عقد عدد من قيادات جماعة الإخوان فى الخارج، اجتماعًا طارئًا، أمس الأول الخميس، لمناقشة سبل مواجهة تقرير اللجنة القضائية بالكونجرس الأمريكي، الذى أوصى بضرورة اعتبار الإخوان «جماعة إرهابية»، وتوصلوا إلى ضرورة استخدام أذرع الجماعة الإعلامية فى تركيا، وحجز مساحات فى الصحف العالمية، لخلق رأى عام مؤيد لها فى الخارج، إلى جانب التعاقد مع شركة علاقات عامة عالمية، لمواجهة قرار «الكونجرس»، مهددين «واشنطن» بموجات عنف كبيرة إذا ما تم إقرار هذا القانون. ووصف محمد سودان، أمين لجنة العلاقات الخارجية فى جماعة الإخوان، الهارب فى لندن، تقرير «الكونجرس» بالغريب، خاصة أنها ليست المرة الأولى للجنة القضائية بمجلس النواب الأمريكي، إذ سبقتها محاولات عدة، وتم رفضها. وأشار إلى أن الجماعة ستلجأ إلى إحدى شركات العلاقات العامة الكبرى فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، لإعادة تصحيح صورة الجماعة هناك، وقال: «نفاضل بين شركتين من كبرى الشركات العاملة فى هذا المجال»، موضحًا أنها ستقوم بتجهيز جميع الوثائق والمستندات والمواقف التاريخية التى تؤكد «نقاء» منهج الإخوان من الإرهاب والتطرف، لتقديمها إلى الخارجية الأمريكية خلال مهلة الستين يومًا التى يمنحها مجلس النواب للوزارة للرد على القرار. وهدد سودان، أمريكا، قائلًا: «قرار اللجنة القضائية بمجلس النواب الأمريكي، فى حال إقراره، سيدفع إلى موجات تطرف جديدة، ويصعب مهمة قيادات الجماعة الذين يدفعون نحو السلمية، ويمسكون بعضد الشباب لعدم الانجرار إلى العنف». وزعم أن الموافقة على اعتبار الإخوان جماعة إرهابية جاء بسبب الانتخابات البرلمانية الأمريكية، والصراع بين الجمهوريين والديمقراطيين على حصد الأصوات، مشيرًا إلى أن القرار صدر بموافقة 17 نائبًا جمهوريًا فى مقابل رفض 10 نواب ديمقراطيين، مضيفًا: «القرار رد فعل من الجمهوريين على سياسات الرئيس الأمريكى باراك أوباما تجاه الإخوان». وأكد سامح عيد، الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية، أن قرار اللجنة القضائية بالكونجرس الأمريكي، باعتبار الإخوان منظمة إرهابية جاء كزلزال هز أركان الجماعة التى كانت تعتمد على الجانب الأمريكى بشكل كبير فى معركتهم مع النظام فى مصر. وأضاف «عيد»: «سياسة الأمريكان تجاه الإخوان ستختلف خلال الفترة المقبلة بسبب قرب الانتخابات البرلمانية وكذلك اقتراب موعد رحيل باراك أوباما وإداراته التى مكنت الإخوان من الحكم فى دول عربية منها مصر وتونس»، مؤكدًا أن لجوء الجماعة لشركة علاقات عامة للترويج لها لن يفيدها فى شيء، فالسياسة الأمريكية تجاه الإخوان تحولت ولن تتراجع أمريكا عن قراراتها. ووافقت اللجنة القضائية فى مجلس النواب، الأربعاء الماضي، على مشروع قانون يعتبر جماعة الإخوان منظمة إرهابية، بأغلبية 17 صوتًا مقابل 10 أصوات ضد المشروع الذى يدعو وزارة الخارجية الأمريكية، إلى إدراج الجماعة فى قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، من أجل حماية الأمن القومى الأمريكى. بمقتضى هذا التصنيف «بعد أن يصبح قانونًا»، سيتم إجبار الإدارة الأمريكية على عدم التعامل مع كل من له ارتباط بجماعة الإخوان، إلى جانب تجريم أى دعم مادى للجماعة، وإخضاع من يقدم مثل هذا الدعم لطائلة العقوبة الجنائية، وتمكين وزارة الخزانة الأمريكية، بإلزام المؤسسات المالية فى الولاياتالمتحدة المودعة لديها أى أصول تابعة لجماعة الإخوان بوقف جميع المعاملات المالية المتعلقة بها.