شارك د.محمد سامح عمرو سفير مصر بمنظمة التربية والعلوم والثقافة التابعة للامم المتحدة "اليونسكو"، والرئيس السابق للمجلس التنفيذي للمنظمة، اليوم الإثنين، في اجتماع الخبراء الدوليين لصون التراث الوثائقى والرقمى، والذي ينعقد بأبوظبى برعاية وزارة شئون الرئاسة لدولة الإمارات العربية. وقد بدأت أعمال الاجتماع صباح اليوم الإثنين برئاسة الدكتور عبد الله الريس رئيس برنامج اليونسكو لذاكرة العالم والمدير العام للأرشيف الوطنى بدولة الإمارات العربية. وذكر د. محمد سامح عمرو أن تنظيم هذا الاجتماع يمثل الخطوة الأولى لتنفيذ قرار المؤتمر العام لليونسكو الخاص بحماية التراث الوثائقى، بما في ذلك التراث الرقمى، والانتفاع به والذي تم تبنيه خلال أعمال الدورة الثمانية والثلاثين للمؤتمر العام التي انعقدت خلال شهر نوفمبر الماضى. وأضاف أن قرار المؤتمر العام أكد على ضرورة صون هذا النوع من التراث العالمى باعتباره يسجل نتاج البشرية الفكرى ومسارها التاريخى وتطور اللغات والثقافات والشعوب وتيسير فهمها للعالم.. وعليه يأتي اهتمام اليونسكو بهذا الموضوع كأحد وسائل تعزيز السلام وفتح آفاق التفاعل بين الثقافات والاثراء الشخصى والتقدم العلمى والتكنولوجى كأحد مصادر التنمية. ونوه د. محمد سامح عمرو إلى أن كثير من كنوز التراث وخاصة التراث الوثائقى اندثرت على مر الزمان.. الأمر الذي يتطلب ضرورة التحرك لتوطيد التعاون الدولى لمواءمة السياسات والإستراتيجيات وتعزيز وعى الجمهور فيما يخص التحديات المرتبطة بصون التراث الوثائقى. وأشار إلى أهمية استمرار العمل لنضمن التواصل والتشاور بين الدول التي يقع على عاتقها اتخاذ التدابير المناسبة لحماية التراث الوثائقى، وتعزيز إمكانيات المؤسسات المعنية ودور المحفوظات والمكتبات والمتاحف والمؤسسات التعليمية والثقافية والبحثية. وأكد د. عمرو على أن صون التراث الوثائقى يتطلب أيضا وضع الأطر القانونية الملائمة للمؤسسات المعنية والعمل على تدريب الموظفين المختصين، وتنفيذ الاتفاقيات والإعلانات والتوصيات الصادرة عن منظمة اليونسكو في هذا الشأن. واختتم د. محمد سامح عمرو مداخلته بالتعبير عن تقديره الكبير للجهود التي بذلتها دولة الإمارات العربية لتنظيم هذا الاجتماع والعمل على تنفيذ قرارات المؤتمر العام لليونسكو ودعوة عدد كبير من الخبراء الدوليين لمناقشة التحديات والحلول العملية ورفع التوصيات المناسبة لليونسكو للعمل على تنفيذها من خلال برامج المنظمة. كما عبر عن سعادته البالغة بأن تقوم دولة الإمارات العربية بتنظيم هذا الاجتماع بما يبعث برسالة واضحة للعالم باهتمامنا وانشغالنا كدول عربية بحماية وصيانة الأشكال المختلفة للتراث العالمى، بما في ذلك التراث الوثائقى الذي يرتبط بشكل لا يتجزأ بالتقدم التكنولوجى. وعبر د. عمرو عن أمله في أن تستمر جهود الإدارة العليا للأرشيف الوطنى بدولة الإمارات العربية في ريادة هذ المبادرة الدولية خاصة أن هذا الموضوع يرتبط ببرنامج ذاكرة العالم الذي يتولى رئاسته الدكتور عبد الله الريس حتى عام 2018، ونأمل في أن يتم التوصل إلى توصيات عملية يتم البدء في تنفيذها في ظل الرئاسة العربية لهذا البرنامج الدولى. على مستوى العالم حيث من المقرر أن يعرضوا تجارب الدول المختلفة لصون التراث الوثائقى، وبحث المبادئ التوجيهية لوضع خارطة الطريق للعمل المستقبلى بما يضمن التعامل مع الصعوبات والتحديات والتوصل إلى حلول عملية لصون التراث الوثائقى ووضع المعايير الفنية التي تضمن صون التراث. كما يهدف تنظيم هذا الاجتماع إلى بحث أفضل الآليات والسبل للتواصل مع المشتغلين في الصناعات التكنولوجية والتي تولى تصميم النظم الفنية تطبيقاتها العملية بما يضمن تماشى هذه النظم مع أفضل سبل الحماية والحفاظ على هذا النوع من التراث البشرى والاستفادة منها وضمان انتقالها عبر الأجيال المتعاقبة بالرغم من التقدم التكنولوجى المتواصل.