يُعد أحد إعلام الموسيقى العربية ويُطلق عليه لقب "موسيقار الأجيال" و"مطرب الملوك والأمراء" وهو محمد عبدالوهاب ولد في 13 مارس عام 1902م في حي باب الشعرية بالقاهرة، لأب يرجع أصوله إلى محافظة الشرقية ويعمل كمؤذن وقارئ في جامع سيدي الشعراني بباب الشعرية. التحق محمد عبد الوهاب بالكُتاب بناءً على رغبة والده، وحفظ عدة أجزاء من القرآن قبل أن يهمل تعليمه ويتعلق بالغناء والطرب حيث شغف بالاستماع إلى شيوخ الغناء في ذلك العصر أمثال الشيخ سلامة حجازي وعبد الحي حلمي وصالح عبد الحي. تزوج الموسيقار الراحل "محمد عبد الوهاب" ثلاثة مرات، الأولى كانت في بداية مشواره الفني ثم تزوج للمرة الثانية عام 1944م من السيدة "إقبال" التي أنجبت له خمسة أبناء هم "أحمد ومحمد وعصمت وعفت وعائشة"، وقد استمر زواجهما سبعة عشر عامًا إلا أنه انتهى بالانفصال عام 1957م، وتزوج للمرة الثالثة والأخيرة من السيدة "نهلة القدسي". بدأ عبد الوهاب مشواره الفني بالغناء بين فصول المسرحيات التي تقدمها فرقه "فوزي الجزايرلى" بالحسين، كما كان يغنى أغاني الشيخ سلامة حجازي متخفيًا تحت اسم "محمد البغدادي" حتى لا تعثر عليه أسرته، وعلي الرغم من معرفه عائلته بحقيقة غنائه إلا أنه تمسك بالغناء حتى تمكن من الحصول على الموافقة للغناء مع فرقة "عبد الرحمن رشدي" على مسرح برنتانيا. وأصقل "محمد عبد الوهاب" موهبته الفنية بدراسة العود في معهد الموسيقى العربية على يد محمد القصبجي، كما التحق بمعهد جوبرين للموسيقى الشرقية والغربية، ثم عمل مدرسًا للموسيقى في وزارة المعارف التي تركها لينضم إلى فرقة سيد درويش عام 1928م. وكانت البداية الحقيقية ل"محمد عبد الوهاب" عندما قدمه أحمد شوقي في كل الحفلات التي كان يذهب إليها، ثم بدأ العمل بالإذاعة عام 1930م ودخل عالم التلحين والغناء والتأليف الموسيقى حتى اتجه بعد ذلك إلى السينما عام 1933م. قدم "عبد الوهاب" العديد من الألحان لكبار المطربين والمطربات، ومن أبرز الألحان التي قدمها لأم كلثوم "أنت عمري" و"أنت الحب" و"أمل حياتي" و"فكروني" و"أغدًا ألقاك"، كما قدم عدد من الألحان لعبد الحليم حافظ منها "توبة" و"أهواك" و"فوق الشوك" و"يا خلي القلب" و"فاتت جنبنا" و"نبتدي منين الحكاية"، إضافة إلى عدد من الأغاني الوطنية منها "الله يا بلادنا الله" و"غني يا قلبي" و"ذكريات" و"يا حبايب بالسلامة" و"الوطن الأكبر". كما شارك بالتمثيل في عدة أفلام ومسلسلات امتدت خلال فترة الثلاثينيات والأربعينيات منها "الوردة البيضاء" و"دموع الحب" و"يحيا الحب" و"يوم سعيد" و"ممنوع الحب" و"رصاصة في القلب" و"لست ملاكا" و"غزل البنات" و"شيء من العذاب" و"قاهر الظلام". وفي عام 1953م انتخب الموسيقار محمد عبد الوهاب رئيسًا لنقابة الموسيقيين، ثم رئيسًا لجمعية المؤلفين والملحنين والناشرين لمدة 12 دورة بدءًا من عام 1955م. ونال موسيقار الأجيال خلال مشواره الفني العديد من الجوائز والأوسمة حيث حصل على الجائزة التقديرية في الفنون عام 1971م، وعلي الدكتوراه الفخرية من أكاديمية الفنون عام 1975م، كما حصل على الميدالية الذهبية من مهرجان موسكو، ووسام الاستحقاق من الرئيس الراحل "جمال عبد الناصر". إضافة إلى وسام الاستقلال عام 1970م، والميدالية الذهبية للرواد الأوائل في السينما المصرية، والأسطوانة البلاتينية في 2 فبراير 1978م، وفي عام 1983م أطلق عليه لقب "فنان عالمي" من جمعية المؤلفين والملحنين في باريس. وضع الرئيس الراحل محمد أنور السادات تحت أمرة عبد الوهاب فرقة الموسيقات العسكرية المصرية الحائزة على المركز الأول بين الفرق العسكرية العالمية لعدة سنوات على التوالى، وبها أمهر الخبرات ولها كل الإمكانيات بدءا من الآلات حتى الملابس، ويتفرغ عبد الوهاب للمهمة في تواضع شديد واعتراف جميل بفضل موسيقار مصر الأول ونابغتها سيد درويش، والذي استطاع توحيد أبناء أمته في نشيد رمزى من كلماته ولحنه بعد نصف قرن من رحيله، ويقود محمد عبد الوهاب الموسيقى العسكرية وهو في زيه العسكري لتعزف نشيد بلادى لأول مرة في تاريخها ويتحول من نشيد شعبى إلى نشيد رسمى، وتطير نوتته الموسيقية إلى السفارات المصرية في جميع أنحاء العالم وتودع نسخ منها بجميع السفارات الأجنبية بالقاهرة، ليعزف في جميع المناسبات الوطنية والدولية. توفى "عبد الوهاب" في الرابع من مايو لعام 1991م وشُيع جثمانه في جنازة عسكرية، كما تم تكريمه بعد وفاته بإنشاء متحف يحتوي على معظم مقتنياته الخاصة، إضافة إلى إقامة تمثال له في ميدان باب الشعرية - حيث نشأ - لتخليد ذكراه.