إعداد: أحمد صوان إشراف: سامح قاسم كان الشاعر الراحل محمود درويش واحدًا ممن رفعوا صوت القضية الفلسطينية في كل المحافل، وبرز شعره في العالم كله حاملًا أصوات الفلسطينيين الذين عانوا طيلة سبعين عامًا من الاحتلال. تنقل طيلة حياته بين العديد من العواصم منها موسكو وباريس والقاهرة وتونس وعمان، وفي كل رحلاته كان ينثر قصائده، وكان أيضًا مشرفًا على جريدة "الكرمل" التي استمرت بعد توقف بدعم من الزعيم الراحل ياسر عرفات، الذي دفع به في صفوف منظمة التحرير الفلسطينية، لتبرز لدرويش أوجه عدة منها المناضل والسياسي والثائر، إضافة إلى كلماته التي كانت تُشعر الاحتلال بالخطر. "كنت في السادسة من عمري، لكن ذاكرتي قوية، وعيناي ما زالتا تسترجعان تلك المشاهد.. كنا ننتظر انتهاء الحرب لنعود إلى قرانا، لكن جدي وأبي عرفا أن المسألة انتهت، فعدنا متسللين مع دليل فلسطيني يعرف الطرق السرية إلى شمال الجليل.. وقد أقيمت على أراضيها موشاف أحيهود، وكيبوتس يسعور.. وكانت صفتنا في القانون الإسرائيلي "الحاضرون- الغائبون"، أي أننا حاضرون جسديًا ولكن بلا أوراق.. صودرت أراضينا وعشنا لاجئين".. ولد محمود درويش في مثل هذا اليوم 13 مارس عام 1941 في قرية البروة الواقعة في الجليل شرق ساحل عكا، ولم يكد يتم سن السادسة، حتى استيقظ على أصوات انفجارات، وهروب مفاجئ من المنزل الذي اقتربت منه العصابات الصهيونية، أعقبه العدوٍ مع أسرته لأكثر من ست وثلاثين ساعة، قضت الأسرة بعضها مُختبئة في المزارع من عصابات الهجانة، ليجد الطفل الصغير نفسه مع آلاف من اللاجئين الفلسطينيين في مخيم جنوبلبنان، بعد أن تعرضوا للاقتلاع من أرضهم، وتدمير مدنهم وقراهم.