حث العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، في بروكسل اليوم /الخميس/ مع كبار مسئولي الاتحاد الأوروبي، المستجدات الإقليمية والدولية وسبل التعامل معها لا سيما ما يتعلق بالحرب على الإرهاب وعصاباته، إضافة إلى آفاق تعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية بين الأردن والاتحاد خصوصا ما يتصل بدعم قدرات المملكة الاقتصادية. وأفاد بيان صادر عن الديوان الملكي الهاشمي بأن الملك عبدالله الثاني التقى رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز، وتم استعراض المراحل المتقدمة في العلاقة التي تجمع الأردن بمؤسسات الاتحاد لا سيما في المجالات الاقتصادية وفي ضوء مخرجات مؤتمر لندن للمانحين الذي عقد الشهر الماضي وفي إطار تبسيط وتسهيل قواعد المنشأ من قبل الاتحاد بالنسبة للأردن لتطبيقها على عدد من المناطق التنموية والصناعية المؤهلة في المملكة. وأعرب العاهل الأردني عن تقديره للمواقف الداعمة من البرلمان الأوروبي للأردن ومسيرته التنموية وبما يسهم في الوصول إلى مستويات متقدمة من الشراكة الأردنية الأوروبية وتمكين المملكة من تحقيق الأهداف والخطط التي تسعى إليها خصوصا في مجال التصدي للفقر والبطالة وإيجاد فرص العمل. كما تم خلال اللقاء تناول آخر المستجدات الإقليمية والدولية، خصوصا الجهود المبذولة لمكافحة خطر الإرهاب ومحاربة التنظيمات الإرهابية وتطورات الأوضاع على الساحة السورية وجهود تحقيق السلام وتعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط. والتقى الملك عبدالله الثاني مع رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، حيث بحثا العديد من المستجدات الإقليمية والدولية وسبل التعامل معها في إطار التنسيق والتشاور المستمر بين الأردن والاتحاد الأوروبي. وأكد العاهل الأردني - خلال اللقاء - محورية دور مؤسسات الاتحاد إلى جانب مختلف الأطراف الفاعلة في دعم جهود الحد من تداعيات الأزمات في الشرق الأوسط والتوصل إلى حلول لها بما فيها تعزيز أمن واستقرار العراق وليبيا. وحول الجهود المبذولة لمكافحة خطر التنظيمات الإرهابية والفكر المتطرف .. شدد الملك عبدالله الثاني على أن حفظ أمن واستقرار المنطقة وشعوبها يتطلب التعامل مع هذا الخطر بتكاتف وشراكة وضمن استراتيجية شاملة وواضحة بأبعادها العسكرية والأمنية والأيديولوجية. وأشار إلى موقف الأردن الداعم للجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة السورية وبما ينهي معاناة الشعب السوري ويحد من تأثير أزمة اللجوء على دول الجوار ، خصوصا في مجال استضافة المزيد من اللاجئين السوريين وتحمل أعباء الخدمات المقدمة لهم. من جانبه، جدد يونكر تأكيد حرص الاتحاد الأوروبي على تطوير علاقات مختلف دوله ومؤسساته مع الأردن الذي يتمتع بوضعية شراكة استراتيجية متقدمة مع الاتحاد وينظر له كشريك استراتيجي ، مؤكدا دعم الاتحاد للأردن اقتصاديا وتنمويا للتعامل مع تداعيات الأزمات في الشرق الأوسط. وكان الملك عبدالله الثاني قد اختتم زيارة العمل إلى بروكسل بعقد لقاء ثنائي مع أمين عام حلف شمال الأطلني (الناتو) ينس شتولتنبرج تبعه آخر موسع بحضور كبار المسئولين في الحلف والوفد المرافق له، حيث تم تناول سبل دعم علاقات التعاون بين الأردن والحلف خصوصا في المجالات العسكرية. واستعرض اللقاء جهود التصدي للإرهاب وعصاباته وسبل تعزيز القدرات الدفاعية للأردن لا سيما في ظل الدور المحوري للمملكة في الحرب على الإرهاب وأيضا مساعي تعزيز أمن واستقرار ليبيا في التعامل مع التحديات التي تواجهها. وأعاد العاهل الأردني التأكيد - خلال اللقاء - على أهمية وجود نهج شمولي واضح كأمر أساسي لكسب المعركة ضد العصابات الإرهابية بوصفها المهدد الرئيس للمنظومة العالمية للأمن والاستقرار. بدوره، جدد شتولتنبرج التزام الحلف بدعم الأردن وإدامة التنسيق والتعاون معه وبما يحقق المصالح المشتركة ، مقدرا الدور المتقدم للمملكة ومكانتها في المجتمع الدولي كشريك موثوق في الحرب على الإرهاب. وعلى صعيد آخر، التقى الملك عبدالله الثاني الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف بن راشد الزياني حيث جرى استعراض العلاقات الاستراتيجية بين الأردن ودول مجلس التعاون وسبل تعزيزها وآفاق تكثيف العمل العربي المشترك في مواجهة مختلف التحديات وبما يخدم المصالح الأردنية الخليجية المشتركة وقضايا الأمة العربية وتطورات المنطقة . وأكد العاهل الأردني - خلال اللقاء، الذي تناول أيضا تطورات الأوضاع في المنطقة وعددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك - عمق العلاقات الأخوية التي تجمع الأردن مع دول المجلس.