخر يطالب بصيغة وسط تحقق التعاون والتنسيق في سائر المجالات وتحافظ في الوقت نفسه على استقلال الدول وسيادتها. وأوضحت أن لجنة تحضيرية من ممثلين عن كل من سوريا، ولبنان، والأردن، والعراق، ومصر، واليمن (بصفة مراقب) اجتمعت في الفترة من 25 سبتمبر إلى 7 أكتوبر 1944 رجحت الاتجاه الداعى إلى وحدة الدول العربية المستقلة بما لا يمس استقلالها وسيادتها. كما استقر الرأي على تسمية الرابطة المجسدة لهذه الوحدة ب "جامعة الدول العربية" وآثرته على مسمى "التحالف" أو "الاتحاد". وعلى ضوء ذلك تم التوصل إلى بروتوكول الإسكندرية الذي صار أول وثيقة تخص الجامعة حيث وقع على هذا البروتوكول رؤساء الوفود المشاركة في اللجنة التحضيرية وذلك في 7 أكتوبر 1944 باستثناء السعودية واليمن اللتين وقعتاه في 3 يناير 1945 و5 فبراير1945 على التوالى بعد أن تم رفعه إلى كل من الملك عبد العزيز آل سعود والإمام يحيى حميد. ومثّل هذا البروتوكول الوثيقة الرئيسية التي وُضع على أساسها ميثاق جامعة الدول العربية والذي شارك في إعداده كل من اللجنة السياسية الفرعية التي أوصى بروتوكول الإسكندرية بتشكيلها ومندوبى الدول العربية الموقعين على بروتوكول الإسكندرية، مضافًا إليهم مندوب عام كل من السعودية واليمن، كما حضر مندوب الأحزاب الفلسطينية كمراقب. وأشار التقرير إلى أنه بعد اكتمال مشروع الميثاق كنتاج لستة عشر اجتماعا عقدتها الأطراف المذكورة بمقر وزارة الخارجية المصرية في الفترة بين 17 فبراير و3 مارس 1945 أُقر الميثاق بقصر الزعفران بالقاهرة في 19 مارس 1945 بعد إدخال بعض التعديلات عليه. و تألف ميثاق الجامعة من ديباجة وعشرين مادة، وثلاثة ملاحق خاصة، الملحق الأول خاص بفلسطين وتضمن اختيار مجلس الجامعة مندوبًا عنها "أي عن فلسطين للمشاركة في أعماله لحين حصولها على الاستقلال. والمحلق الثانى خاص بالتعاون مع الدول العربية غير المستقلة وغير المشتركة في مجلس الجامعة. أما الملحق الثالث والأخير فهو خاص بتعيين السيد عبد الرحمن عزام الوزير المفوض بوزارة الخارجية المصرية كأول أمين عام للجامعة لمدة عامين. واختتمت الخارجية تقريرها بالذكر أنه وفى 22 مارس عام 1945 تم التوقيع على ميثاق جامعة الدول العربية من قبل مندوبى الدول العربية عدا السعودية واليمن اللتين وقعتا على الميثاق في وقت لاحق. وحضر جلسة التوقيع ممثل الأحزاب الفلسطينية وأصبح يوم 22 مارس من كل عام هو يوم الاحتفال بالعيد السنوي لجامعة الدول العربية.