محاولات عدة لتنظيم الدولة الإرهابي "داعش" للتمدد بطول الحدود الغربية للدولة المصرية في ليبيا، بدأت بجعل الجنوب الشرقي للجماهيرية كنقط استقبال وهجرة مقاتليه من الجنوب الأفريقي وخاصة من السودان وتشاد ونيجيريا، لكن بسبب الهجمات التي تشنها القوات الليبية تحت قيادة اللواء حفتر، وجه التنظيم أنظاره إلى الجنوب الليبي بعد تكبده خسائر فادحة بطول الخط الساحلي الليبي. التنظيم الإرهابي يمنّي نفسه دائمًا بدخول الأراضي المصرية وسرعان ما يفشل، إلا أن هجومه الأخير الذي شنه على حقل "السرير" النفطي في منطقة "الكفرة" القريبة، أثار قلقاً بالغًا لدي المسئولين الليبيين، بحسب موقع "ليبيا الأن" فإن الملازم على الحاسي، الناطق باسم حرس المنشآت النفطية، أن داعش نفذ أولى ضرباته على الآبار النفطية في الجنوب الليبي. الجنوب الليبي المنطقة التي تشهد أعمال عنف شديدة، حيث اشتبك حرس المنشئات مع عناصر التنظيم، بعد مهاجمتهم حقلي الشعلة والسرير أول أمس، وبحوزتهم 20 عربة عسكرية محملة بأسلحة ثقيلة، وأحرقوا غرفة التحكم وخزانات وقود ومستودعات في حقل "الشعلة" بحسب بيان الجيش الليبي. ويضيف البيان الذي أعلنه "الحاسي"، أن هناك تهديدات عدة على المنطقة، لا تقتصر على داعش فقط، بل يسعى مسلحو "حركة العدل والمساواة السودانية" المعارضة، والعديد من الميليشيات التي تنتمي لحركة "تحرير السودان" جناح "أركنو مناوي"، إلى فرض سيطرتهم على المدينة وإعلان بيعتهم للتنظيم منها. في سياق متصل، عادت الرايات الداعشية للظهور للمرة الثانية في مدينة "دوز" المحاذية لمحافظة "مدنين" جنوب شرق تونس، القريبة من الحدود الليبية، وذلك بعد إقدام عدد من المجهولين أمس الأول على تمزيق الرايات التونسية ووضع راية داعش المتشحة بالسواد فوق إحدى المؤسسات العامة بالبلدة، بحسب موقع السكينة الجهادي. المنطقة التي رفع عليها مقاتلي التنظيم راياته، تقع بالقرب من مدينة "بن قردان" التونسية – هاجمهما التنظيم 3 مرات الأسابيع الماضية، شهدت على أثرها معارك دامية بين الجيش التونسي وعناصر داعش الإرهابية، انتهت بطردهم من المدينة قبل احتلالها. بعد ساعات من رفع الرايات في المدينة، تمكنت قوات الأمن التونسية من تصفية رافعي الرايات، وتحديد هوياتهم التي أظهرت انتمائهم للتنظيم، بحسب بيان أعلنته القوات. وأوضح البيان أنهم تمكنوا من إحباط سلسلة أخرى من الانفجارات كانت تستهدف مراكز أمنية وعسكرية حساسة بمدينة "القيروان"، حيث كشفت هذ المخطط الإرهابي بعد اعتقال أحد العناصر المتطرفة المنتمي لداعش، من ضمنها مواقع الشرطة والثكنة العسكرية بالباطن. وأعلنت الداخلية التونسية في بيان لها، على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" أنّ القوات الأمنية تمكّنت من إيقاف 786 شخصًا، بينهم 701 من الملاحقين أمنيًا. ومن جهة أخرى كشفت دراسة بريطانية أعدتها مؤسسة أي إتش إس جاينز، عن انحصار مناطق سيطرة التنظيم لنسبة تصل إلى 22% خلال الفترة بين يناير ومارس 2015. ونقلت وكالة الانباء الفرنسية عن كولومب ستراك، المتخصص في شئون الشرق الأوسط بالمؤسسة، أن الخسائر الأكبر للتنظيم وقعت في سوريا، قائلاً: "في 2016 لاحظنا تمدد الخسائر المهمة في الشمال الشرقي نحو الرقة ودير الزور، وأحرزت الحكومة السورية تقدما أيضا في الغرب وهي تبعد الآن خمسة كيلومترات فقط من مدينة تدمر التاريخية التي اجتاحها الجهاديون في منتصف 2015". وأشار الباحث المتخصص في شئون الشرق الأوسط أن المركز أعد دراسة جديدة على الثلاث أشهر الأخيرة فادت أن خسائره فيهم وصلت إلى 8% من أراضيه، بالمقارنة مع ما كان يسيطر عليه في الأول من يناير 2015.