يشارك الدكتور محمد سامح عمرو، سفير مصر باليونسكو والرئيس السابق للمجلس التنفيذي للمنظمة في اجتماع الخبراء الدوليين لصون التراث الوثائقي، بما في ذلك التراث الرقمي، الذي ينعقد بأبوظبي خلال الفترة من 14 إلى 16 مارس برعاية وزارة شئون الرئاسة لدولة الإمارات العربية. وقد بدأت أعمال الاجتماع، صباح اليوم الإثنين، برئاسة الدكتور عبدالله الريس رئيس برنامج اليونسكو لذاكرة العالم والمدير العام للأرشيف الوطني بدولة الإمارات العربية. وذكر د. محمد سامح عمرو، أن تنظيم هذا الاجتماع يمثل الخطوة الأولى لتنفيذ قرار المؤتمر العام لليونسكو الخاص بحماية التراث الوثائقي، بما في ذلك التراث الرقمي، والانتفاع به والذي تم تبنيه خلال أعمال الدورة 38 للمؤتمر العام التي انعقدت خلال شهر نوفمبر الماضي. وأضاف أن قرار المؤتمر العام أكد على ضرورة صون هذا النوع من التراث العالمي باعتباره يسجل نتاج البشرية الفكري ومسارها التاريخي وتطور اللغات والثقافات والشعوب وتيسير فهمها للعالم، وعليه يأتي اهتمام اليونسكو بهذا الموضوع كأحد وسائل تعزيز السلام وفتح آفاق التفاعل بين الثقافات والإثراء الشخصي والتقدم العلمي والتكنولوجي كأحد مصادر التنمية. ونوه د. محمد سامح عمرو بأن كثيرًا من كنوز التراث وخاصة التراث الوثائقي اندثرت على مر الزمان الأمر الذي يتطلب ضرورة التحرك لتوطيد التعاون الدولي لمواءمة السياسات والاستراتيجيات وتعزيز وعي الجمهور فيما يخص التحديات المرتبطة بصون التراث الوثائقي. وأشار إلى أهمية استمرار العمل لنضمن التواصل والتشاور بين الدول التي يقع على عاتقها اتخاذ التدابير المناسبة لحماية التراث الوثائقي، وتعزيز إمكانيات المؤسسات المعنية ودور المحفوظات والمكتبات والمتاحف والمؤسسات التعليمية والثقافية والبحثية. وأكد د. عمرو علي أن صون التراث الوثائقي يتطلب أيضًا وضع الأطر القانونية الملائمة للمؤسسات المعنية والعمل على تدريب الموظفين المختصين، وتنفيذ الاتفاقيات والإعلانات والتوصيات الصادرة عن منظمة اليونسكو في هذا الشأن. واختتم د. محمد سامح عمرو مداخلته بالتعبير عن تقديره الكبير للجهود التي بذلتها دولة الإمارات العربية لتنظيم هذا الاجتماع والعمل على تنفيذ قرارات المؤتمر العام لليونسكو ودعوة عدد كبير من الخبراء الدوليين لمناقشة التحديات والحلول العملية ورفع التوصيات المناسبة لليونسكو للعمل على تنفيذها من خلال برامج المنظمة. وعبر عن سعادته البالغة بأن تقوم دولة الإمارات العربية بتنظيم هذا الاجتماع بما يبعث برسالة واضحة للعالم باهتمامنا وانشغالنا كدول عربية بحماية وصيانة الأشكال المختلفة للتراث العالمي، بما في ذلك التراث الوثائقي الذي يرتبط بشكل لا يتجزأ بالتقدم التكنولوجي. وعبر د. عمرو عن أمله في أن تستمر جهود الإدارة العليا للأرشيف الوطني بدولة الإمارات العربية في ريادة هذ المبادرة الدولية خاصة أن هذا الموضوع يرتبط ببرنامج ذاكرة العالم الذي يتولى رئاسته الدكتور عبدالله الريس حتى عام 2018، ونأمل في أن يتم التوصل إلى توصيات عملية يتم البدء في تنفيذها في ظل الرئاسة العربية لهذا البرنامج الدولي.